حراك تركي مكثف لنقل السلاح والمقاتلين إلى ليبيا

TT

حراك تركي مكثف لنقل السلاح والمقاتلين إلى ليبيا

تواصل تركيا مباحثاتها مع أطراف متعددة حول الوضع في ليبيا، بعد لقاءين ثلاثيين بين وزير الدفاع التركي ووزير الداخلية المالطي ووزير داخلية حكومة الوفاق الليبية، أعقبه اجتماع مماثل ضم وزير الدفاع القطري ووزير داخلية الوفاق، حيث يجري وفد من الخارجية الروسية مباحثات في أنقرة حول التطورات في ليبيا، وفي الوقت ذاته تواصل تركيا إرسال الطائرات المحملة بالأسلحة والمقاتلين إلى غرب ليبيا.
وأظهرت صور لتتبع حركة الطيران، نشرها موقع الرصد العسكري «فلايت رادار»، أمس، وصول طائرة شحن عسكرية تركية إلى قاعدة الوطية الجوية، القريبة من طرابلس، في خطوة تؤكد استمرار تركيا في نقل الأسلحة والمقاتلين لدعم حكومة الوفاق الوطني، برئاسة فائز السراج، في ظل تصاعد المؤشرات حول قرب انطلاق عملية عسكرية في سرت.
علماً بأن تركيا أنشأت جسراً جوياً مع طرابلس، بناءً على اتفاق مع ميليشيات حكومة الوفاق.
في سياق ذلك، عقد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، مساء أول من أمس، لقاءً ثلاثياً مع نظيره القطري خالد العطية ووزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، لبحث الموقف في ليبيا، والتنسيق بين الأطراف الثلاثة. ونقلت وكالة أنباء «لأناضول» التركية عن بيان لوزارة الدفاع القطرية نبأ انعقاد الاجتماع، الذي جاء في ظل تصاعد التوتر في ليبيا. وخلال اللقاء أعرب باشاغا عن شكره لقطر على «الموقف الإيجابي» ووقوفها مع حكومة الوفاق الوطني ودعمها لها.
وتواصل تركيا حراكاً مكثفاً في الملف الليبي، حيث بدأ وفد روسي برئاسة نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، أمس، زيارة لتركيا لإجراء محادثات «فنية» حول الملفين الليبي والسوري بمقر وزارة الخارجية التركية في العاصمة التركية أنقرة.
وتأتي هذه المباحثات قبل زيارة يُحتمل أن يقوم بها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إلى موسكو الأسبوع المقبل، للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف، لبحث الملف الليبي على وجه الخصوص.
وكان وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، قد ألغيا زيارة لتركيا في 14 من يونيو (حزيران) الماضي للتباحث حول الوضع في ليبيا وسوريا، وسط خلافات بين أنقرة وموسكو حول الوضع في ليبيا. وقالت وزارة الخارجية التركية، حينها، إنه تم تأجيل المحادثات لموعد يحدَّد لاحقاً، فيما ستستكمل الوفود التقنية للبلدين برئاسة نواب الوزراء، محادثاتها في الفترة المقبلة، من أجل التحضير للقاءات الوزراء.
وعلى صعيد متصل، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن الدعم الذي تقدمه تركيا لحكومة الوفاق الليبية «ساعدها كثيراً في حربها ضد الجيش الوطني الليبي». وقال إردوغان، في كلمة أمس بمناسبة الذكرى الثانية لتحويل نظام الحكم في تركيا من النظام البرلماني إلى الرئاسي، إنه يراقب الوضع في ليبيا عن كثب، مؤكداً أن تركيا ستظل تساند السراج وحكومته في حربها في ليبيا.
وأضاف إردوغان أن حكومته ليست لها مطامع في أي دولة أخرى، لكنها لن تتنازل عن «انتزاع» حقوقها في أي مكان. كما أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، خلال لقائه أمس، مع وزير خارجية النيجر كالا أنكوراو في النيجر أن الحل الوحيد للأزمة الليبية هو الحل السياسي، وأن كل من اختار الحل العسكري «مني بالهزيمة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.