بريق أوساكا يلمع مجدداً بالتتويج بلقب «فلاشينغ ميدوز»

اليابان تحتفل ببطلتها الشابة بعد فوز مثير على أزارينكا رفع رصيدها إلى 3 «غراند سلام»

أوساكا تحتفل بالفوز وانتزاع كأس «فلاشينغ ميدوز» (أ.ف.ب)
أوساكا تحتفل بالفوز وانتزاع كأس «فلاشينغ ميدوز» (أ.ف.ب)
TT

بريق أوساكا يلمع مجدداً بالتتويج بلقب «فلاشينغ ميدوز»

أوساكا تحتفل بالفوز وانتزاع كأس «فلاشينغ ميدوز» (أ.ف.ب)
أوساكا تحتفل بالفوز وانتزاع كأس «فلاشينغ ميدوز» (أ.ف.ب)

أكدت اليابانية ناومي أوساكا مجدداً أنها نجمة لا يستهان بها في عالم التنس بعد أن حققت لقبها الثالث في البطولات الكبرى عن 22 عاماً، حين حولت تأخرها في المجموعة الأولى إلى فوز مبهر على حساب البيلاروسية فيكتوريا أزارينكا في نهائي بطولة «فلاشينغ ميدوز» الأميركية.
وعوّضت أوساكا تأخرها بنتيجة 1 - 6 في المجموعة الأولى، لتفوز 6 - 3 و6 - 3 في المجموعتين التاليتين وتصبح أول لاعبة في منافسات السيدات في «فلاشينغ ميدوز» تخسر المجموعة الأولى وتفوز باللقب منذ عام 1994.
وهو اللقب الثاني للمصنفة رابعة في البطولة والتاسعة عالمياً، في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة أمام مدرجات فارغة في نيويورك بسبب تداعيات فيروس «كورونا» المستجد، بعد أول عام 2018، قبل أن تنتزع أيضاً لقب «أستراليا المفتوحة» عام 2019. وبفضل هذا الفوز ستتقدم أوساكا، التي لم تخسر أي نهائي «غراند سلام» بلغته، إلى المركز الثالث في التصنيف العالمي لرابطة المحترفات الذي يصدر اليوم.
وقالت اليابانية بعد اللقاء: «أريد أن أهنئ فيكا... لا أريد أن ألعب ضدك مجدداً في المباريات النهائية. كانت مباراة صعبة جداً لي. إنه أمر ملهم لأنني كنت أشاهدك تلعبين هنا عندما كنت صغيرة. لذا أن تكون هناك فرصة لأواجهك لهو أمر رائع. تعلمت الكثير».
وباتت أوساكا أصغر لاعبة يصبح في رصيدها 3 بطولات كبرى منذ الروسية ماريا شارابوفا عام 2008، وأول لاعبة آسيوية لدى السيدات أو الرجال تحقق 3 ألقاب في «غراند سلام».
ورداً على سؤال عن عودتها إلى المباراة بعد خسارتها المجموعة الأولى، قالت: «اعتقدت أنه من المذل أن أخسر بأقل من ساعة من الوقت، لذا كان علي المحاولة قدر المستطاع، وألا يكون سلوكي سيئاً».
أما أزارينكا، 31 عاماً، والمصنفة 27 عالمياً وحاملة لقب «أستراليا المفتوحة» عامي 2012 و2013، فكانت تخوض أول نهائي «غراند سلام» لها منذ 7 أعوام؛ وتحديدا منذ أن خسرت في نهائي «فلاشينغ ميدوز» عامي 2012 و2013 أمام الأميركية سيرينا ويليامز، علما بأنها أقصتها من نصف نهائي هذا العام.
وقالت أزارينكا: «كنت أعتقد أن المرة الثالثة تجلب الحظ، ولكن يبدو أنه علي أن أحاول مجدداً. تهانينا لناومي، تهانينا لفريقك. أنا سعيدة لأجلك، وآمل أن نلتقي في مزيد من المباريات النهائية مجدداً».
وهو اللقاء الرابع الذي يجمع اللاعبتين؛ حيث حققت أوساكا الفوز للمرة الثالثة مقابل واحد لأزارينكا.
وكان من المفترض أن تلتقي اللاعبتان في نهائي دورة «سينسيناتي»؛ إحدى الدورات الرئيسية للسيدات، منذ أسبوعين قبل أن تنسحب أوساكا بداعي الإصابة في الفخذ لتتوج أزارينكا باللقب. ودخلت أوساكا أرض الملعب وهي ترتدي كمامة كتب عليها اسم «تامير رايس»، وهو فتى أميركي من أصل أفريقي قتل على يد شرطي أبيض في كليفلاند بولاية أوهايو عن 12 عاماً عام 2014.
وارتدت أوساكا التي لها جذور من هايتي، كمامات مختلفة خلال مبارياتها في «فلاشينغ ميدوز» حملت كل منها اسم ضحية تحيةً لضحايا عدم المساواة العرقية وعنف الشرطة. وقالت بعد اللقاء: «الهدف هو أن يبدأ الناس في الحديث أكثر عن القضية». وبعد أن صافحت أزارينكا عن طريق غمز المضربين في جزء من البروتوكول الصحي، استلقت أوساكا في منتصف الملعب ونظرت إلى السماء لتحتفل بالفوز.
ورداً على سؤال عن هذا الاحتفال، قالت مبتسمة: «أرى دائماً الجميع يسقطون أرضاً بعد حسم المباراة، ولكن أفكر دائماً أنهم قد يعرضون أنفسهم للإصابة، لذا أردت أن أقوم بذلك بطريقة آمنة».
وأشادت وسائل إعلام ومسؤولون في اليابان بفوز أوساكا، ورحبوا بحملتها لدعم ضحايا العنصرية وضد وحشية الشرطة. وقطعت قناة «إن إتش كاي» اليابانية الرسمية برنامجها الإخباري الاعتيادي أمس لبث خبر عاجل عن فوز أوساكا بلقب «فلاشينغ ميدوز»، فيما عدّت صحيفة «نيكان سبورتس» أن «أوساكا حققت إنجازاً بالفوز بلقب ثالث قياسي في بطولات (غراند سلام) الفردية كلاعبة آسيوية».
وهنأ كي نيشيكوري زميلته على انتصارها عبر تغريدة على «تويتر» بسلسلة من الرموز والعلم الياباني.
وكان اللاعب رقم واحد في التنس الياباني انسحب من البطولة الأميركية بعد إصابته بفيروس «كورونا» المستجد.
وأبدت وسائل الإعلام ومشجعون تأييدهم لأوساكا لحملتها ضد العنصرية داخل وخارج الملاعب.
وقالت صحيفة «ماينيتشي شيمبون» إن «هذا الانتصار يجسد شعور عائلات الضحايا التي تأمل عدم تكرار المآسي، وتغيير المجتمع».
وحيّا تيستسو أوساكا، البالغ من العمر 75 عاماً؛ جد ناومي، موقف حفيدته قائلاً للصحافيين: «إنها شجاعة. أنا فخور بها». وكتب فوميو كيشيدا، وهو أحد المرشحين الثلاثة لخلافة رئيس الوزراء المنتهية ولايته شينزو آبي، على «تويتر»: «أنا احترمها (أوساكا) لأنها كافحت العنصرية من أجل نتيجة أفضل، وأكدتْ على أهمية التنوع (العرقي) في العالم. إنها مثيرة للإعجاب».


مقالات ذات صلة

مكافحة المنشطات: مصير سينر يتحدد خلال العام الجديد

رياضة عالمية سينر تعاطى مرتين مادة كلوستيبول المحظورة  (إ.ب.أ)

مكافحة المنشطات: مصير سينر يتحدد خلال العام الجديد

أعلنت (وادا)  أن محكمة التحكيم الرياضية (كاس) لن تصدر قرارها بشأن الاستئناف في قضية لاعب كرة المضرب الإيطالي يانيك سينر.

«الشرق الأوسط» (مونتريال )
رياضة عالمية ستان فافرينكا يشارك في أستراليا المفتوحة (أ.ب)

«دورة أستراليا»: البطل السابق فافرينكا يشارك ببطاقة دعوة

أعلن منظمو بطولة أستراليا المفتوحة للتنس الجمعة أن ستان فافرينكا كان من بين 9 لاعبين حصلوا على بطاقات دعوة للمشاركة في البطولة.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
رياضة عالمية ستيسي أليستر ستتنحى عن منصب مديرة بطولة أميركا المفتوحة العام المقبل (أ.ب)

أليستر مديرة «أميركا المفتوحة» تتنحى عن منصبها بعد نسخة 2025

أعلن الاتحاد الأميركي للتنس أن ستيسي أليستر مديرة بطولة أميركا المفتوحة ستتنحى عن منصبها بعد نسخة 2025 من البطولة الكبرى وستتولى دوراً استشارياً بالاتحاد.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية من تجهيزات كرات المضرب في لندن (أ.ب)

اتحاد التنس البريطاني يمنع مشاركة المتحولات لضمان العدالة

قال اتحاد التنس البريطاني الأربعاء إنه أجرى تحديثاً لقواعده لمنع النساء المتحولات جنسياً من المشاركة في عدد من بطولات للسيدات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية جانب من مواجهات بطولات التحدي للتنس (رويترز)

زيادة قيمة الجوائز المالية في سلسلة بطولات التحدي للتنس 2025

أعلن اتحاد لاعبي التنس المحترفين الأربعاء جوائز مالية قياسية قدرها 28.5 مليون دولار في سلسلة بطولات التحدي موسم 2025، بزيادة 6.2 مليون دولار عن هذا العام

«الشرق الأوسط» (بنغالورو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».