تحذير أممي من تدهور الأمن الغذائي جنوب اليمن ومسؤول ينتقد عمل المنظمات

تحذير أممي من تدهور الأمن الغذائي جنوب اليمن ومسؤول ينتقد عمل المنظمات
TT

تحذير أممي من تدهور الأمن الغذائي جنوب اليمن ومسؤول ينتقد عمل المنظمات

تحذير أممي من تدهور الأمن الغذائي جنوب اليمن ومسؤول ينتقد عمل المنظمات

توقع مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أحدث تقرير له ارتفاع عدد الأشخاص الذين سيواجهون مستوى أعلى من الأزمة الغذائية في مناطق جنوب اليمن إلى أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، أي ما يوازي 40‎ في المائة من سكان هذه المناطق.
وفيما حذر التقرير من تأثير الصدمات الاقتصادية واستمرار الصراع والفيضانات والجراد على الأوضاع المعيشية لليمنيين، شكك مسؤول يمني في دقة التقرير وانتقد المنظمات، مرجحاً أنها ترنو إلى الحصول على تمويل وإنفاقه في أنشطة غير مجدية، كما أكد أن الجانب الحكومي لم يبلغ بأي عقبات تعترض عمل المنظمات الإغاثية.
وذكر التقرير الذي وزعه مكتب الشؤون الإنسانية (أوتشا) الخميس وأعده كل من برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في 22 يوليو (تموز) أن تحليلاً جديداً للبيانات يتنبأ بزيادة مقلقة في عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول نهاية العام الحالي، ويحذر من الصدمات الاقتصادية والصراعات والفيضانات والجراد.
التقرير الذي يحلل وضع 7.9 مليون شخص في 133 منطقة في المحافظات الجنوبية من اليمن، يتوقع حدوث زيادة مزعجة في عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، من مليوني شخص (25 لكل في المائة من السكان) إلى 3.2 مليون (40 في المائة من السكان) في الأشهر الستة المقبلة، حتى لو تم الحفاظ على المستويات الحالية للمساعدة الغذائية. ويجزم معدو التقرير بأن هذا سيؤدي إلى عكس التحسينات التي تم إجراؤها منذ تحليل التصنيف الدولي 2018 – 2019 عندما انتقل أكثر من نصف مليون شخص إلى ما دون المرحلة الثالثة من التصنيف الدولي لانعدام الأمن الغذائي، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى زيادة كبيرة في المساعدات الغذائية الإنسانية.
وقالت ليز غراندي، منسقة الشؤون الإنسانية في اليمن: «تخبرنا لجنة إعادة السلام الدولية أن اليمن مرة أخرى على شفا أزمة أمن غذائي كبرى. قبل ثمانية عشر شهراً، عندما واجهنا وضعاً مشابهاً، تم تمويلنا بسخاء»، وشددت على أن المنظمة الأممية استخدمت الموارد «التي عُهِد إلينا بها بحكمة وعلى نطاق واسع للمساعدة في التوسع في المناطق التي كان الناس فيها هم الأكثر جوعاً والأكثر عرضة للخطر».
وأضافت: «كانت النتيجة هائلة، منعنا المجاعة، وما لم نحصل على التمويل الذي نحتاج إليه الآن، فلن نتمكن من القيام بالشيء نفسه هذه المرة».
واستناداً إلى تقرير مكتب الشؤون الإنسانية، فإن انعدام الأمن الغذائي سيكون مرتفعاً في المناطق التي تتميز بالقتال، بسبب وجود قيود على وصول المساعدات الغذائية الإنسانية، وبسبب النزوح المستمر للسكان، كما يبين أنه من حيث الشدة، فإن المناطق الـ16 الأكثر تضرراً، تقع في ثماني محافظات، هي الضالع (3) مناطق، مأرب (3) مناطق، البيضاء (منطقتان) وشبوة (منطقتان)، ومثلها أبين وتعز وحضرموت والخوف (منطقة واحدة لكل محافظة).
أما من حيث الحجم، فإن المحافظات التي لديها أكبر عدد من الناس الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي فهي تعز في المرتبة الأولى ثم محافظة لحج، فحضرموت، وتتركز الزيادة في عدد الأشخاص الذين يواجهون أزمة غذائية من الدرجة الثالثة من التصنيف العالمي وما فوقها في محافظات أبين وعدن والضالع وحضرموت ولحج وتعز، حيث يتوقع التقرير الأممي أن تبلغ الزيادة بعدد هولاء الأشخاص نسبة 83 في المائة من الزيادة.
ويقترح التحليل توصيات لاتخاذ إجراءات عاجلة، بما في ذلك المساعدة الغذائية المستمرة دون عوائق، وحماية مصادر رزق السكان الأكثر عرضة للخطر؛ ودعم إعادة تأهيل البنى التحتية للمياه المتضررة من الفيضانات، وتعزيز الممارسات الغذائية الجيدة؛ وتعزيز الإنذار المبكر والرصد العام للأمن الغذائي.
التقرير كان محل نقد شديد من الجانب الحكومي في اليمن الذي طالب المنظمات الأممية بأخذ المعلومات من الجهات الرسمية، بحيث يتم تحديد الاحتياجات بشكل فعلي وموضوعي، وفق ما قاله رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين نجيب السعدي.
وأضاف السعدي لـ«الشرق الأوسط»: «من المعيب أن تعمل المنظمات الدولية بمعزل عن الجهات الرسمية فهي تتحدث عن العراقيل والاحتياجات. وهذا يتنافى مع معايير عمل الأمم المتحدة في أي بلد من أجل مساعدة حكومات البلدان للقيام بمهامها».
وفيما يخص العراقيل قال السعدي إن «المنظمات الأممية لم تبلغ الجانب الحكومي بأي شكوى بوجود عراقيل في مناطق سيطرتها، مع أن الجانب الحكومي مستعد لتذليل أي عقبات».
وقال السعدي إن هذا التقرير وأمثاله «هدفه استجلاب الدعم لا غير، وعندما يأتي الدعم لا يوجه إلى هذه المجالات، ونحن نسأل عن مبلغ التمويل مليار وثلاثمائة وسبعين مليون دولار الذي تحصلت عليه مؤخراً، أين سخرته هذه المنظمات؟ هل في الجوانب التي تحدث عنها التقرير أم تم تسخيرها في أنشطة لا جدوى منها؟».
وحسب المسؤل اليمني، فإن المنظمات التي صدر عنها التقرير وتحدثت عن الاحتياجات في مأرب وشبوة وأبين لا تعمل في هذه المحافظات، وإنما تعمل في عدن ولحج والساحل الغربي فقط، واصفاً التقرير بأنه غير دقيق.
وفي حين تساءل المسؤول الحكومي عما فعلته المنظمات طوال السنوات الماضية من أجل إيجاد سبل العيش للسكان المستفيدين، أوضح أن التقرير يُعدّ إدانة للمنظمات نفسها، لأن عملها - بحسب تعبيره - لم يكن وفق استراتيجيات، فبدلاً من إحضارها المياه مثلاً إلى أي تجمع سكاني، لماذا لم تقم بعمل مشروع سيستفيد منه السكان عند مغادرة هذه المنظمات أو توقف تمويلها.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.