مشاورات عون مع الكتل النيابية لم تخرج بجديد و{العقدة الشيعية} على حالها

الرئيس ميشال عون خلال استقباله  أمس النائب محمد رعد (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون خلال استقباله أمس النائب محمد رعد (دالاتي ونهرا)
TT

مشاورات عون مع الكتل النيابية لم تخرج بجديد و{العقدة الشيعية} على حالها

الرئيس ميشال عون خلال استقباله  أمس النائب محمد رعد (دالاتي ونهرا)
الرئيس ميشال عون خلال استقباله أمس النائب محمد رعد (دالاتي ونهرا)

لم تخرج المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال عون، لليوم الثاني، مع الكتل النيابية بأي جديد على صعيد العقدة الأساسية، المتمثلة بتمثيل الشيعة في الحكومة، وتمسك الثنائي الشيعي «حزب الله» و«حركة أمل» بوزارة المالية، فيما يتوقع أن يعقد لقاء جديد بين عون والرئيس المكلف مصطفى أديب خلال الـ24 ساعة المقبلة لإطلاعه على نتائج المشاورات.
وبعدما قدم «اللقاء الديمقراطي» (برئاسة جنبلاط) و«حزب القوات اللبنانية» اعتذراً عن الحضور إلى قصر بعبدا، التقى عون أمس رئيس كتلة «الوسط المستقل» الرئيس نجيب ميقاتي، ورئيس كتلة «ضمانة الجبل» النائب طلال أرسلان، ورئيس كتلة النواب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان، إضافة إلى رئيس ​كتلة «الوفاء للمقاومة»​ النائب ​محمد رعد، والنائبين علي حسن خليل ومحمد خواجة عن كتلة التنمية والتحرير. وجدد ممثلو «الثنائي الشيعي» تمسكهما بوزارة المال، وتسمية الوزراء الشيعة بالتوافق والتشاور مع الرئيس المكلف.
وفي نهاية اليوم الثاني لمشاورات رئيس الجمهورية، لم يعلن عن أي تقدم في مسار حل العقد العالقة، وتحديداً العقدة الشيعية. وأشارت معلومات صحافية إلى أن «التشاور بين (التيار الوطني الحر) والثنائي الشيعي تواصل في الساعات الأخيرة على أعلى المستويات، فيما خص مشاورات تأليف الحكومة. وكان هناك تناغم استراتيجي». وأفيد بأن بقرادونيان قال لرئيس الجمهورية: «نحن مع المداورة الشاملة، وضد استيراد الوزراء من الخارج. وبصفتنا نواباً نعطي الثقة، يجب أن نشارك في تسمية الوزراء، وأن نعرفهم».
ونقلت أيضاً عن مصادر رئيس البرلمان قولها إن «الكرة في ملعب رئيس الجمهورية في ختام المشاورات، خصوصاً أن موقف الثنائي الشيعي واضح، من ناحية تسمية وزير المالية».
وفي حين أشارت مصادر في «الثنائي الشيعي» لـ«الشرق الأوسط» إلى مسعى يقوم به نائب رئيس البرلمان إيلي الفرزلي الذي التقى أمس بري، معتبرة أن المشكلة في تأليف الحكومة لا تقتصر على العقدة الشيعية، إنما تتعلق بمسار التأليف المتبع بشكل عام، قالت مصادر مطلعة على مشاورات رئيس الجمهورية لـ«الشرق الأوسط» إنه كان هناك اعتراض من عدد كبير من الكتل على مسار تشكيل الحكومة، فيما أيد معظم الأفرقاء مبدأ المداورة في الوزارات الذي ينطلق منه أديب لاختيار وزرائه، بينما لا يزال الثنائي الشيعي متمسكاً بمطلبه للحصول على وزارة المال، كما كان هناك شبه إجماع على عدم تولي الوزير أكثر من حقيبة.
ولفتت المصادر إلى أن رئيس الجمهورية سيطلع رئيس الحكومة المكلف على نتائج مشاوراته، في لقاء سيجمعهما خلال الـ24 ساعة المقبلة، مشيرة في الوقت عينه إلى إصرار رئيس الجمهورية على السعي لتأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن، وتحديداً هذا الأسبوع.
ووضعت مصادر مطلعة لقاء بري والفرزلي في خانة السعي لإيجاد مخرج للعقدة الشيعية. وبعد اللقاء، قال الفرزلي: «هناك إصرار على التعاطي مع هذه المسألة بشكل إيجابي؛ أعتقد أن هناك إيجابية من أجل بلوغ الهدف المنشود، وإذا كان هناك من تفكير يريد المحافظة على استقرار البلد، فالرئيس بري لن يكون إلا بموقع المتلقف إيجابياً لهذا التفكير».
وفي هذا الإطار، دعا النائب في كتلة بري، أنور الخليل أديب، إلى التشاور مع المسؤولين لاجتياز امتحان الثقة، قائلاً: «المطلوب اليوم السرعة في التأليف، وليس التسرع، وما حدث حتى الآن فيما يتعلق بالتأليف يشي بأن الجو العام يميل إلى التشاؤم»، لافتاً إلى أن «عدم ولادة الحكومة، وضمان حصولها على الثقة، سيعني حتماً الدخول في المجهول».
وأضاف: «حسناً فعل الرئيس المكلف اليوم بالتريث لإجراء مزيد من المشاورات، ليؤمن أوسع احتضان لحكومته المنتظرة، حتى لا تكون حكومة تحد أو مواجهة». وأشار الخليل إلى أن «المطلوب من أديب أن يعير اهتماماً كاملاً للتشاور في العمق مع رؤساء الكتل النيابية، بدءاً بدولة رئيس مجلس النواب الذي لا بد أن يكون له رأي وازن في هذا الأمر»
وفي موازاة ذلك، ومع انتقاد بعضهم لرئيس الجمهورية ميشال عون، على خلفية دعوته للمشاورات مع الكتل النيابية التي يقوم بها عادة رئيس الحكومة المكلف، حتى أن «اللقاء الديمقراطي» رأى في الخطوة خرقاً لـ«اتفاق الطائف»، ردت رئاسة الجمهورية على البيان متحدثة عن جملة مغالطات.
وقالت الرئاسة، في بيانها: «لم يكن البيان الذي صدر عن (اللقاء الديمقراطي) يستحق الرد، لولا أنه تضمن جملة مغالطات مقصودة، هدفها الإساءة إلى خطوة إنقاذية يقوم بها رئيس الجمهورية، بدليل أن (اللقاء) اعتذر عن عدم المشاركة في المشاورات قبل أن يعرف هدفها، فصنفها (مخالفة للأصول وتخطياً للطائف)».
وأضاف البيان: «الصحيح أن رئيس الجمهورية ما كان ليدعو رؤساء الكتل النيابية إلى مشاورات لولا إدراكه للأزمة التي يمكن أن تنتج إذا استمر الخلاف حول عدد من النقاط المتصلة بتشكيل الحكومة، فيتعذر عند ذاك التأليف، وتقع البلاد في المحظور». وعن القول بـ«مخالفة الأصول»، سأل البيان: «عن أي أصول يتحدث بيان (اللقاء) الذي كان يجدر به هو أن يعرف الأصول قبل اتخاذ قرار عدم المشاركة؟! أما الحديث عن تخطي (الطائف)، فليدلنا نواب (اللقاء): أين النص الذي يمنع رئيس البلاد من التشاور مع الكتل النيابية عندما تكون الأوضاع في البلاد تستوجب ذلك؟».



المجاعة تهدد أطفال غزة وأمهات يبحثن عن الحليب

توفي منذ اندلاع الحرب في غزة 32 شخصاً بسبب سوء التغذية (أ.ف.ب)
توفي منذ اندلاع الحرب في غزة 32 شخصاً بسبب سوء التغذية (أ.ف.ب)
TT

المجاعة تهدد أطفال غزة وأمهات يبحثن عن الحليب

توفي منذ اندلاع الحرب في غزة 32 شخصاً بسبب سوء التغذية (أ.ف.ب)
توفي منذ اندلاع الحرب في غزة 32 شخصاً بسبب سوء التغذية (أ.ف.ب)

تبحث أميرة الطويل في صيدليات قطاع غزة عن حليب لإطعام طفلها يوسف، الذي يحتاج إلى علاج وغذاء، لكن كل محاولاتها لتأمينه باءت بالفشل. يستلقي يوسف بجسده النحيل على السرير في مستشفى الأقصى في دير البلح وقد ربطت رجله بحقن وريدية.

تقول الطويل لوكالة الصحافة الفرنسية: «يوسف يحتاج إلى علاج وغذاء جيد، الحليب غير متوفر نهائياً». وتضيف الأم: «أُطعمه حالياً بعض القمح، لكن لا حليب. هذا ما يجعله يعاني من الانتفاخ، طلبوا مني أن أجري له فحصاً لحساسية القمح».

توفي منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 32 شخصاً بسبب سوء التغذية.

وقالت «منظمة الصحة العالمية»، السبت، إن أكثر من 4 من أصل 5 أطفال أمضوا يوماً كاملاً من دون تناول الطعام مرة واحدة على الأقل خلال 3 أيام.

وقالت المتحدثة باسم «منظمة الصحة العالمية» مارغريت هاريس، في بيان، إن «الأطفال يتضورون جوعاً».

وبحسب منظمات الإغاثة، فإن ارتفاع معدلات سوء التغذية بين أطفال غزة دون الخامسة سببه عدم وصول المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى غزة إلى من يحتاجون إليها.

إغلاق المعابر

بدأت الحرب في قطاع غزة مع شنّ «حماس» هجوماً غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر تسبّب بمقتل 1189 شخصاً، معظمهم مدنيون.

وردّت إسرائيل متوعدة بـ«القضاء» على «حماس»، وهي تشنّ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر على قطاع غزة، تترافق مع عمليات برية، ما تسبب بسقوط 36439 قتيلاً، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

بعد فحص أجراه مكتب «الأمم المتحدة» لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) لأكثر من 93400 طفل دون الخامسة في غزة للتأكد من سوء التغذية، خلصت النتائج إلى أن 7280 منهم يعانون سوء تغذية حاداً.

وينتشر سوء التغذية في شمال قطاع غزة بشكل خاص حيث لم يتلقَّ من بقوا هناك من السكان سوى قليل من المساعدات في الأشهر الأولى من الحرب.

في الأسابيع الأخيرة تم تحويل جزء كبير من المساعدات الغذائية عبر المعابر، وذلك بعد تحذيرات من مجاعة وشيكة.

أما الطفل سيف فقد بدا منهكاً للغاية وبالكاد يستطيع التنفس.

وتقول والدته نهى الخالدي: «طوال الليل وهو يتألم ويعاني المغص والانتفاخ، تم تأجيل العملية التي كانت مقررة له، وهذا يمكن أن يسبب له انفجاراً في الأمعاء».

وتضيف الأم: «نعتمد على ما يأتي من مساعدات لإعطاء الأولاد، وهذا يؤثر كثيراً على صحتهم لأنهم اعتادوا على حليب يتناسب مع أجسادهم».

لكنها تتدارك وهي تحاول حبس دموعها «لا يتوفر أي نوع حليب في الأسواق».

ويؤكد طبيب الأطفال في مستشفى الأقصى، حازم مصطفى، أن إغلاق إسرائيل للمعابر أدى إلى تفاقم الوضع.

ويعدّ معبر رفح المنفذ الرئيسي لدخول المساعدات إلى قطاع غزة من مصر، قبل أن تقوم إسرائيل في 7 مايو (أيار) المنصرم بعملية برية وتسيطر على المعبر الحدودي.

ومنذ ذلك الوقت، لم تسمح إسرائيل بدخول أي مساعدات إلى قطاع غزة، كما لم يتمكن أي من الجرحى والمرضى من الخروج للعلاج.

ويقول الطبيب مصطفى، وخلفه على شاشة الحاسوب صورة أشعة لقفص صدري لأحد المرضى، إن الأخير يعاني «ضعفاً شديداً في جسمه وسوء نمو بسبب منع الاحتلال دخول الأغذية، وخصوصاً الحليب للأطفال».

ويطالب بـ«إدخال كميات وافرة من الحليب حتى تتمكن الأمهات من إعطاء أطفالهن الغذاء المناسب ليكونوا بصحة جيدة».