احتفى عدد كبير من الممثلين المصريين بالذكرى الخامسة لرحيل الفنان نور الشريف، الذي ترك بصمة سينمائية وتلفزيونية مميزة، وحفر اسمه في قائمة أفضل وأشهر الممثلين المصريين خلال العقود الأربعة الأخيرة.
وعبر حساباتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أعرب فنانون مصريون عن افتقادهم لموهبة نور الشريف الذي رحل عن عالمنا في يوم 11 أغسطس (آب) 2015.
ووصف الفنان المصري، صلاح عبد الله، على حسابه الرسمي على «إنستغرام» النجم الراحل نور الشريف، بأنه «نور الفن الذي لن ينطفئ أبداً»، ونشر عبد الله، صورة تجمعه بالنجم نور الشريف من أحد أعمالهما، وكتب عليها «مع السلامة يا نور عيني، يا نور قلبي، يا نور الفن اللي هيفضل يلالي... مع السلامة يا أستاذي يا حبيبي يا صديقي العزيز الغالي... مع السلامة يا مشواري من (كتيبة الإعدام) لـ(مسجون ترانزيت) و(دم الغزال) و(الدالي)». كما نشرت الفنانة المصرية إلهام شاهين، صورة للفنان الراحل على صفحتها على موقع «فيسبوك» علقت عليها قائلة «الذكرى الخامسة لرحيل الأستاذ الكبير النجم نور الشريف، ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته». الفنانة هالة صدقي نشرت كذلك صورة تجمعها بالنجم نور الشريف، عبر حسابها الرسمي بموقع «إنستغرام»، وعلقت عليها قائلة «الذكرى السنوية للأستاذ المبدع الذي تعلمت منه الكثير، الفنان الذي لن يعوض نور الشريف».
محمد جابر محمد عبد الله، الشهير باسم نور الشريف، والمولود في شهر أبريل (نيسان) عام 1946، حقق نجاحات لافتة خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي بالسينما، وكرر النجاح عبر الدراما التلفزيونية في تسعينات القرن الماضي، من خلال مجموعة من المسلسلات المهمة مثل «لن أعيش في جلباب أبي، هارون الرشيد، عمر بن عبد العزيز، الرجل الآخر»، بجانب نجاحه في العقد الأول من الألفية الجديدة، الذي قدم خلاله مسلسلات «الحاج متولي، عمرو بن العاص، حضرة المتهم أبي، الدالي، الرحايا» وغيرها. وحققت أعماله نسب مشاهدة مرتفعة، بمصر والعالم العربي، ولا يزال بعضها يعرض حتى الآن بقنوات مصرية وعربية.
وتميزت أعمال نور الشريف في السينما والتلفزيون بالتنوع والاختلاف وعدم التكرار، وقوة الفكرة والمعالجة الدرامية والحوار، وإبراز قضايا مجتمعية مهمة، فقدم دور ضابط الشرطة، وتاجر الخردة الحكيم، وتاجر الأقمشة المحب لكثرة الزواج، والمعلم المحترم، ورجل الأعمال المنضبط، بجانب الشخصيات الصعيدية والتاريخية التي تألق فيها. ولم يكتف الشريف بعمله ممثلاً، بل شارك في صناعة السينما منتجاً بعد تأسيسه شركة إنتاج فني مع زوجته الفنانة بوسي وقدما أفلاماً شهيرة من بينها «دائرة الانتقام» 1976، و«ضربة شمس» 1978، و«حبيبي دائماً» 1980، و«آخر الرجال المحترمين»، 1984، و«زمن حاتم زهران» 1987، و«ناجي العلي» 1991، وغيرها.
نور الشريف الذي يشارك في قائمة أفضل مائة فيلم مصري، بـ7 أفلام «زوجتي والكلب، الكرنك، أبناء الصمت، حبيبي دائماً، أهل القمة، العار، سواق الأتوبيس»، وافق على العمل مع عدد من المخرجين الشباب، خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي، وقدمهم للجمهور لأول مرة، ومن بينهم المخرج الراحل محمد النجار، الذي أشاد بموقف نور الشريف معه في فيلم «زمن حاتم زهران».
وقال النجار خلال ندوة فنية قبل رحيله «رغم أن نور الشريف كان بطل ومنتج العمل في الوقت ذاته، فإنه دعمني معنوياً ونفسياً أمام الجميع، في بداية رحلتي الإخراجية، وكان من أوائل الفنانين الذين يحضرون إلى موقع التصوير، وحتى قبل موعد تصوير مشاهده بساعات، وكان يستغل هذا الوقت الضائع في قراءة الكتب وسماع الموسيقى». مشيراً إلى أنه «لم يفرض عليه أمراً فنياً أو ملحوظة في هذا الفيلم، وسمح له بتنفيذ كامل رؤيته الفنية على العكس من بعض النجوم الذين يشتهرون بتدخلهم في عمل المخرجين بشكل فج».
كما قدم الشريف، المخرجين سمير سيف، ومحمد خان، وعاطف الطيب، وداود عبد السيد، وحسني صالح للجمهور عبر أعماله السينمائية والتلفزيونية على مدار مشواره. وهو ما كرره كذلك مع شباب الممثلين على غرار أحمد زاهر في مسلسل «الرجل الآخر»، والنجم مصطفى شعبان في مسلسل «الحاج متولي»، وحسن الرداد وعمرو يوسف وآيتن عامر في مسلسل «الدالي».
وكان آخر أعماله مسلسل «الوسواس» إخراج حسني صالح، عام 2013، وفيلم «بتوقيت القاهرة» إخراج أمير رمسيس في 2015، قبل أن يتوفى في 11 أغسطس 2015 عن عمر يناهز 69 عاماً. وشهدت جنازته الكثير من مشاهد الحزن والبكاء من أبناء جيله وتلاميذه الذين نعوه بكلمات مؤثرة تبرز الجوانب الإنسانية التي كان يتمتع بها الراحل مع الجميع.
احتفاء فني بنور الشريف في الذكرى الخامسة لرحيله
احتفاء فني بنور الشريف في الذكرى الخامسة لرحيله
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة