«باري» يقتنص جوائز «الإسكندرية السينمائي» في حفل ختام محدود

الدورة الـ36 شهدت إقبالاً لافتاً على عروض الأفلام رغم غياب النجوم

TT

«باري» يقتنص جوائز «الإسكندرية السينمائي» في حفل ختام محدود

اختتم مهرجان الإسكندرية السينمائي دورته الـ36، والتي وصفت بدورة «التحدي»، بسبب الأزمات التي واجهت المهرجان في ظل وباء كورونا وتقليص ميزانيته وافتقاده لإطلالات النجوم، وأقيم حفل ختام محدود حول حمام السباحة بفندق شيراتون المتنزه، بالإسكندرية مساء أول من أمس تم خلاله إعلان أسماء الفائزين بجوائز المهرجان.
وما بين الافتتاح والختام شهد المهرجان هذا العام مشاركة 55 فيلما من 22 دولة – بحسب تصريحات الناقد الأمير أباظة رئيس المهرجان الذي قال في حفل الختام: «لولا بطولات ضيوف المهرجان وحرصهم على الحضور ما كان لهذه الدورة أن تعقد».
وانعكس تخفيض حجم الدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة، بصفته أحد المهرجانات التي تدعمها، على برنامج المهرجان الذي كان يتميز بزخم فعالياته، إذ اقتصر على إقامة مسابقتين فقط لكل من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، كما اقتصر الحضور العربي والأجنبي على صناع الأفلام وأعضاء لجان التحكيم، وفيما كانت دوراته السابقة تشهد حضوراً كبيراً من الوفد السوري، اقتصرت المشاركة السورية على فيلم «غيوم داكنة» من إخراج الممثل السوري أيمن زيدان الذي غاب عن الحضور فيما حضر نجله حازم الذي يشارك بالفيلم، كما شارك الفيلم السوري «للبيع» في مسابقة الأفلام القصيرة من إخراج جميل جبران.
ورغم بعض التحديات، فقد شهدت هذه الدورة حضوراً كبيراً من الجمهور السكندري وطلاب أكاديمية الفنون التي افتتحت هذا العام فرعها الجديد بالإسكندرية، وكلية اللغة والإعلام بالأكاديمية البحرية حيث أقام المهرجان مسابقة لأفلام الطلبة أيضا، كما أشاعت ندوات المكرمين الدفء في أروقة المهرجان حيث أقيمت ندوات للفنان عزت العلايلي الذي حملت الدورة اسمه، وأخرى للفنان صلاح عبد الله، وثالثة للمخرجة إيناس الدغيدي التي كرمها المهرجان كذلك تم تكريم مدير التصوير السينمائي محسن أحمد والمخرج المغربي داود أولاد السيد، والمخرج والكاتب الإسباني مارك سيرينا، بينما شهدت عروض الأفلام زحاما دفع لإيقاف بعض العروض لمنع التزاحم وسط إشراف من وزارة الصحة لتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي.
وأعلنت المخرجة المصرية إيناس الدغيدي، رئيس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة فوز فيلم «باري» بجائزة أفضل فيلم في مسابقة البحر المتوسط للأفلام الروائية الطويلة، وهو إنتاج كل من اليونان وفرنسا ويطرح قصة أم إيرانية تخوض رحلة بحث صعبة عن ابنها المفقود في أثينا وتقودها الرحلة إلى الزوايا المظلمة من المدينة، كما حصل مخرجه «سيا ماك اعتمادي» على جائزة يوسف شاهين لأفضل مخرج، ووفق نقاد فإنه استطاع تقديم فيلم متماسك في إيقاعه، كما نال الفيلم الإسباني - اليوناني «نافذة على البحر» للمخرج ميجيل إنجيل كيمنيز جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل فيلم وجائزة نجيب محفوظ لأفضل سيناريو، وحصلت بطلته إيما سواريز على جائزة فاتن حمامة لأفضل ممثلة مناصفة مع المطربة اللبنانية كارول سماحة عن دورها في فيلم «بالصدفة» للمخرج باسم خريستو، وهو أحد أبرز الأفلام التي شهدتها الدورة الـ36 للمهرجان، إذ برعت سماحة في تجسيد شخصية المرأة الحزينة التي تعيش في أحياء بيروت الفقيرة في منزل آيل للسقوط، من دون تقديم أي أغنية بالفيلم، وعبرت عن فخرها بالحصول على جائزة تحمل اسم فنانة عربية كبيرة، كما تسلمت كارول ميدالية السينما اللبنانية التي شاركت كضيف شرف هذه الدورة، وأهدت كارول جائزتها «لكل مبدع لبناني يحاول تقديم صورة راقية عن بلده بعكس المسؤولين»، وذهبت جائزة عمر الشريف لأفضل ممثل للمغربي ربيع جليم بطل فيلم «اللكمة»، كما فاز الفيلم أيضا بجائزة نور الشريف لأفضل فيلم عربي.
فيما حصل الفيلم اللبناني «مفقود» للمخرج الشاب بشير أبو زيد، على جائزة كمال الملاخ للعمل الأول، إذ اختار في أول أفلامه طرح قضية المفقودين التي تهم كثيرا من الأسر اللبنانية، وحصل الفيلم السوري «غيوم داكنة» على جائزة القدس للإنجاز الفني، بعدما نجح في التعبير عن معاناة أبطال الفيلم في ظروف قاسية وحقيقية على أرض الواقع جسدها المخرج ببراعة، بحسب حيثيات الفوز بالجائزة.
أما الفيلم الفرنسي «فنسنت قبل الظهيرة» فقد فاز بجائزة أفضل فيلم، كما فاز الفيلم الإسباني «شامل الفواتير» بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، كما قدمت اللجنة تنويها خاصاً للفيلم الألباني «الشريط»، وتنويها للممثل المغربي عز العرب الكغاط عن فيلم «الحبر المطلق».
ورغم أن هذه الدورة شهدت تقليص مسابقاتها وبرامجها وأفلامها، إلا أن نقادا مصريين من بينهم الدكتور وليد سيف، يرى أن ما حدث يعد ميزة لصالح المهرجان، لأن مستوى معظم الأفلام كان جيداً، والفعاليات كانت مركزة، وحظيت على متابعة مميزة من فريق العمل المحدود.
ويقول سيف لـ«الشرق الأوسط»: «ومع ذلك فإنني أرى أن إدارة المهرجان لم توفق في اختيار الفيلم المصري «قابل للكسر» ليكون فيلم افتتاح المهرجان، إذ أن ذلك يتطلب مواصفات فنية خاصة غير متوفرة في الفيلم المصري. وعن نتائج التحكيم يؤكد سيف أن فيلم «باري» يستحق الجوائز التي حصل عليها لكن ربما كانت هناك أفلام أخرى ظلمت، لكن مسابقة الأفلام القصيرة وصلت لنتيجة عادلة.


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق جوي تتسلّم جائزة «أفضل ممثلة» في مهرجان «بيروت للأفلام القصيرة» (جوي فرام)

جوي فرام لـ«الشرق الأوسط»: أتطلّع لمستقبل سينمائي يرضي طموحي

تؤكد جوي فرام أن مُشاهِد الفيلم القصير يخرج منه وقد حفظ أحداثه وفكرته، كما أنه يتعلّق بسرعة بأبطاله، فيشعر في هذا اللقاء القصير معهم بأنه يعرفهم من قبل.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق طاقم فيلم «سكر» على السجادة الحمراء (البحر الأحمر السينمائي)

«سكر»... فيلم للأطفال ينثر البهجة في «البحر الأحمر السينمائي»

استعراضات مبهجة وأغنيات وموسيقى حالمة، وديكورات تُعيد مشاهديها إلى أزمان متباينة، حملها الجزء الثاني من الفيلم الغنائي «سكر».

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق «سلمى وقمر»... قصة حقيقية لسائق سوداني اندمج في عائلة سعودية

«سلمى وقمر»... قصة حقيقية لسائق سوداني اندمج في عائلة سعودية

المفاجأة جاءت مع نهاية الفيلم، ليكتشف الجمهور أن «سلمى وقمر» مستلهمٌ من قصة حقيقية. وأهدت المخرجة عهد كامل الفيلم إلى سائقها السوداني محيي الدين.

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق فيلم «الذراري الحمر» للمخرج لطفي عاشور (فيسبوك المخرج)

«الذراري الحمر» رحلة في أعماق العنف والبراءة

يحمل اسم «الذراري الحمر» رمزيةً مزدوجةً تُضيف عمقاً لمعاني الفيلم، فيتجاوز كونه مجرد وصفٍ للأطفال ليعكس روح القصة والرسائل الكامنة وراءها.

أسماء الغابري (جدة)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.