إصابات «كورونا» حول العالم تتجاوز 36 مليوناً

دول أوروبية عدة تبدأ تدابير جديدة للإغلاق

إصابات «كورونا» حول العالم تتجاوز 36 مليوناً
TT

إصابات «كورونا» حول العالم تتجاوز 36 مليوناً

إصابات «كورونا» حول العالم تتجاوز 36 مليوناً

أظهرت بيانات مجمعة لحالات فيروس «كورونا» أن إجمالي عدد الإصابات في أنحاء العالم تجاوز 36 مليوناً أمس (الخميس). وأظهرت أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة «جونز هوبكنز» الأميركية، أن إجمالي الإصابات وصل إلى 36 مليوناً و77 ألف حالة. كما أظهرت البيانات أن عدد المتعافين تجاوز 25 مليون شخص، بينما تجاوز عدد الوفيات مليوناً و54 ألف حالة.
وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد حالات الإصابة، تليها الهند ثم البرازيل وروسيا وكولومبيا والأرجنتين وإسبانيا وبيرو والمكسيك وفرنسا وجنوب أفريقيا والمملكة المتحدة وإيران وتشيلي والعراق. كما تتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث أعداد الوفيات، تليها البرازيل والهند والمكسيك والمملكة المتحدة وإيطاليا وبيرو.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك عدداً من الجهات التي توفر بيانات مجمعة لإصابات «كورونا» حول العالم، وقد يكون بينها بعض الاختلافات.
وحذر خبراء الصحة في ألمانيا أمس من أن تفشي فيروس «كورونا» المستجد قد «يخرج عن السيطرة» في البلاد، في وقت يرتفع فيه عدد الإصابات في أنحاء أوروبا، بينما تستعد الحكومات لإعادة فرض بعض تدابير الإغلاق.
وفي بلجيكا، أُغلقت حانات ومقاهي بروكسل المكتظة عادة لمدة شهر، ما يعيد إلى الذاكرة التدابير الأكثر تشدداً التي فرضت في أوج أزمة «كوفيد- 19» في مارس (آذار) وأبريل (نيسان). وفي فرنسا، ينوي المسؤولون تطبيق قيود أكثر تشدداً في عدد من المدن الرئيسية، بعد يومين على فرض حالة تأهب صحية قصوى في باريس.
في المقابل، يدق المسؤولون الألمان ناقوس الخطر جراء «الارتفاع المقلق» في عدد الإصابات بالفيروس، بعدما لاقى نجاح البلاد النسبي في احتواء الفيروس إشادات عديدة. وتجاوز عدد الإصابات المسجلة يومياً في ألمانيا 4000 لأول مرة منذ مطلع أبريل . وحذر لوثار فيلر مدير معهد «روبرت كوخ لمراقبة الأمراض والوقاية منها» في ألمانيا: «لا نعلم كيف سيتطور الوضع في ألمانيا في الأسابيع المقبلة». وأضاف: «قد نسجل أكثر من عشرة آلاف حالة في اليوم، وقد ينتشر الفيروس بشكل خارج عن السيطرة. آمل ألا يحصل ذلك».

وتزامن الارتفاع في عدد الإصابات مع عُطَل الخريف في مناطق عديدة من البلاد، ما دفع حكومة المستشارة أنجيلا ميركل لدعوة السكان لتجنب السفر إلى الخارج.
وقال وزير الصحة الألماني ينس شبان، إن العديد من الشباب «يقيمون حفلات ويسافرون ويعتقدون بأنهم لا يُقهرون». وأضاف: «لكنهم ليسوا كذلك»، داعياً إياهم للتفكير في الخطر الذي يعرضون له أقاربهم من المسنين. وسجلت النمسا أمس أعلى حصيلة يومية على الإطلاق للإصابات بـ«كوفيد- 19» رغم التدابير التي اتخذت في الأسابيع الأخيرة لاحتواء الوباء.
وأظهرت أرقام صدرت عن وزارة الصحة تسجيل 1209 إصابات جديدة بالفيروس خلال 24 ساعة. ويذكر أن ألمانيا حذرت من السفر إلى أجزاء من النمسا، ما يزيد الضغط على قطاع السياحة في البلاد مع اقتراب موسم التزلج.
وفي فرنسا؛ بلغ عدد الإصابات اليومية 18746، الأربعاء، وهو رقم قياسي منذ بدأت عمليات الفحص واسعة النطاق. وصدرت أوامر في باريس بإغلاق الحانات والمقاهي، اعتباراً من الثلاثاء، ولمدة أسبوعين للتخفيف من وتيرة تفشي الفيروس، بعد أسبوع تقريباً من فرض قيود جديدة في مرسيليا وغوادلوب في جزر الأنتيل الفرنسية.
ومن المتوقع أن يعلن وزير الصحة أوليفييه فيران في وقت لاحق عن فرض قواعد أكثر تشدداً في مدن أخرى. كما أمرت السلطات بإغلاق الحانات الخميس في بروكسل؛ حيث مقر الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وستبقى المطاعم مفتوحة في ظل قواعد صارمة للمحافظة على التباعد الاجتماعي، إلا أن الحانات والمقاهي ستغلق أبوابها بعدما بلغ عدد الإصابات الجديدة والحالات التي تستدعي النقل إلى المستشفيات أعلى المستويات منذ أبريل.
وأما اسكوتلندا، ففرضت حظراً لأسبوعين على ارتياد الحانات في مدينتيها الرئيسيتين غلاسكو وإدنبره الأربعاء، ليزداد بذلك الضغط على رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لفرض تدابير مماثلة في إنجلترا؛ لكن التحذيرات الصادرة عن خبراء الصحة حيال ارتفاع عدد الإصابات تصطدم بمعارضة متزايدة لتدابير الإغلاق في عديد من الدول، لا سيما من قبل أصحاب الأعمال التجارية الأكثر تأثراً بالإجراءات، ومتظاهرين مشككين في فعاليتها.
وفي إسبانيا، رفضت أعلى محكمة إقليمية في مدريد، أمس الخميس، إغلاقاً جزئياً فرض على سكان العاصمة البالغ عددهم 4.5 مليون في عطلة نهاية الأسبوع. وجاء في القرار أن الأمر يشكل تدخلاً في «حقوق وحريات (أهالي مدريد) الأساسية».
من جهتها، فرضت السلطات البولندية على السكان وضع الكمامات في جميع الأماكن العامة، اعتباراً من غد السبت، بعدما سجلت البلاد حصيلة يومية قياسية للإصابات بلغت 4280 حالة. وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيسكي للصحافيين: «وصلت الموجة الثانية إلينا، وعلينا مواجهتها بطريقة حاسمة».
وأودى «كوفيد- 19» بأكثر من 210 آلاف شخص في الولايات المتحدة، وهو أعلى عدد يسجل في أي بلد في العالم بناء على الأرقام المطلقة، بينما غادر ترمب المستشفى هذا الأسبوع، بعدما أصيب بالوباء الذي سبق وهوَّن من خطورته.
وقالت المرشحة الديمقراطية لنائبة الرئيس كاملا هاريس، خلال المناظرة، إن «الشعب الأميركي كان شاهداً على أضخم فشل لإدارة رئاسية في تاريخ بلدنا». وتابعت: «قال الرئيس إنه (الوباء) خدعة. قللوا من خطورته».
وأودى فيروس «كورونا» المستجد بأكثر من مليون شخص منذ ظهر في الصين في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بينما شكلت تدابير الإغلاق التي تبنتها حكومات عديدة ضربة لاقتصاد العالم.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».