حوافز مصرية إضافية للسياحة والطيران في مواجهة «كوفيد ـ 19»

دار الإفتاء تعتبر ارتداء الكمامة «واجباً شرعياً»

وزيرا السياحة والآثار، والأوقاف، ومحافظ القاهرة، خلال افتتاح مسجد الإمام الشافعي بعد ترميمه وصيانته الجمعة الماضي (تويتر)
وزيرا السياحة والآثار، والأوقاف، ومحافظ القاهرة، خلال افتتاح مسجد الإمام الشافعي بعد ترميمه وصيانته الجمعة الماضي (تويتر)
TT

حوافز مصرية إضافية للسياحة والطيران في مواجهة «كوفيد ـ 19»

وزيرا السياحة والآثار، والأوقاف، ومحافظ القاهرة، خلال افتتاح مسجد الإمام الشافعي بعد ترميمه وصيانته الجمعة الماضي (تويتر)
وزيرا السياحة والآثار، والأوقاف، ومحافظ القاهرة، خلال افتتاح مسجد الإمام الشافعي بعد ترميمه وصيانته الجمعة الماضي (تويتر)

تسعى الحكومة المصرية إلى تقديم مزيد من الحوافز لقطاعي السياحة والطيران، بعد تضررهما البالغ بسبب انتشار فيروس «كورونا المستجد» حول العالم. وفي اجتماع وزاري «ثلاثي»، أمس (الثلاثاء)، ناقش وزراء البترول طارق الملا، والسياحة والآثار خالد العناني، والطيران المدني محمد عنبة، دعم القطاع السياحي وتحفيز نشاط الطيران، عبر عدد من الإجراءات.
وسجل قطاع السياحة في مصر، خلال عام 2019، قفزة في النمو بنسبة 21 في المائة، مع أكثر من 13.5 مليون سائح، بحسب منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO)، إلا أن انتشار كورونا، وما تبعه من حظر للسفر حول العالم، عصف بالقطاع.
وتقدر خسائر مصر الشهرية نتيجة غياب الوفود السياحية بسبب أزمة كورونا، بنحو 26.3 مليار جنيه (1.5 مليار دولار)، وفق تقرير لمركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء.
وفي يوليو (تموز) الماضي، قررت مصر إعادة فتح بعض المنتجعات والمواقع الأثرية أمام السياح الأجانب تدريجياً؛ على أمل إنعاش القطاع الذي يمثل حوالي 15 في المائة من الاقتصاد، غير أن العائد لا يزال أقل من المأمول، في ظل المخاوف من تصاعد الموجة الثانية للوباء.
وفي الاجتماع الوزاري أمس، قال وزير البترول إن «الدولة تسعى إلى تقديم الدعم المستمر لقطاع السياحة، سعياً للحفاظ على مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية»، مشيراً إلى أن «قطاعي السياحة والطيران من القطاعات الاقتصادية الحيوية التي تأثرت بشكل مباشر من جائحة فيروس كورونا المستجد».
واستعرض الاجتماع عدداً من المقترحات والمبادرات الجديدة التي ستتم دراستها وبحث آليات تنفيذها خلال الفترة القادمة لدعم برنامج تحفيز الطيران للمقاصد السياحية المصرية.
وقدمت وزارة البترول سابقاً مبادرة بمنح تخفيضات إضافية على سعر الوقود الخاص بالطيران لمساندة القطاع السياحي، حيث وصلت القيمة الإجمالية للتخفيض إلى 10 سنتات على الجالون للمقاصد السياحية إلى البحر الأحمر، وجنوب سيناء، والأقصر، وأسوان، تم تطبيقها مطلع مايو (أيار) الماضي، باعتبار أن نشاط الطيران يُعد أحد العوامل المؤثرة في القطاع السياحي.
وتصدرت مصر، قوائم «أفضل المقاصد السياحية» لعام 2020، في عدة تقييمات غربية، بينها مجلة الأعمال الأميركية «فوربس».
ولا تزال معدلات الإصابة بالفيروس منخفضة في مصر مقارنة بأوروبا والدول المحيطة. وأعلنت وزارة الصحة والسكان، مساء أول من أمس، تسجيل 354 حالة جديدة، ووفاة 12 حالة في إحصاء يومي.
ليبلغ إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بالفيروس، 113381 حالة من ضمنهم 101981 حالة تم شفاؤها، و6560 حالة وفاة.

فتوى الكمامة
من جهتها، اعتبرت دار الإفتاء المصرية، أن الالتزام بارتداء الكمامة وقرارات السلطات المختصة وقت الأوبئة «واجب شرعي»؛ حفاظاً على النفوس ودرءاً للمفاسد المترتبة عن عدم الالتزام بها.
وأوضحت الدار في فتوى لها أن «شمولية الشريعة الإسلامية تضمنت رعايتها للمصالح للعامة، ووضع قواعد التعايش البشري، وضوابط التعامل الإنساني، التي تحقق المعاش، وتوفر الحياة الطيبة التي بها تستقر الشعوب وتنتظم المجتمعات، ويتحقق الأمن والسلام».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
TT

هدنة غزة: انتشار «حماس» في القطاع يثير تساؤلات بشأن مستقبل الاتفاق

مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)
مسلحو «حماس» يسلمون رهينة إسرائيلية إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر (رويترز)

أثار انتشار عسكري وأمني لعناصر من «حماس» وموالين لها، عقب بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تساؤلات بشأن مستقبل الصفقة، في ظل ردود فعل إسرائيلية تتمسك بالقضاء على الحركة، وجهود للوسطاء تطالب الأطراف بالالتزام بالاتفاق.

تلك المشاهد التي أثارت جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد ورافض، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، ستكون ذريعة محتملة لإسرائيل للانقلاب على الاتفاق بعد إنهاء المرحلة الأولى والعودة للحرب، معولين على جهود للوسطاء أكبر لإثناء «حماس» عن تلك المظاهر الاستعراضية التي تضر مسار تنفيذ الاتفاق.

بينما قلل محلل فلسطيني مختص بشؤون «حماس» ومقرب منها، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من تأثير تلك الأجواء، وعدّها «بروتوكولية» حدثت من قبل أثناء صفقة الهدنة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وبزي نظيف وسيارات جديدة وأسلحة مشهرة، خرج مسلحون يرتدون شارة الجناح العسكري لـ«حماس» يجوبون قطاع غزة مع بداية تنفيذ اتفاق الهدنة، الأحد، وسط بيان من وزارة الداخلية بالقطاع التي تديرها عناصر موالية للحركة، كشف عن مباشرة «الانتشار بالشوارع»، وخلفت تلك المشاهد جدلاً بمنصات التواصل بين مؤيد يراها «هزيمة لإسرائيل وتأكيداً لقوة وبقاء (حماس) بالقطاع»، وآخر معارض يراها «استفزازية وتهدد الاتفاق».

عناصر من شرطة «حماس» يقفون للحراسة بعد انتشارهم في الشوارع عقب اتفاق وقف إطلاق النار (رويترز)

إسرائيلياً، تساءل المعلق العسكري للقناة 14 نوعام أمير، بغضب قائلاً: «لماذا لم يتم ضرب (تلك الاستعراضات) جواً؟»، بينما هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بإسقاط الحكومة في حال الانتقال إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وأكد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في بيان الاثنين، «مواصلة العمل لإعادة كل المختطفين؛ الأحياء منهم والأموات، وتحقيق كل أهداف الحرب في غزة»، التي تتضمن القضاء على «حماس».

ويصف الخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور سعيد عكاشة، ما قامت به «حماس» بأنه «استعراض مزيف لعلمها بأنها لن تدير غزة، لكنها تحاول أن تظهر بمظهر القوة، وأنها تستطيع أن تحدث أزمة لو لم توضع بالحسبان في حكم القطاع مستقبلاً، وهذا يهدد الاتفاق ويعطي ذريعة لنتنياهو لعودة القتال مع تأييد الرأي العام العالمي لعدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023».

ويتفق معه المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، قائلاً إن «(حماس) لا تزال بعقلية المقامرة التي حدثت في 7 أكتوبر، وتريد إرسال رسالتين لإسرائيل وللداخل الفلسطيني بأنها باقية رغم أنها تعطي ذرائع لإسرائيل لهدم الاتفاق».

بالمقابل، يرى الباحث الفلسطيني المختص في شؤون «حماس» والمقرب منها، إبراهيم المدهون، أن «الاستعراض لا يحمل أي رسائل وظهر بشكل بروتوكولي معتاد أثناء تسليم الأسرى، وحدث ذلك في الصفقة الأولى دون أي أزمات»، مشيراً إلى أن «الحركة لها جاهزية ونفوذ بالقطاع رغم الحرب، والانتشار الأمني يعدّ دور وزارة الداخلية بالقطاع وتنفذه مع توفر الظروف».

وعقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، استقبل رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مكتبه بالدوحة، وفداً من الفصائل الفلسطينية، مؤكداً ضرورة العمل على ضمان التطبيق الكامل للاتفاق، وضمان استمراره، وفق بيان لـ«الخارجية» القطرية الأحد.

وبينما شدد وزير الخارجية المصري، خلال لقاء مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ببروكسل، مساء الأحد، على «أهمية التزام أطراف الاتفاق ببنوده»، وفق بيان لـ«الخارجية» المصرية، سبقه تأكيد مجلس الوزراء الفلسطيني، الأحد، استعداد رام الله لتولي مسؤولياتها الكاملة في غزة.

وبتقدير عكاشة، فإن جهود الوسطاء ستتواصل، لا سيما من مصر وقطر، لوقف تلك المواقف غير العقلانية التي تحدث من «حماس» أو من جانب إسرائيل، متوقعاً أن «تلعب غرفة العمليات المشتركة التي تدار من القاهرة لمتابعة الاتفاق في منع تدهوره»، ويعتقد مطاوع أن تركز جهود الوسطاء بشكل أكبر على دفع الصفقة للأمام وعدم السماح بأي تضرر لذلك المسار المهم في إنهاء الحرب.

وفي اتصال هاتفي مع المستشار النمساوي ألكسندر شالينبرغ، الاثنين، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على «ضرورة البدء في جهود إعادة إعمار القطاع، وجعله صالحاً للحياة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية لسكان القطاع في أقرب فرصة». بينما نقل بيان للرئاسة المصرية، عن المستشار النمساوي، تقديره للجهود المصرية المتواصلة على مدار الشهور الماضية للوساطة وحقن الدماء.

ويرى المدهون أنه ليس من حق إسرائيل أن تحدد من يدير غزة، فهذا شأن داخلي وهناك مشاورات بشأنه، خصوصاً مع مصر، وهناك مبادرة مصرية رحبت بها «حماس»، في إشارة إلى «لجنة الإسناد المجتمعي» والمشاورات التي استضافتها القاهرة مع حركتي «فتح» و«حماس» على مدار الثلاثة أشهر الأخيرة، ولم تسفر عن اتفاق نهائي بعد بشأن إدارة لجنة تكنوقراط القطاع في اليوم التالي من الحرب.