كيف تحول البيت الأبيض لبؤرة إصابات بـ«كورونا»؟

ترمب يخلع الكمامة بعد خروجه من المستشفى ووصوله للبيت الأبيض (رويترز)
ترمب يخلع الكمامة بعد خروجه من المستشفى ووصوله للبيت الأبيض (رويترز)
TT

كيف تحول البيت الأبيض لبؤرة إصابات بـ«كورونا»؟

ترمب يخلع الكمامة بعد خروجه من المستشفى ووصوله للبيت الأبيض (رويترز)
ترمب يخلع الكمامة بعد خروجه من المستشفى ووصوله للبيت الأبيض (رويترز)

بعد أيام من الإعلان عن إصابة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وزوجته ميلانيا بفيروس كورونا المستجد، أظهرت الفحوص انتقال العدوى أيضاً إلى عدد من مساعديه وأعضاء فريقه، وسياسيين جمهوريين بارزين.
وقال تقرير نشرته شبكة «بي بي سي» البريطانية، إن هذه الإصابات نتجت عن انتهاك البيت الأبيض لعدد من القواعد والإرشادات التي حددتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وهذه القواعد هي:
- ارتداء أقنعة الوجه (الكمامات):
توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بضرورة ارتداء الكمامات أثناء الوجود بالأماكن العامة لمنع انتشار فيروس كورونا.
ومنذ تفشي الفيروس، عارض ترمب ارتداء الكمامة، وظهر بدونها في كثير من المناسبات.
وقبل نحو 10 أيام، جمع ترمب أكثر من 150 ضيفاً، لم يضع معظمهم كمامة، في البيت الأبيض ليعلن تسمية إيمي كوني باريت في الكرسي التاسع بالمحكمة العليا.
بالإضافة إلى ذلك، قام الرئيس الأميركي فور خروجه من المستشفى ووصوله إلى البيت الأبيض أول من أمس (الاثنين)، بخلع الكمامة التي كان يرتديها ووضعها في جيبه أثناء التقاط الصحافيين صوراً له، رغم أنه لم يتعافَ بعد من الفيروس.
- التباعد الاجتماعي:
تؤكد إرشادات مراكز السيطرة على الأمراض على ضرورة إبقاء مسافة مترين بين كل شخص والآخر خلال الاجتماعات والمناسبات التي يحضرها عدد كبير من الأشخاص.
ولم يلتزم البيت الأبيض بهذه القاعدة خلال حفل ترشيح باريت، حيث جلس الضيوف بجوار بعضهما البعض دون الحفاظ على أي مساحة تمنع انتقال العدوى.
- العزل الذاتي:
ينبغي أن يقوم الأشخاص بعزل أنفسهم ذاتياً في حال إصابتهم بفيروس كورونا المستجد أو مخالطتهم لشخص مصاب، وفقاً لإرشادات مراكز السيطرة على الأمراض.
ولم يلتزم ترمب بذلك، حيث خرج بشكل مفاجئ من المستشفى التي يعالج بها يوم الأحد الماضي لتحية مؤيديه، مما عرضه لانتقادات شديدة لعدم التزامه بالعزل الصحي وتعريضه لـحراسه من أفراد الخدمة السرية الذين رافقوه داخل سيارته لخطر الإصابة.
- تتبع الأشخاص الذين تواصلوا مع مصابي «كورونا»:
تؤكد إرشادات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها على ضرورة أخبار مصابي «كورونا» للأشخاص الذين تواصلوا معهم بحقيقة مرضهم حتى يتمكنوا من أخذ الاحتياطات اللازمة ويقوموا بإجراء اختبارات الكشف عن «كورونا».
وتقول تقارير إعلامية إن ترمب أجرى فحص «كورونا» وعلم أن نتيجته إيجابية قبل مناظرة جو بايدن يوم الأربعاء الماضي، وذلك دون أن يخبر أحد بذلك، الأمر الذي نفته المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايلي ماكيناني.
ومن جهته، قال مايكل شير، مراسل البيت الأبيض في صحيفة «نيويورك تايمز»، الذي ثبتت إصابته بالفيروس بعد التفاعل المباشر مع مسؤولي البيت الأبيض، إنه لم يكن هناك تواصل من قبل البيت الأبيض لتتبع الأشخاص الذين تواصلوا مع ترمب ومساعديه المصابين بـ«كورونا».


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.