انتظر إيلي جوزف طعمة وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما يقارب الـ4 ساعات أمام منزل فيروز ليقدم له هدية حرفية مزخرفة باسمه. وكتب عليها اسم الرئيس بالعربية والفرنسية.
الهدية هي كناية عن طاولة نرد مصنوعة من ثلاثة أنواع من الخشب (الجوز والزيتون والليمون) ومطعمة بالصدف اللماع.
أرادها إيلي جوزف طعمة كتحية تذكارية من لبنان إلى الرئيس الفرنسي. ورث طعمة هذا العمل الحرفي عن والده جوزف طعمة الذي رحل منذ أربع سنوات، ومن حينها قرر إكمال مشوار أبيه بعد أن أجرى بعض التعديلات على صناعة طاولات النرد في محترفه.
ويقول طعمة الذي سبق وقدم هذه الهدية إلى نحو 120 شخصية معروفة في لبنان وخارجه إنّه يفتخر كونه حرفياً أباً عن جد، داعياً شباب اليوم إلى الاهتمام بالحرفة اللبنانية كي لا تندثر. ويتابع في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «منذ صغري كنت شغوفاً بهذا العمل الذي كان يتقنه والدي بشكل رائع. فهو يعمل في صناعة طاولة النرد ويزخرفها بطريقته الكلاسيكية. ولكن عندما تسلمت عمله قرّرت أن أجري بعض التعديلات على هذه الحرفة كي تجمع في فنونها بين الشرق والغرب». ويشرح طعمة كيف أبقى على الطابع الشرقي لطاولة النرد وأضاف إليها قواعد غربية جديدة غير معروفة كثيراً في لبنان. «عادة ما أزخرف طاولة اللعب هذه برسوم وزخرفات شرقية مطعمة بالصدف. وزدت عليها العمل بواسطة تقنية الليزر كي أتخلص من الطباعة التي يمكن أن تمحى عن القطعة الفنية مع مرور الزمن. ومن أخشاب الأبتوس والجوز والزيتون والليمون الأصفر أصنع طاولة الزهر وأضيف عليها اسم الشخص المهدى إليه. وخصصت لأحجار النرد علبة صغيرة يخضها اللاعب داخلها ومن ثم يرميها على أرض الطاولة كي لا يتهمه أحد بالغش».
أهدى طعمة قطعه الحرفية إلى عدد من الرؤساء والسياسيين اللبنانيين وكذلك إلى ملكة السويد سيلفا عندما زارت لبنان في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الفائت، واستطاع إيصالها إلى الرئيس الروسي بوتين. «أفتخر بتقديم هذه القطع الحرفية إلى لبنانيين يقدرون العمل الحرفي، وكذلك إلى شخصيات أجنبية تتعرف من خلالها على تراثنا الشعبي الأصيل». ومن التعديلات التي أجراها على طاولة النرد: «إضافة إلى إمكانية حفر الأسماء عليها استطعت إيجاد طريقة للحفر على أحجار الطاولة أيضاً. فإن يشاهد هواة هذه اللعبة أسماءهم على أحجارها يحمسهم ويشجعهم على الربح. كما أصقلتها بمعدن النحاس كي أزيد من وزنها فلا يعود اللاعب يتلبك بها إذا ما انزلقت بين أنامله».
وقدم طعمة هذه الهدية إلى فنانين لبنانيين وعرب. ويبقى حلمه الأكبر تقديمها للسيدة فيروز.
والمعروف أنّ مسابقات عالمية تقام لهذه اللعبة في أميركا وغيرها من الدول الأجنبية. هي لعبة مشهورة جداً في الشرق الأوسط والبلاد العربية تتكون من رقعة خشبية أو صندوق خشبي يمكن أن يكون مزخرفاً ومطعماً بالصدف أو بقطع خشبية ثمينة من الأبنوس، وعدد من الأحجار العاجية أو البلاستيكية أو الخشبية بلونين مختلفين عددها (15) من كل لون ونردين سداسيين. ومهمة اللاعب فيها تكون منع خصمه من الوصول إلى الجهة المقابلة. ويعود تاريخ طاولة النرد إلى نحو ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد في مدينة أور في بلاد ما بين النهرين.
طاولة نرد مزخرفة... هدية لبنانية لماكرون
طاولة نرد مزخرفة... هدية لبنانية لماكرون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة