رئيس الوزراء العراقي يدعو إلى الاستعداد للانتخابات المبكرة

شكل لجنة عليا للتحقيق في قضايا الفساد الكبرى

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (رويترز)
TT

رئيس الوزراء العراقي يدعو إلى الاستعداد للانتخابات المبكرة

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (رويترز)

دعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، العراقيين، إلى الاستعداد، وتهيئة الأرضية، للتنافس الشريف، وفق القواعد القانونية، في انتخابات مبكرة ونزيهة. وقال الكاظمي في خطاب متلفز لمناسبة ذكرى عاشوراء مقتل الإمام الحسين في واقعة الطف بكربلاء، إن «الانتخابات المبكرة هي التزامنا الثابت أمام الشعب العراقي»، داعياً العراقيين للاستعداد لتجديد البطاقة «البايومترية» التي تعد ضرورية لضمان نزاهة الانتخابات. وشدد الكاظمي أن «الانتخابات المبكرة هي التزامنا الثابت أمام الشعب العراقي». وتابع: «لدينا إصرار بالتمسك بالتزاماتنا، وسنكون على العهد أوفياء مع شعبنا».
كما أعلن الكاظمي عن تشكيل لجنة عليا تختص بقضايا «الفساد الكبرى والجرائم الاستثنائية». يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن تشكيل لجنة عليا في قضايا الفساد الكبرى، التي يطلق العراقيون على أصحابها «حيتان الفساد» الذين لم يجرؤ أي رئيس وزراء سابق على التحرش بهم، على الرغم من تشكيل عدة أجهزة رقابية لمتابعة الفساد، آخرها المجلس الأعلى لمكافحة الفساد الذي تم تشكيله على عهد رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي. وأضاف أن «اللجنة التحقيقية ستُمنح الصلاحيات المطلوبة لتحقيق هيبة القانون، واستعادة حقوق الدولة والمواطن من الفاسدين».
كما أعلن الكاظمي عن إنهاء المرحلة الأولى من تقصي الحقائق التي رافقت الانتهاكات ضد متظاهري أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، متابعاً: «بدأنا بإحصاء الجرحى وضحايا التظاهرات لنيل استحقاقاتهم». وأوضح أنه لن يتوانى «في تطبيق القانون ضد المعتدين على الممتلكات العامة والخاصة»، مشدداً: «سنواجه الاعتداء على الأجهزة الأمنية والملاكات الطبية بأشد الإجراءات القانونية». وأكد: «لن نسمح بأن يجرنا أحد أو طرف إلى اللادولة»، مؤكداً أن القوات الأمنية تحركت بكل طاقتها، وتجري تحقيقات موسعة سنعلن عنها حال اكتمالها.
من ناحية ثانية، قال الكاظمي إن «السلاح المنفلت وعصابات الجريمة والاغتيال والخطف هي خنجر في قلب الوطن وفي قلب كل عراقي».
من ناحية ثانية، استقبل الكاظمي ممثلين عن عائلات المختفين والمغيّبين قسراً من محافظات صلاح الدين والأنبار وبغداد، بمناسبة «اليوم العالمي للاختفاء القسري» الذي صادف أمس، ووعدهم بمعالجة الملف بكل جدية.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في البيان، أن الكاظمي «استمع إلى قصص مؤثرة، روتها العوائل عن أبنائها الذين فُقدوا في أحداث مختلفة وفي أوقات متباينة». وتعهد بـ«متابعة ملف المفقودين قسراً بكل جدّية، انطلاقاً من مبدأ قانوني ودستوري، فضلاً عن كونه مبدأ أخلاقياً»، مضيفاً أن «كثيراً من الممارسات غير القانونية ذات الطبيعة الإجرامية، التي كنا نعتقد أنها قد ولَّت مع زوال النظام السابق، ما زالت تمارس، وهي مرفوضة مهما كانت أسبابها والجهة التي اقترفتها، تارة لأسباب طائفية ونزاعات عبثية، وتارة أخرى بسبب عصف سياسي تسبب بتغييب شباب ما زالت عوائلهم بانتظارهم. إن ملف المغيبين قسراً يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان»، وتعهّد بـ«متابعته شخصياً، كالتزام قانوني للعراق تجاه شعبه والعالم».
ولوحظ أن الكاظمي لم يكتفِ بلقاء الشخصيات عن المناطق المحررة التي تشتكي منذ سنوات من اختفاء الآلاف من أبنائها على يد الفصائل المسلحة، واختار أن يكون ضمن المقابلة شخصية بغدادية ممثلة عن أسر المختفين قسراً من جماعات الحراك والاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في أكتوبر (تشرين الأول) 2019. وما زالت بعض عوائل الناشطين تجهل مصيرهم.
وغالباً ما تتهم الشخصيات والكتل السياسية السنية وجماعات الحراك، الفصائل المسلحة الموالية لإيران بالتورط في عمليات الاختفاء التغييب القسري ضد الأشخاص في المناطق المحررة وبغداد.
بدوره، يقول المتحدث باسم مجلس شيوخ عشائر صلاح الدين مروان الجبارة، وهو أحد الشخصيات التي حضرت لقاء الكاظمي: «خرجت بانطباع جيد بعد لقاء رئيس الوزراء، الرجل صادق ويريد أن يحقق شيئاً في ملف المغيبين، لكن شعرت أنه بحاجة إلى أدوات عمل، جهات سياسية كثيرة غير منسجمة معه وربما تعرقل عمله». وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا مختَطَفون في جزيرة غرب تكريت، وعددهم 707 أشخاص، كما أن لدينا، بحسب معلومات، آلاف المعتقلين في سجونٍ سرية قرب مطار بغداد. أبلغنا السيد الكاظمي بذلك، فوعدنا خيراً، وأقسم بأن يتخذ إجراء بحقهم ويبحث عنهم بنفسه، كذلك ناقشنا معه موضوع التصاريح الأمنية وأثرها حياة الناس في صلاح الدين، حيث تعرقل هذه التصاريح حياة مئات وربما الآلاف من الموظفين والمواطنين».
وتابع الجبارة: «لدينا أيضاً 1200 بلاغ في صلاح الدين عن حالات خطف أبنائهم من قبل فصائل مسلحة، ولدينا 7 آلاف مختطف غير مسجلين في مديرات الشرطة خوفاً من الفصائل، وبذلك يكون إجمالي المغيبين 9200 شخص، طلبنا من الكاظمي أن يتم تعويض أسر المغيبين في حال تم قتلهم».
يُشار إلى أن أكثر من ستة فصائل مسلحة تعمل ضمن مظلّة الحشد الشعبي، وتوجَد في محافظة صلاح الدين، هي (كتائب حزب الله، العصائب، سرايا السلام، جند الأمام، كتائب الأمام علي، سرايا الخراساني).



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.