نهب وإغلاق شركات صرافة في صنعاء والبيضاء

«ارشيفية» لصراف يمني في صنعاء
«ارشيفية» لصراف يمني في صنعاء
TT

نهب وإغلاق شركات صرافة في صنعاء والبيضاء

«ارشيفية» لصراف يمني في صنعاء
«ارشيفية» لصراف يمني في صنعاء

أفادت مصادر مصرفية في صنعاء بأن الجماعة الحوثية أصدرت قراراً تعسفياً قضى بإيقاف عدد من شركات الصرافة المرخصة في العاصمة، وذلك بالتزامن مع إغلاق مكاتب أخرى في محافظة البيضاء ونهب أموالها.
وجاءت تصرفات الجماعة الحوثية، بحسب المصادر، في وقت أنشأت فيه 800 محل وشركة صرافة منذ بدء الانقلاب لتسخيرها لغسل الأموال وسحب العملات الصعبة من السوق.
وقال مصدر مصرفي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن الجماعة قررت إيقاف أنشطة ثلاث من شركات الصرافة والتحويلات المالية، إحداها تعد من أكبر الشركات الناشطة بمجال الصرافة في اليمن منذ عقود، بعد أن رفض ملاكها دفع الإتاوات للحوثيين.
وتواصلاً لجرائم الجماعة وتعسفاتها بحق ملاك شركات الصرافة، أقدم عناصرها هذا الأسبوع على نهب محلات للصرافة والتحويلات بمنطقة قانية بمحافظة البيضاء (268 كلم جنوب شرقي صنعاء) والتي اجتاحتها الجماعة مؤخراً بقوة السلاح ومارست بحق سكانها مختلف أنواع الجرائم والانتهاكات.
وأوضحت مصادر محلية في البيضاء لـ«الشرق الأوسط» أن مسلحين تابعين للجماعة الانقلابية اقتحموا محلات عدة للصرافة «ونهبوا أكثر من 75 مليون ريال من الطبعات الجديدة للعملة اليمنية بحجة أنها عملة غير قانونية» (الدولار حوالي 600 ريال).
وأكدت المصادر أن الميليشيات شنت فور احتلالها منطقة قانية «حملات نهب وانتقام واسعة طالت السكان وعدداً من المحال التجارية ونهبت خلالها مبالغ مالية تحت الذريعة الحوثية ذاتها».
وجاءت تلك السلسلة من الانتهاكات الحوثية بحق الصرافين، عقب إيقاف الجماعة أخيراً العشرات من محلات وشركات الصرافة بعد رفض ملاكها دفع جبايات مالية.
في السياق ذاته، عبرت مصادر نقابية في جمعية الصرافين اليمنيين وجمعية البنوك اليمنية عن غضبها واستنكارها الشديد حيال عودة الميليشيات الحوثية لممارسة التعسفات والانتهاكات بحق عدد من الصرافين في صنعاء. وأشارت المصادر إلى أن الانتهاكات الحوثية الحالية «تندرج في سياق سياسة التطفيش الممنهجة التي تتبعها الجماعة وتسعى من خلالها إلى تضييق الخناق على من تبقى من العاملين بهذا القطاع بغية تطفيشهم وإحلال شركات ووكالات جديدة تتبع الجماعة».
ونجحت الجماعة الحوثية، بحسب المصادر، بتضييق الخناق على عدد كبير من الصرافين بمناطق سيطرتها وأوصلتهم بفعل جرائمها وممارساتها إلى مرحلة إعلان الإفلاس والإغلاق، بالتوازي مع ارتفاع عدد الشركات ومحال ومكاتب الصرافة الجديدة بشكل كبير خلال الفترة التي أعقبت الانقلاب، عما كانت عليه قبل عام 2014.
واستحدث الانقلابيون الحوثيون طيلة ثلاثة أعوام من دون تراخيص قانونية أكثر من 800 مكتب وشركة ومحل صرافة في صنعاء ومدن يمنية أخرى تقع تحت سيطرتهم، وفق ما أكدته المصادر المصرفية. وتهدف الجماعة الانقلابية، وفقاً لاقتصاديين يمنيين، من وراء تلك الاستحداثات الجديدة لشركات الصرافة إلى تسهيل معاملاتها المالية وغسل الأموال التي حصلت عليها خلال فترة الانقلاب بطرق غير قانونية.
ويرى الاقتصاديون أن شركات ومكاتب الصرافة المستحدثة حالياً من قبل الجماعة شكلت كيانات غير رسمية على حساب القطاع البنكي الرسمي. وأشاروا إلى أنها لا تزال تنشط وبشكل كبير في المضاربة بالعملات الأجنبية خاصة في ظل ضعف الرقابة على أنشطة الصرافين.
ولفتوا إلى أن «الميليشيات لا تزال مستمرة في السيطرة وبصورة مباشرة على معظم الاقتصاد اليمني بمناطق سيطرتها، إذ يجمع قادتها أموال الزكاة والجمارك والضرائب والجبايات وغيرها، إضافة إلى فائض أرباح المؤسسات العامة، والمتاجرة بالوقود في السوق السوداء، وبيع المخدرات».
وتأتي التعسفات الحوثية بحق الصرافين وغيرهم من الفئات والشرائح المجتمعية بمناطق سيطرة الجماعة، في ظل استمرار ارتفاع سعر العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني، وبالتزامن مع تصاعد مخاوف اليمنيين من ارتفاع أسعار المواد الأساسية أكثر مما هي عليه.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».