«كورونا» مسؤول عن 20% من الوفيات في 20 دولة

عاملون في القطاع الطبي المكسيكي يحملون جثة لضحية من ضحايا «كوفيد - 19» (إ.ب.أ)
عاملون في القطاع الطبي المكسيكي يحملون جثة لضحية من ضحايا «كوفيد - 19» (إ.ب.أ)
TT

«كورونا» مسؤول عن 20% من الوفيات في 20 دولة

عاملون في القطاع الطبي المكسيكي يحملون جثة لضحية من ضحايا «كوفيد - 19» (إ.ب.أ)
عاملون في القطاع الطبي المكسيكي يحملون جثة لضحية من ضحايا «كوفيد - 19» (إ.ب.أ)

قدرت دراسة نُشرت اليوم (الأربعاء) أن الموجة الأولى من وباء (كوفيد - 19) مسؤولة في المعدل عن 20 في المائة أكثر من الوفيات بشكل مباشر وغير مباشر، من الأرقام الرسمية في نحو عشرين دولة غربية.
سجلت 19 دولة أوروبية وأستراليا ونيوزيلندا «نحو 206 آلاف وفاة أكثر مما كان متوقعا إذا لم يظهر وباء (كوفيد - 19)» بين منتصف فبراير (شباط) ونهاية مايو (أيار) وفق ما ذكرت دراسة النمذجة الرياضية التي نُشرت في مجلة «نيتشر ميديسين» العلمية.
لكن نُسبت فقط 167 ألف وفاة رسميا إلى (كوفيد - 19). ويمكن أن يعزى الاختلاف، وهو نحو 40 ألف وفاة، إلى المرض بطريقتين. بشكل مباشر، في بداية الوباء عندما لم تتمكن المستشفيات المكتظة من اختبار جميع مرضاها بشكل منهجي. وبصورة غير مباشرة، مع وفيات لأسباب أخرى لم يمنعها الحمل الزائد على المستشفيات.
وأظهرت الدراسة أن إنجلترا وويلز وكذلك إسبانيا هي الأكثر تضررا، مع زيادة بنسبة 37 في المائة إلى 38 في المائة في الوفيات عن المستويات المتوقعة في غياب الوباء، مقابل زيادة قدرها 18 في المائة في المعدل في جميع البلدان التي شملتها.
وتليها إيطاليا واسكوتلندا وبلجيكا، بينما تحتل فرنسا المرتبة الثامنة، مع زيادة في عدد الوفيات بمعدل 13 في المائة.
فيما تمكنت مجموعة من 10 دول، بينها أستراليا ونيوزيلندا والمجر والنرويج، من «تجنب زيادة ملحوظة في الوفيات».
وأودى الوباء الناجم عن فيروس سارس - كوف - 2 بشكل مباشر بحياة أكثر من مليون شخص في أنحاء العالم، بحسب الإحصاءات الرسمية، لكنه أدى أيضا إلى وقوع وفيات بشكل غير مباشر، بسبب آثاره الاجتماعية والاقتصادية واضطراب النظم الصحية (انخفاض الدخل وتأخر التشخيص وتأجيل العمليات وانخفاض النشاطات الرياضية وزيادة حالات الانتحار والعنف داخل الأسرة... إلخ).
على العكس من ذلك، كان من الممكن أن يؤدي الانخفاض في حركة السير وتحسين نوعية الهواء أثناء الإغلاق إلى تجنب الوفيات التي كانت ستحدث من دون الوباء.
وأوضح باحثون في إمبريال كوليدج لندن أن معرفة هذه الآثار غير المباشرة «ضرورية لفهم التأثير الحقيقي للوباء على الصحة العامة».
وذكر المعهد الوطني للدراسات السكانية، المشارك بالدراسة، في بيان «هذا الرقم (206 آلاف) يعادل العدد الإجمالي للوفيات بسبب سرطان الرئة، ويبلغ ضعف عدد الوفيات المرتبطة بمرض السكري أو سرطان الثدي في هذه البلدان لمدة سنة كاملة».
واعتمد الباحثون على بيانات الوفيات منذ عام 2010 في البلدان التي شملتها الدراسة لتحديد عدد الوفيات المتوقعة عادة في الفترة الواقعة من منتصف فبراير إلى مايو 2020 إذا لم يظهر الوباء. ثم قارنوا هذه الأرقام بعدد الوفيات المسجلة فعليا خلال هذه الفترة، لمختلف الأسباب، لاستخلاص الوفيات الزائدة التي تُعزى إلى «كوفيد - 19».
ووفقا لدراسة نُشرت الاثنين في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، مقابل كل أميركيين توفيا بسبب (كوفيد - 19) توفي ثالث بشكل مباشر أو غير مباشر نتيجة الوباء.
وأشار معدو الدراسة إلى أن الاختلافات من دولة إلى أخرى «تعكس تنوع الخصائص السكانية والسياسات والاستجابة للوباء ومدى استعداد أنظمة الصحة العامة». واعتبروا أنه لتقليل الخسائر الناجمة عن الوباء، فإن بناء مسارات رعاية لتوجيه المرضى بشكل صحيح ورعاية المصابين بأمراض مزمنة لا يقل أهمية عن مكافحة انتشار الفيروس.
ورأى جوناثان بيرسون ستوتارد، الذي شارك في إعداد الدراسة، من كلية الصحة العامة في إمبريال كوليدج أن «البلدان التي نفذت اختبارات فعالة وشاملة وحملات تتبع المخالطين على المستوى المحلي، أو تلك (...) التي فرضت تدابير إغلاق مبكرة وفعالة، شهدت انخفاضا في عدد الوفيات، خلال الموجة الأولى». وأضاف «مع ظهور الموجة الثانية، تمثل برامج الاختبار والتعقب وتقديم الدعم للأشخاص الذين يحتاجون إلى عزل أنفسهم، أهم عامل لتقليل تأثير الوباء».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

استعادة التراث الحضاري المصري في معرض للحرف اليدوية

منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)
منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)
TT

استعادة التراث الحضاري المصري في معرض للحرف اليدوية

منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)
منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)

في خطوة لاستعادة التراث الحضاري المصري، عبر تنشيط وإحياء الحرف اليدوية والتقليدية، افتتح رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الدورة السادسة لمعرض «تراثنا»، الخميس، التي تضم نحو ألف مشروع من الحرف اليدوية والتراثية، بالإضافة إلى جناح دولي، تشارك فيه دول السعودية والإمارات والبحرين وتونس والجزائر والهند وباكستان ولاتفيا.

المعرض الذي يستمر حتى 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يضم معروضات من الجمعيات الأهلية، من مختلف محافظات مصر، والمؤسسات الدولية شركاء التنمية، بهدف «إعادة إحياء الحرف اليدوية والصناعات التقليدية والتراثية، بما يُعزز من فرص تطورها؛ لكونها تُبرز التراث الحضاري المصري بشكل معاصر، يلبي أذواق قاعدة كبيرة من الشغوفين بهذا الفن داخل مصر وخارجها، كما تُسهم في تحسين معيشة كثير من الأسر المُنتجة»، وفق تصريحات لرئيس الوزراء المصري على هامش الافتتاح، كما جاء في بيان نشره مجلس الوزراء، الخميس.

رئيس الوزراء المصري يتفقد أجنحة المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)

ووفق تصريحات صحافية للرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، باسل رحمي، يقدم المعرض مجموعة من الفنون المصرية المُتفردة، مثل: السجاد والكليم اليدوي، والمنسوجات، والتلّى، ومفروشات أخميم، والإكسسوار الحريمي، والحرف النحاسية والزجاجية، وأعمال التطريز، والخيامية، والصدف، والتابلوهات، والخزف، والجلود، ومنتجات الأخشاب، والخوص، والأثاث، إلى جانب الملابس التراثية، والمكرميات، وأعمال الرسم على الحرير، والبامبو، ومنتجات سيناء، وغيرها.

منتجات متنوعة في أجنحة المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)

وعرض جناح هيئة التراث السعودية، منتجات عددٍ من أمهر الحرفيين المتخصصين في الصناعات اليدوية التقليدية، كما عرض جناح غرفة رأس الخيمة، منتجات محلية تراثية، وكذلك جناح الديوان الوطني للصناعات التقليدية في الجمهورية التونسية.

وأعلن رحمي عن توقيع بروتوكولات تعاون مع عدة دول، من بينها الهند، لتبادل الخبرات والتنسيق في المعارض المشتركة؛ بهدف نشر الصناعات اليدوية والعمل على تسويقها داخل مصر وخارجها، مؤكداً على عقد بروتوكول تعاون مع شركة ميناء القاهرة الدولي؛ لتوفير منصات تسويقية تحت العلامة التجارية «تراثنا» داخل صالات مطار القاهرة الدولي، وإتاحة مساحات جاذبة لجمهور المسافرين والزوار لعرض وبيع منتجات الحرفيين المصريين اليدوية والتراثية.

معرض «تراثنا» يضم كثيراً من المنتجات المصنوعة يدوياً (رئاسة مجلس الوزراء)

كما سيتم توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية بين جهاز تنمية المشروعات، والشركة المسؤولة عن تشغيل المتحف المصري الكبير، وكذلك الشركة المسؤولة عن تنظيم عمليات إنتاج وعرض المنتجات الحرفية داخل متجر الهدايا الرسمي بالمتحف لدعم وتأهيل أصحاب الحرف اليدوية والتراثية وتطوير منتجاتهم، تمهيداً لعرضها بعدد من المتاجر في مناطق سياحية مختلفة داخل وخارج البلاد، في إطار تعزيز التكامل بين الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص.