«سو تشي» توسع أغلبيتها البرلمانية في ميانمار

فرنسا تطالبها بضمان الحقوق السياسية للروهينغا

TT

«سو تشي» توسع أغلبيتها البرلمانية في ميانمار

وسّع حزب «الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية» الحاكم في ميانمار، الذي تتزعمه رئيسة الحكومة، أون سان سو تشي، أغلبيته في البرلمان بعد الانتخابات التي أجريت الأحد الماضي. ورحّبت باريس بالنتيجة وطالبتها بضمان الحقوق السياسية والاقتصادية لأقلية الروهينغا المسلمة المضطهدة منذ سنوات في هذا البلد. وكان حزب سو تشي، الفائزة بجائزة نوبل للسلام والتي تواجه على الصعيد الدولي انتقادات شديدة بسبب إدارتها لأزمة الروهينغا لكنها تتمتع في بلدها بشعبية كبيرة، أعلن أنه حقق «فوزاً ساحقاً» في الانتخابات على الرغم من أن نتائجها النهائية لن تصدر قبل أيام.
ووفقاً للنتائج أولية، فاز الحزب بـ399 مقعداً، أي بزيادة 9 مقاعد عن انتخابات أجريت قبل 5 أعوام، حسب صحيفة «ميانمار تايمز». ويحتاج الحزب إلى الفوز بـ322 مقعداً من أجل الحصول على أغلبية برلمانية. وتردد أن الحزب حظي بدعم كبير خاصة في المناطق الوسطى من البلاد. ومن المقرر إعلان النتائج الرسمية خلال الأيام المقبلة. وبينما تحظى سو تشي بشعبية كبيرة داخل بلادها، فإنها تواجه إدانة دولية لدفاعها عن الجيش في وجه اتهامات بارتكابه إبادة جماعية عقب حملة في عام 2017 ضد مسلمي الروهينغا. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن إجراء الانتخابات هو «خطوة مهمة جديدة في البناء الديمقراطي لهذا البلد». وأضافت: «يجب أن تستمر الجهود المبذولة في مجال الحكم الرشيد والإصلاحات الديمقراطية للسماح بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للبلد وضمان الحقوق السياسية والاقتصادية للجميع، بمن فيهم الروهينغا».
وفي عام 2017 فر نحو 750 ألف شخص من الروهينغا من عملية تطهير عرقي قادها الجيش وميليشيات بوذية في غرب بورما، وانضموا إلى نحو 200 ألف من أبناء إثنيتهم ممن لجأوا إلى بنغلاديش إثر موجات عنف سابقة. وأدت أزمة الروهينغا إلى اتهام بورما أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بارتكاب «إبادة جماعية».
وفي بيانها، دعت باريس إلى «استكمال العملية الانتخابية في الدوائر الانتخابية التي تعذر إجراء الاقتراع فيها، وتمكين الأقليات العرقية والدينية من المشاركة فيها بالكامل». وأضافت الخارجية الفرنسية في بيانها أنها «تشجع جميع الأطراف على (...) الالتفاف حول الحكومة المدنية التي ستنبثق من هذه الانتخابات».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.