«مسام»: ألغام الحوثي خطفت عشرات المدنيين في تعز

القوات اليمنية المشتركة تطيح قيادياً انقلابياً في الحديدة

فريق «مسام» لدى مباشرته الميدانية في أحد المواقع بتعز (البرنامج السعودي لنزع الألغام)
فريق «مسام» لدى مباشرته الميدانية في أحد المواقع بتعز (البرنامج السعودي لنزع الألغام)
TT

«مسام»: ألغام الحوثي خطفت عشرات المدنيين في تعز

فريق «مسام» لدى مباشرته الميدانية في أحد المواقع بتعز (البرنامج السعودي لنزع الألغام)
فريق «مسام» لدى مباشرته الميدانية في أحد المواقع بتعز (البرنامج السعودي لنزع الألغام)

أفاد الإعلام العسكري للقوات اليمنية المشتركة في الجيش الوطني بالساحل الغربي بمقتل قيادي حوثي، شرق منطقة الجاح بمديرية بيت الفقيه، جنوب الحديدة (غرباً)، الأربعاء، بنيران القوات المشتركة، وذلك عقب استهداف ميليشيات الحوثي الانقلابية، تحت إشراف القيادي الصريع، قرى ومزارع المواطنين في المنطقة وإصابة طفل برصاص قناص حوثي.
في الأثناء، أعلن المشروع السعودي لنزع الألغام (مسام) الذي ينفذه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مقتل وإصابة أكثر من 800 مدني بالألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية في مديريتي موزع والوازعية في محافظة تعز (جنوب غرب).
وقال مصدر عسكري في القوات المشتركة إنه «تم رصد مصادر نيران بقايا جيوب الميليشيات الحوثية المتمركزة من جهة الحسينية لحظة استهدافها بأعيرة نارية مختلفة قرى المرازيق في منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه التي أسفرت عن إصابة طفل يدعى عبده أحمد صغير (14 عاماً) برصاصة قناص حوثي أثناء مروره أمام منزل أسرته».
وأكد، بحسب المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة الحكومية المرابطة في الساحل الغربي، أن «وحدة المهام الخاصة تتبعت تحركات القيادي الميداني الذي أشرف على استهداف قرى المرازيق، وسرعان ما تم التخلص منه». مشيراً إلى أنه «تم توثيق وتصوير بمقطع فيديو يظهر لحظة تتبع القيادي ومصرعه على أيدي القوات المشتركة».
وذكرت مصادر محلية وطبية أن «الطفل عبده أحمد صغير (14 عاماً) أصيب برصاصة قناص حوثي اخترقت يده اليمنى وسكنت بطنه أثناء مروره أمام منزله، وأن فرق الإنقاذ التابعة للقوات المشتركة قامت بإسعافه إلى المستشفى الميداني بالدريهمي، جنوب الحديدة، لتلقي العلاج».
وصباح الخميس، ورداً على مقتل القيادي الحوثي، أطلقت ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، نيران أسلحتها المتوسطة على القرى السكنية ومزارع المواطنين في منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه جنوب الحديدة في الساحل الغربي، ما تسبب بحالة من الرعب والذعر في صفوف المدنيين وتعطيل أعمال المزارعين في الحقول الزراعية.
إلى ذلك، أوضح المهندس عارف القحطاني، مشرف فرق المشروع السعودي «مسام» في تعز، أن «ألغام الحوثيين وعبواتهم الناسفة تسببت في قتل وإعاقة أكثر من 800 مدني في مديريتي موزع والوازعية فقط، وأن فريقي 22 و23 (مسام) اللذين يعملان في تلك المديريات تمكنا منذ انطلاق عملهما في المشروع من نزع أكثر من 16 ألف لغم وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة من 30 حقلاً ومنطقة ملغومة». وقال، بحسب ما نقل عنه الموقع الإلكتروني للمشروع، إن «جميع المناطق التي تم تأمينها من قبل الفريقين هي مناطق ذات تأثير عالٍ كونها تعتبر مناطق سكنية وزراعية من الدرجة الأولى، وإن مديرتي الوازعية وموزع كانتا خاليتين من السكان بسبب الحرب، ولم تتسن للمواطنين في تلك المناطق العودة إليها إلا بعد أشهر من نزول فرق مسام الهندسية وتأمينها من خطر الألغام الذي حوّل مزارع ومدارس ومساكن المدنيين إلى حقول موت تتربص بحياة الأبرياء».
وأشار القحطاني إلى أن «الحوثيين غيّروا من الخواص الفنية للألغام، بحيث أصبحت الألغام المخصصة للدروع ألغاماً فردية تقتل الأفراد، وأن الهدف من ذلك حسب وصفه هو القتل الجماعي للمدنيين». لافتاً إلى أن «مشروع مسام أصبح الصديق الأقرب لأبناء مديريتي الوازعية وموزع، وأصبح أطفال ومزارعي وطلاب وأهالي تلك المناطق ينظرون إلى نازعي (مسام) باعتبارهم طوق النجاة ومصدر أملهم الوحيد في العيش بأمان».
وفي تعز، أيضاً، دشّن مدير عام شرطة المحافظة، العميد منصور عبد الرب الأكحلي، الأربعاء، في مقر شرطة الدوريات وأمن الطرق، الخطة العملياتية المشتركة بين الجيش بمحور تعز والأجهزة الأمنية التابعة لشرطة المحافظة، وذلك في سبيل تثبيت الأمن والاستقرار وضبط المطلوبين أمنياً وملاحقة المخلين والعابثين بالأمن ورصد الخلايا النائمة التابعة للميليشيا الانقلابية.
وأكد الأكحلي أن «التدشين للخطة العملياتية المشتركة تعتبر خطوة مهمة في سبيل تثبيت الأمن والاستقرار وضبط المطلوبين أمنياً وملاحقة المخلين والعابثين بالأمن ورصد الخلايا النائمة التابعة للميليشيا الانقلابية من خلال التنسيق المستمر وتبادل المعلومات وتقديم الدعم اللوجستي بين قيادات الجيش في محور تعز وقيادات شرطة المحافظة».
وقال إن «أن الأجهزة الأمنية ماضية في فرض هيبة الدولة وبسط نفوذها على كل شبر من مدينة تعز ومناطقها المحررة، ولن تتهاون مع كل من يحاول العبث بأمن المحافظة والنيل من مقدراتها وكل من يسعى لإقلاق السكينة وترويع الآمنين».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».