خبراء يحذرون: لقاح «كورونا» قد لا يكون فعالاً مع البدينين

لاحظ العلماء أن الاستجابة المناعية لدى البالغين البدينين تكون ضعيفة جداً بعد تطعيمهم (أ.ف.ب)
لاحظ العلماء أن الاستجابة المناعية لدى البالغين البدينين تكون ضعيفة جداً بعد تطعيمهم (أ.ف.ب)
TT

خبراء يحذرون: لقاح «كورونا» قد لا يكون فعالاً مع البدينين

لاحظ العلماء أن الاستجابة المناعية لدى البالغين البدينين تكون ضعيفة جداً بعد تطعيمهم (أ.ف.ب)
لاحظ العلماء أن الاستجابة المناعية لدى البالغين البدينين تكون ضعيفة جداً بعد تطعيمهم (أ.ف.ب)

حذر عدد من خبراء الصحة من عدم فعالية أي لقاح سيتم تطويره للتصدي لفيروس «كورونا» المستجد مع الأشخاص البدينين، قائلين إن السمنة قد تعطل عمل اللقاحات.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد أشار الخبراء إلى أن الدراسات السابقة كانت قد وجدت أن التطعيم ضد الإنفلونزا والتهاب الكبد «B» كان أقل فعالية لدى البالغين البدينين، لافتين إلى أن الأمر نفسه قد يتكرر مع لقاح «كورونا».
وقال الدكتور تشاد بيتي، الأستاذ المساعد في قسم الكيمياء الحيوية وعلم الوراثة الجزيئي في جامعة «ألاباما» في برمنغهام: «نحن لا نقول إن اللقاح لن يعمل، ولكننا نعتقد أنه قد لا يكون فعالاً بشكل كبير لدى البدينين. ففي الماضي لاحظ العلماء أن الاستجابة المناعية لدى البالغين البدينين تكون ضعيفة جداً بعد تلقيحهم».
وتزيد السمنة من الاستجابة المناعية، مما يؤدي إلى الالتهاب المفرط، الأمر الذي يجعل الجسم أقل قدرة على محاربة الفيروسات والبكتيريا.
وتُعرف السمنة بأنها عامل خطر لعديد من الحالات الصحية المزمنة، بما في ذلك مرض السكري من النوع الثاني، والسكتة الدماغية، والنوبات القلبية، وحتى أنواع معينة من السرطان.
ويقول الدكتور ويليام شافنر، الأستاذ في الطب الوقائي والأمراض المعدية بكلية الطب بجامعة «فاندربيلت»، بمدينة ناشفيل الأميركية، إن أولئك الذين يعانون من السمنة المفرطة يحتاجون إلى حجم إبرة لقاح مختلف عن غيرهم.
وأوضح قائلاً: «قد يوفر التحصين باستخدام إبرة بقياس بوصة واحدة تأثيراً أضعف للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن بشكل حاد مقارنة بغيرهم. يتعين على الأطباء أن يدركوا جيداً أن البدينين يحتاجون إلى إبرة طويلة حتى تتمكن من الوصول لعضلات الجسم».
وأضاف أنه على الرغم من هذه النظريات والمخاوف، فمن الأفضل والأكثر أماناً للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أن يحصلوا على اللقاح.
وتابع: «الحماية الأقل هي بالتأكيد أفضل من عدم الحماية».
وأيد الدكتور تيموثي غارفي، مدير أبحاث مرض السكري بجامعة «ألاباما» تصريحات شافنر، قائلاً: «لقاح الإنفلونزا ما زال يعمل مع مرضى السمنة، ولكن ليس بالصورة المطلوبة. ما زلنا نريد أن يتم تطعيم أولئك الأشخاص بكل تأكيد».
من جهتها، أكدت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن الأشخاص المصابين بالسمنة أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة إذا أصيبوا بـ«كورونا».
وسُجلت أكثر من 19 مليون إصابة بفيروس «كورونا» المستجد في كل أنحاء العالم، بينها أكثر من 712 ألف وفاة.


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
TT

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)

أذهلت حقيقة ما يكمُن داخل محيطاتنا، الناس منذ الأزل؛ لذا ليس مستغرباً تكاثُر الخرافات حول الأعماق المائية. ولكن بصرف النظر عن قارة أتلانتيس الغارقة، فقد اكتشف العلماء «مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج، تعجُّ بالحياة.

وذكرت «إندبندنت» أنّ المناظر الطبيعية الصخرية الشاهقة تقع غرب سلسلة جبال وسط الأطلسي، على عمق مئات الأمتار تحت سطح المحيط، وتتألّف من جدران وأعمدة وصخور ضخمة تمتدّ على طول أكثر من 60 متراً. للتوضيح، فهي ليست موطناً لإحدى الحضارات الإنسانية المنسيّة منذ مدّة طويلة؛ لكنَّ ذلك لا يقلِّل أهمية وجودها.

يُعدُّ الحقل الحراري المائي، الذي أُطلق عليه اسم «المدينة المفقودة» لدى اكتشافه عام 2000، أطول بيئة تنفُّس في المحيطات، وفق موقع «ساينس أليرت ريبورتس». وإذ لم يُعثَر على شيء آخر مثله على الأرض، يعتقد الخبراء بإمكان أن يقدّم نظرة ثاقبة على النُّظم البيئية التي يمكن أن توجد في مكان آخر في الكون.

«مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج (مختبر «أميز»)

ولأكثر من 120 ألف عام، تغذَّت الحلزونات والقشريات والمجتمعات الميكروبية على الفتحات الموجودة في الحقل، التي تُطلق الهيدروجين والميثان والغازات الذائبة الأخرى في المياه المحيطة.

ورغم عدم وجود الأكسجين هناك، فإنّ حيوانات أكبر تعيش أيضاً في هذه البيئة القاسية، بما فيها السرطانات والجمبري والثعابين البحرية؛ وإنْ ندُرَت.

لم تنشأ الهيدروكربونات التي تُنتجها الفتحات من ضوء الشمس أو ثاني أكسيد الكربون، وإنما بتفاعلات كيميائية في قاع البحر. سُمِّيت أطول سهول «المدينة المفقودة»، «بوسيدون»، على اسم إله البحر الإغريقي، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 60 متراً. في الوقت عينه، إلى الشمال الشرقي من البرج، ثمة جرفٌ حيث تنضح الفتحات بالسوائل، مما ينتج «مجموعات من الزوائد الكربونية الدقيقة متعدّدة الأطراف تمتدّ إلى الخارج مثل أصابع الأيدي المقلوبة»، وفق الباحثين في «جامعة واشنطن».

هناك الآن دعوات لإدراج «المدينة المفقودة» ضمن مواقع التراث العالمي لحماية الظاهرة الطبيعية، خصوصاً في ضوء مَيْل البشر إلى تدمير النُّظم البيئية الثمينة.

وفي عام 2018، جرى تأكيد أنّ بولندا نالت حقوق التنقيب في أعماق البحار حول الحقل الحراري. وفي حين أنّ «المدينة المفقودة»، نظرياً، لن تتأثّر بمثل هذه الأعمال، فإنّ تدمير محيطها قد تكون له عواقب غير مقصودة.