الكنيسة القبطية بمصر تستأنف أنشطتها وفق إجراءات التباعد

تراجع لافت في إصابات «كوفيد ـ 19»

TT

الكنيسة القبطية بمصر تستأنف أنشطتها وفق إجراءات التباعد

عزز تراجع لافت في معدلات الإصابات المسجلة رسمياً في مصر بفيروس «كورونا المستجد»، من فرص تجاوز أزمة الفيروس، بالتزامن مع خطة «الفتح التدريجي للأنشطة في البلاد». وأظهر بيان لوزارة الصحة المصرية «تسجيل 141 إصابة جديدة بالفيروس، وهو أدنى رقم في الإصابات مؤخراً، بعد أن كان المعدل طوال الأيام الماضية، يتراوح ما بين 148 إصابة إلى أكثر من 165 حالة يومياً، في حين تستأنف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأنشطة والخدمات الكنسية وفق إجراءات احترازية». وما زالت الحكومة المصرية تشدد على ضرورة اتباع «الضوابط الوقائية» رغم تراجع معدل الإصابات بالفيروس في البلاد. وسمحت مصر مؤخراً باستئناف صلاة الجنازة في المساجد، وإقامة الأفراح والمعارض، وفتح دور الحضانات بالأندية، كما فتحت في وقت سابق المنتجعات السياحية، وسمحت باستقبال الجمهور في المقاهي، والمطاعم، والمحال التجارية، والمراكز التجارية (المولات)، والأندية الرياضية والشعبية، وصالات الألعاب الرياضية، في إطار «خطة التعايش التدريجي» مع «كوفيد - 19».
وأعلنت الصفحة الرسمية للمتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، «استئناف الأنشطة والخدمات الكنسية وخدمة مدارس الأحد في كل كنائس القاهرة والإسكندرية بنسبة 50 في المائة من سعة كل كنيسة». وأضافت الكنيسة في بيان مساء أول من أمس على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن «الآباء المطارنة والأساقفة كل في إيبارشيته، سيكون عليه تدبير الأمور، وفقاً لظروف كل إيبارشية». وشددت الكنيسة على «ضرورة التزام الجميع بكل الإجراءات الاحترازية والوقائية والتباعد الاجتماعي، للحد من انتشار (كورونا المستجد)». وكانت الكنائس المصرية قد سمحت، مطلع أغسطس (آب) الماضي، بإقامة القداسات وصلوات الإكليل والجنازات في ربوع البلاد، ضمن خطة فتح الكنائس بشكل جزئي.
وأعلنت «الصحة المصرية» في أحدث إفادة لها مساء أول من أمس، «تسجيل 141 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس»، وهو رقم أقل مما تم تسجيله خلال الأيام الماضية. وأكدت «الصحة» خروج 609 متعافين من المستشفيات، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 87158 حالة، لافتة إلى أن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله بمصر بالفيروس حتى مساء أول من أمس، هو 101641 حالة، من ضمنهم 87158 حالة تم شفاؤها، و5715 حالة وفاة». وتؤكد «الصحة» اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية.
كما قالت الصحة المصرية أمس، إنه «لا صحة لتحمل المتطوع بالتجارب السريرية للقاح (كورونا) التكاليف المالية للتجربة»، موضحة أن «جميع المتطوعين للمشاركة في التجارب السريرية للقاح الوقاية من الفيروس، لن يتحملوا أي تكاليف أثناء التجربة»، مضيفة: «توجد عيادة للفحص، والتي يتم بها فحص المتطوع وتسجيل جميع الوظائف الحيوية، للتأكد من مواءمته الصحية والشخصية لجميع متطلبات المشاركة، بالإضافة إلى الغرفة المخصصة لسحب عينات الدم، لدراسة حالته المناعية الحالية قبل إجراء الدراسة، والتي يتم مقارنتها بحالته بعد إجراء الدراسة، ويتم أخذ مسحة (بي سي آر) للتأكد من عدم إصابته بالفيروس، ثم بعدها يتم منحه الجرعة الأولى من اللقاح بمرافقة متخصص، ثم ينتقل إلى غرفة الملاحظة، حيث يتم ملاحظة المتطوع لمدة 30 دقيقة قبل مغادرته بعد الاطمئنان عليه وإبلاغه بمواعيد المتابعة، حيث تتم متابعة المتطوع من خلال كارت متابعة، يحتوي على مواعيد الزيارات للمركز ورقم الهاتف الذي سيتواصل معه المتطوع».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.