معركة «كسر عظم» في انتخابات الجمهوريين التمهيدية

TT

معركة «كسر عظم» في انتخابات الجمهوريين التمهيدية

شهدت 3 ولايات أميركية، هي ألاباما وماين وتكساس، أمس، انتخابات تمهيدية للتنافس على عدد من مقاعد مجلسي الشيوخ والنواب، استعداداً للانتخابات العامة المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
واستحوذت معركة «كسر العظم» التي خاضها جيف سيشنز، سيناتور ولاية ألاباما السابق، ووزير العدل الذي أقاله الرئيس دونالد ترمب من منصبه عام 2017 بعد نأيه بنفسه عن التحقيقات في ملف «التدخل الروسي» المفترض في الانتخابات الأميركية، على اهتمام المراقبين، لأنها ستشير إلى مدى قوة الرئيس وسيطرته على القاعدة الشعبية للحزب الجمهوري. وفي ولاية ماين، سلطت الانتخابات الضوء على هوية المنافس الديمقراطي الذي سيواجه السيناتورة سوزان كولينز، الجمهورية الوحيدة فيما يعرف بمنطقة نيو إنغلاند.
أما في تكساس المحسوبة على الجمهوريين فجرت انتخابات تمهيدية على عدد من مقاعد مجلس النواب، فيما يعوّل الديمقراطيون على تحقيق نتائج جيدة في الولاية بما يمكنهم من الفوز في انتخابات الرئاسة وانتخابات مجلس الشيوخ أيضاً.
وعلى مدى أكثر من عام، خاض الرئيس الأميركي في ولاية ألاباما، ما وصف بحملة «ثأر شخصي» من وزيره وحليفه السابق سيشنز الذي «خانه» أو على الأقل «تراجع عن ولائه عند أول اختبار».
سيشنز الجمهوري المتشدد الذي استقال من عضوية مجلس الشيوخ عن ولاية ألاباما ليلتحق بإدارة ترمب، كان بإمكانه الفوز بسهولة لو كانت الانتخابات في عام آخر ومع رئيس آخر. فهو صاحب خبرة طويلة ولديه علاقات جيدة مع قاعدته، بناها على مدى عقود في هذه الولاية المحافظة. لكنه اضطر إلى خوض معركة «كسر عظم» مع ترمب الذي تبنى ودعم تومي توبيرفيل، مدرب كرة القدم السابق الوافد حديثاً إلى العمل السياسي.
وهاجم ترمب سيشنز مراراً وتكراراً، داعياً الجمهوريين إلى نبذه. وإذا أظهرت النتائج اليوم خسارة سيشنز للمعركة، فستشكل نهاية لحياته السياسية. ويرى المراقبون أن كل الانتخابات التمهيدية التي سيجريها الجمهوريون، ستكون اختباراً لمدى سيطرة ترمب على قاعدة الحزب، وعلى قوة تغريداته ضد خصومه.
انتخابات الثلاثاء في ألاباما كانت جولة ثانية، بعدما فشل أي من المرشحين الجمهوريين في الحصول على الأصوات الكافية في الجولة الأولى التي جرت في أوائل مارس (آذار) الماضي، حين حلّ سيشنز خلف توبيرفيل بأقل من نقطتين. لكن استطلاعات الرأي الأخيرة كانت تشير إلى تقدم توبيرفيل عليه بشكل مريح.
أصوات أخرى قالت إن خسارة سيشنز إذا حصلت قد تشير أيضاً إلى أن الناخبين يبحثون عن جيل جديد للقيادة في واشنطن، ولا يرغبون في إعادة انتخاب مرشح بلغ 73 عاماً كانوا قد انتخبوه 4 مرات لمقعد مجلس الشيوخ نفسه.
ورغم تصنيف البعض لولاية ألاباما بأنها ولاية ترمب، فإن المفاجآت واردة. فالانتخابات الخاصة التي جرت قبل نحو عامين على مقعد مجلس الشيوخ الذي تركه سيشنز، شكّلت مفاجأة بعد سلسلة النكسات والفضائح التي رافقت عملية اختيار المرشح الجمهوري، وأدت إلى فوز مفاجئ للديمقراطي دوغ جونز، الذي أدار منذ فوزه علاقات مرنة وحذرة، سواء مع ترمب أو الناخبين، ويستعد لمنافسة الجمهوري الذي سيفوز اليوم.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».