وفاة الفنان المصري محمود جمعة بعد «مشوار درامي قصير»

قدم أدواراً مميزة خلال السنوات الأخيرة

صورة للفنان الراحل محمود جمعة من حسابه الرسمي على «فيسبوك»
صورة للفنان الراحل محمود جمعة من حسابه الرسمي على «فيسبوك»
TT

وفاة الفنان المصري محمود جمعة بعد «مشوار درامي قصير»

صورة للفنان الراحل محمود جمعة من حسابه الرسمي على «فيسبوك»
صورة للفنان الراحل محمود جمعة من حسابه الرسمي على «فيسبوك»

بعد رحلة درامية قصيرة، تألق فيها على الشاشة، غيّب الموت الفنان والشاعر المصري محمود جمعة، اليوم (الجمعة)، بعد صراع مع المرض، وشُيعت جنازة الفنان الراحل بمدافن العائلة بمدينة بنها (دلتا مصر)، من دون مراسم عزاء بسبب جائحة «كورونا».
وأعلن الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، عن وفاة الفنان محمود جمعة، داخل مستشفى بنها الجامعي، اليوم، عبر حسابه الرسمي على موقع «إنستغرام»، ونشر صورة له، وعلق عليها قائلاً: «ورحل صديق العمر، الفنان والشاعر الكبير محمود جمعة».
وتعرض جمعة لوعكة صحية في الآونة الأخيرة، دخل على أثرها في غيبوبة، وتم نقله لمستشفى بنها الجامعي، واستمر به حتى وافته المنية اليوم.
الفنان الراحل الذي شارك في نحو 40 عملاً تلفزيونياً وسينمائياً، بدأ رحلته على الشاشة منذ عام 2006 عبر مسلسل «بنت بنوت»، بينما كان آخر ظهور له على الشاشة في مسلسل «قوت القلوب»، الذي جسد خلاله دور «فواز» شيخ الحارة، والمسلسل من ﺇخراﺝ مجدي أبو عميرة، وبطولة ماجدة زكي، ومحمد أنور، وإسلام جمال، وسهر الصايغ، كما سبق له المشاركة في مسلسلات مميزة عُرضت خلال مواسم دراما رمضان الماضية على غرار «كلبش، وبركة، وزلزال» كما شارك في مسلسل «ممالك النار» بطولة خالد النبوي، ومسلسل «خرم إبرة»، و«يا أنا يا انتي»، وفي أفلام «جمهورية إمبابة»، و«حديد»، و«اشتباك».
ونعى الفنان الراحل عدد من الممثلين المصريين عبر حساباتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعد جمعة من الفنانين المصريين الذين لمعوا على الشاشة الفضية والذهبية، في وقت قصير، رغم مشواره الطويل في الشعر والمسرح الغنائي، وقدم جمعة الموظف بالإدارة العامة للمسرح، عدداً من أشعاره لنجوم الطرب والغناء على غرار علي الحجار ومحمد الحلو، كما قدم العديد من الأغاني للمسرح المصري سواء مسرح الدولة أو مسرح الثقافة الجماهرية الذي ينتمى إليه، ومن أشهر مسرحياته «عنبر رقم ٦» للمخرج سمير العصفورة والتي قُدمت على «مسرح الطليعة»، ومسرحية «شفيقة ومتوفي» للمخرج الدكتور أشرف زكي والتي قدمها على «مسرح الغد» من بطولة حنان ترك.
ونال الفنان الراحل الذي دخل التمثيل في سن الخمسين، وتألق في سن الستين، إشادات عدة بعد نجاحه في تجسيد أدوار متنوعة أظهر فيها موهبته التمثيلية الكبيرة، لا سيما بعد نجاحه في تجسيد دور «الشيخ صالح» في مسلسل «كلبش» للمخرج بيتر ميمي وبطولة أمير كرارة، ووصفه ميمي بأنه «فنان قدير أخذ حقه متأخراً».



«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».