تفاهمات برلمانية بين نتنياهو وغانتس تؤجل انتخابات رابعة محتملة

حوار جانبي بين نتنياهو وغانتس خلال جلسة للكنيست في يونيو الماضي (رويترز)
حوار جانبي بين نتنياهو وغانتس خلال جلسة للكنيست في يونيو الماضي (رويترز)
TT

تفاهمات برلمانية بين نتنياهو وغانتس تؤجل انتخابات رابعة محتملة

حوار جانبي بين نتنياهو وغانتس خلال جلسة للكنيست في يونيو الماضي (رويترز)
حوار جانبي بين نتنياهو وغانتس خلال جلسة للكنيست في يونيو الماضي (رويترز)

بعد تفاقم الخلافات بين حزبي «الليكود» و«كحول لفان» التي رفعت احتمالات سقوط حكومتهما الائتلافية والتقدم نحو انتخابات مبكرة رابعة، أبدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء البديل وزير الأمن بيني غانتس، تفاهمات برلمانية، أمس الأربعاء، وصوت كل منهما ضد مبادئه وتعهداته الانتخابية، في سبيل تهدئة الخلافات. وعدّ المراقبون هذا التعاون خطوة نحو التنازل عن فكرة الانتخابات أو على الأقل تأجيل الأزمة بينهما لأسابيع أخرى.
وقد اتفق نتنياهو وغانتس على إسقاط مشروعي قانونين قدمتهما المعارضة؛ الأول طرحه حزب «ييش عتيد تيلم» بقيادة يائير لبيد، ويقترح تشكيل لجنة تحقيق في قضية الغواصات، لوجود شبهات بأن نتنياهو سعى لشراء غواصات ألمانية على عكس رغبة الجيش ووزير الأمن. ومع أن هذا المطلب كان في صلب البرنامج السياسي لحزب «كحول لفان»، فقد تغيب غانتس ونوابه ووزراؤه عن الجلسة، وكذلك فعل الوزيران عمير بيرتس وإيتسيك شمولي، من حزب العمل، فسقط المشروع بأكثرية 48 عضو كنيست ومعارضة 19 عضواً.
وقد تغيب عن الجلسة بشكل تظاهري جميع نواب «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية، لأنهم عدّوه قانوناً ذا طابع عسكري احتلالي لأن الغواصات تستخدم للحرب. وأوضحت «القائمة المشتركة» موقفها بالقول إن «الاقتراح الذي طرحه (ييش عتيد) هو أساساً لتحسين أداء الصفقات الأمنية والتحقيق في لماذا وافقت إسرائيل على بيع غواصات ألمانية لمصر. وموقف (القائمة المشتركة) في مثل هذه القضايا التابعة لوزارة الجيش معروف منذ سنوات، ولن يتم تغييره بناء على مطلب وتوقعات من كُتل أخرى! ونحن نرفض جملة وتفصيلاً أن نصوت لجانب اقتراح مبني على الذهنية الأمنية العسكرية لـ(يش عتيد) كما طرحها موشيه يعلون».
وأما المشروع الثاني؛ فهو مشروع قانون يقضي بالمساس بمحكمة العدل العليا، وبإلغاء صلاحياتها في إلغاء قانون يتم تشريعه في الكنيست. وهذا المشروع أيضاً يعدّ مشروعاً لليمين يؤيده حزب «الليكود» بشكل مبدئي، وقد طرحه حزب «يمينا» المتطرف، وهو اليوم حزب معارضة، واستهدف منه إحراج «الليكود» ونتنياهو. ومع ذلك، وحتى لا يدخل في صدام مع غانتس، قرر «الليكود» التغيب عن الجلسة. وبناء عليه، سقط مشروع القانون بأكثرية 71 نائباً.
وكان الكنيست الإسرائيلي شهد صدامات كلامية عنيفة، أمس الأربعاء، بين نتنياهو ونواب المعارضة، خلال مداولات حول إخفاق أداء الحكومة. وتم طرد عدد من النواب. وهاجم أفيغدور ليبرمان، نتنياهو، بالقول إنه يدير نظام قمع وإرهاب فكري. ورد نتنياهو بالقول إن الحملة ضده والمظاهرات التي تنظمها المعارضة أمام بيته، يجري ترتيبها في فنادق «5 نجوم». ورد عليه نواب المعارضة بأن سياسته الفاشلة تسببت في موت أكثر من 550 مواطناً بـ«كورونا».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.