مسؤولون إسرائيليون: مفاوضات ناجحة للغاية في أبوظبي

روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي الأميركي يتحدث في مؤتمر صحافي بعد وصول الوفد الأميركي - الإسرائيلي إلى مطار أبوظبي الاثنين وإلى جانبه مستشار الرئيس الأميركي ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي (أ.ف.ب)
روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي الأميركي يتحدث في مؤتمر صحافي بعد وصول الوفد الأميركي - الإسرائيلي إلى مطار أبوظبي الاثنين وإلى جانبه مستشار الرئيس الأميركي ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

مسؤولون إسرائيليون: مفاوضات ناجحة للغاية في أبوظبي

روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي الأميركي يتحدث في مؤتمر صحافي بعد وصول الوفد الأميركي - الإسرائيلي إلى مطار أبوظبي الاثنين وإلى جانبه مستشار الرئيس الأميركي ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي (أ.ف.ب)
روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي الأميركي يتحدث في مؤتمر صحافي بعد وصول الوفد الأميركي - الإسرائيلي إلى مطار أبوظبي الاثنين وإلى جانبه مستشار الرئيس الأميركي ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي (أ.ف.ب)

في اختتام الجولة الأولى من المفاوضات في أبوظبي بين الوفدين الإماراتي والإسرائيلي، بحضور الوفد الأميركي، أكد مسؤولون من الطرفين أنها كانت ناجحة للغاية وأسفرت عن عدد من التفاهمات والاتفاقيات، وأنها ستستأنف في القريب على مستويات عدة، وأن المفاوضين أبدوا قدراً عالياً من النجاعة.
وكان الوفد الإسرائيلي قد عاد مساء أمس (الثلاثاء) إلى تل أبيب، بعد جولات مفاوضات دامت 24 ساعة. فقد افتتحت مساء الاثنين باجتماع احتفالي شامل، ثم توزعت الوفود إلى فرق عمل للتباحث في مختلف المواضيع العينية؛ إذ تبين أن موظفين مهنيين من إسرائيل وصلوا إلى أبوظبي قبل أيام عدة، وباشروا التفاوض حولها مع نظرائهم الإماراتيين، قبل أيام عدة. وقد جرت لقاءات ثنائية صباح أمس أيضاً، ثم اختتمت هذه الجولة باجتماع شامل ثان لجميع أعضاء الوفود. وكان الأميركيون قد شاركوا في الجلسات الثنائية والعامة. وترأس جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي وكبير مستشاريه، الاجتماعات الشاملة مع مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، وجلس إلى جانبيهما رئيس الوفد الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد، والوفد الإسرائيلي، مائير بن شبات. وأعلن مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، الون اوشبتس، أن «الدقائق الأولى للقاءات أظهرت مدى عمق التزام الطرفين بعملية سلام حقيقية، بلا شكوك أو تردد وجدية غير عاديين. وبدا أن كل طرف منا يجد ما يتعلمه من الآخر. الإماراتيون مذهلون في قدراتهم على تغليب الأمور الأهم بنجاعة وتصميم. وأوضحوا لنا، كلاماً وفعلاً، أن قرار السلام لديهم استراتيجي».
وقال مصدر في الخارجية الإسرائيلية، إن موضوع فتح مقرات دبلوماسية لكل بلد سينجز خلال بضعة أسابيع، وأن الإمارات أوضحت أنها ستقيم سفارتها في مدينة تل أبيب.
هذا، وقد أكد وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهين، أمس، النبأ الذي نشرته، صباح أمس، صحيفة «يديعوت أحرونوت»، وقالت فيه إن نتنياهو، كان قد زار أبوظبي، بشكل سري في عام 2018. وقال كوهن «أجل، الخبر صحيح، ورئيس الحكومة كان هناك وكان في دول أخرى».
وفي إسرائيل، أصدر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بياناً رحب فيه بأول التفاهمات التي تم توقيعها في أبوظبي بين البلدين في مجال المصارف والأموال. وجاء فيه «ستساهم هذه التفاهمات في تعزيز الاستثمارات المتبادلة والتعاون واسعة النطاق. وسنعلن قريباً عن المزيد من الاتفاقات في مجالات الطيران، والسياحة، والتجارة وغيرها». وأوضح، أن البروتوكول الثنائي الذي وقعه القائم بأعمال المدير العام لمكتب رئيس الوزراء، رونين بيريتس، ومحافظ البنك المركزي في الإمارات العربية المتحدة، عبد الحميد الأحمدي، في المجالات المصرفية والمالية، يشمل التفاهمات التالية: تشكيل لجنة مشتركة إسرائيلية - إماراتية ستكلف تعزيز التعاون في المجالات المالية والاستثمارات وإزالة العوائق المالية أمام تنفيذ الاستثمارات بين الدولتين، وكذلك الترويج للاستثمارات المشتركة في الأسواق المالية. دعم التعاون في الخدمات المصرفية وتنظيم المدفوعات. تشكيل مجموعة عمل خاصة لغرض خلق الظروف المناسبة للاستثمارات المشتركة والتي تتماشى مع المعايير الدولية، بما في ذلك في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
الموضوع الفلسطيني حاضر
أشارت مصادر سياسية من المشاركين في الوفد الإسرائيلي والمرافقين له من الصحافيين، إلى أن الإماراتيين حرصوا على التأكيد كل الوقت لضيوفهم الأميركيين والإسرائيليين، على حقوق الشعب الفلسطيني، وتمكنوا من وضع قضية مخطط الضم الإسرائيلي في أول بيان رسمي صدر عن المحادثات.
وقال رئيس دائرة التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الإماراتية، جمال مشارح، في لقائه مع مجموعة من الصحافيين الإسرائيليين، إن «اللقاءات الأولى الناجحة بين الطرفين وما سيعقبها من خطوات، لم تستهدف المساس بالفلسطينيين، بل بالعكس. فنحن الذين أوقفنا مخطط الضم وأعدنا إلى الحياة حل الدولتين، ليس في نظرنا فقط، بل في نظر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب».
وكانت الجالية الفلسطينية في الإمارات قد عقدت مؤتمراً لها، في نفس يوم بدء المفاوضات الإسرائيلية - الإماراتية، فوجّه ولي العهد، الشيخ محمد بن زايد، تحية لهم نقلها باسمه وزير الخارجية، الأمير عبد الله بن زايد، مؤكداً أن مكانتهم محفوظة وآمنة وأن الإمارات لم تغير موقفها من أن تسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني تتم بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وأنه كما كان سيواصل جهده بكل قوة من أجل دفع هذا الحل إلى الأمام وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي تل أبيب، أكد السفير البريطاني، نيل ويجان، أمس، أن لدى حكومته قناعة وأملاً بأن معاهدة السلام بين إسرائيل والإمارات يمكن أن تساعد على فتح باب العودة للفلسطينيين إلى المفاوضات. وقال «نحن نؤيد هذا السلام، ولكننا نهتم بالموضوع الفلسطيني الذي من دون تسويته، لن يكون سلاماً حقيقياً في الشرق الأوسط». واعتبر ويجان وقف مخطط الضم الإسرائيلي مساهمة كبيرة من الإمارات والولايات المتحدة لعملية السلام في المنطقة.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.