بوتين ومحمد بن زايد يبحثان هاتفياً الوضع في ليبيا

TT

بوتين ومحمد بن زايد يبحثان هاتفياً الوضع في ليبيا

ضاعف الكرملين تحركاته في إطار ما وصف بـ«حشد تأييد دولي لدفع التسوية ومنع تدهور الوضع» في ليبيا، بينما أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، اتصالات هاتفية مع عدد من الزعماء تناولت تطورات الوضع في ليبيا، وسبل دفع عملية التسوية في هذا البلد.
وأفاد الكرملين في بيان، أمس، بأن بوتين أجرى محادثات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، جرى خلالها تبادل موسع لوجهات النظر، مع تأكيد الجانبين على أهمية الجهود الجارية لتسوية الملف الليبي.
وقال المكتب الصحافي للكرملين، إن الرئيس الروسي وولي عهد أبوظبي أكدا خلال المكالمة «أهمية الحوار، وتوحيد الجهود الدولية من أجل التوصل لتسوية دبلوماسية»؛ مضيفاً في بيان: «لقد جرى تبادل معمق للآراء بشأن الوضع في ليبيا، وتم التأكيد على ضرورة استئناف الحوار بين الفرقاء الليبيين، وتوحيد الجهود الدولية من أجل تسوية سياسية ودبلوماسية للأزمة الليبية. كما تم الاتفاق على مواصلة الاتصالات على مختلف المستويات».
وفي وقت لاحق، أعلن الكرملين أن بوتين أجرى محادثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ركزت على تطورات الموقف في ليبيا، وآليات «حشد الجهود الدولية لتهدئة الوضع، ودفع التسوية السياسية».
وكان الكرملين قد أعلن في وقت سابق أمس أن بوتين أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، تطرق خلالها إلى بحث الوضع في ليبيا، وضرورة مواصلة الجهود لحث الأطراف الليبية على التزام وقف النار، والانطلاق إلى مفاوضات سياسية تقوم على أساس القرارات الدولية ومخرجات مؤتمر برلين.
وكانت موسكو قد شددت في لهجتها أخيراً حول الوضع في ليبيا، وحمَّلت حكومة «الوفاق» مسؤولية تعطيل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار. وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن «الجيش الوطني» الليبي مستعد لتوقيع وثيقة وقف النار؛ لكن حكومة «الوفاق» ما زالت ترفض القيام بخطوة مماثلة. كما لفتت موسكو إلى ضرورة أن تقوم تركيا بالتأثير على حكومة «الوفاق» من أجل التزام وقف النار.
وفي تطور لافت، أعرب برلمانيون روس أول من أمس، عن ترحيبهم بدعوة مجلس النواب الليبي لتدخل عسكري مصري في ليبيا، ورأوا أن خطوة من هذا النوع من شأنها أن تساعد على «استعادة الدولة الليبية»؛ لكن موسكو في المقابل لم تصدر تعليقاً رسمياً على هذا التطور.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.