مصريون يشاركون في احتفالية ذكرى «انتصارات أكتوبر»

TT

مصريون يشاركون في احتفالية ذكرى «انتصارات أكتوبر»

شارك مواطنون مصريون، أمس، في الاحتفال بالذكرى الـ47 لانتصارات حرب أكتوبر عام 1973، وكذا دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، ودعم الدولة المصرية لاستكمال مسيرة الإنجازات والتنمية، وذلك أمام «النصب التذكاري» (المنصة) بضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة)، وفي عدد من الميادين الرئيسية ببعض محافظات مصر، وهي الاحتفالية التي دعت لها عدة أحزاب تحت شعار «كلنا معاك».
وأظهر المشاركون في الاحتفالية، خصوصاً أمام «النصب التذكاري»، حضوراً لافتاً، وبثّت وسائل إعلام محلية مشاهد لمشاركة المئات من المواطنين فيها، وحمل بعضهم صوراً للرئيس السيسي، فضلاً عن التلويح بالأعلام. فيما أمسك آخرون لافتات مصحوبة بعبارات «لا للإشاعات»، و«تحيا مصر»، و«معاك يا ريس»، و«مصر بلد التنمية».
وأقامت الأحزاب السياسية منصة كبرى أمام «النصب التذكاري»، وتم إنشاء مسرح كبير أمام البوابة الرئيسية للحديقة الدولية للاحتفال. وشارك في احتفالية القاهرة عدد من المطربين والمطربات، من بينهم هشام عباس، ومحمد فؤاد، وحكيم، وبوسي.
وحسب وسائل إعلام محلية، فقد عزف حرس شرف القوات المسلحة المصرية الموسيقى العسكرية للنشيد الوطني أمام المواطنين في «النصب التذكاري». وأدى حرس الشرف الموسيقى العسكرية لعدد من الأغاني الوطنية، التي تفاعل معها الحضور. كما قدمت القوات الجوية مساء أمس عدداً من العروض الجوية في سماء العاصمة القاهرة، تحديداً بمحيط «النصب التذكاري».
كانت عدة أحزاب قد دعت إلى المشاركة في احتفالية ذكرى انتصارات 6 أكتوبر، أمس، حيث دعا حزب «مستقبل وطن» أعضاءه للمشاركة في الاحتفالية، والاحتشاد بالميادين الكبرى في كل محافظة مصرية، والاحتشاد في الفعالية الرئيسية أمام «النصب التذكاري». كما دعا حزب «المصريين الأحرار» جموع أعضاء الحزب بالمحافظات للمشاركة في الاحتفالية. فيما حث حزب «الشعب الجمهوري» المصريين، للاحتشاد بالميادين الكبرى في ربوع البلاد.
وفي الإسكندرية، أقيم حفل فني مساء أمس بميدان «سيدي جابر»، أحياه المطرب سعد الصغير، والمطرب أحمد شيبة. أما في محافظة قنا بجنوب مصر، فقد أقيمت احتفالية بميدان المحطة، وشهد الميدان تعليق لافتات تحمل صور الرئيس السيسي.
وبينما شارك «مجلس القبائل والعائلات المصرية» في احتفالية القاهرة، نظم الاتحاد العام لنقابات عمال مصر ونقاباته العامة تظاهرة «في حب مصر»، بمشاركة قوى وطنية من كافة التيارات، لدعم الدولة المصرية في مواجهة التحديات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».