اليونان تعيد فتح أبوابها أمام الزوار

اليونان تطلب من السياح الآتين إليها إكمال استبيان عبر الإنترنت قبل 48 ساعة لتحديد ما إذا كانوا بحاجة إلى اختبار الفيروس التاجي عند الوصول (أ.ف.ب)
اليونان تطلب من السياح الآتين إليها إكمال استبيان عبر الإنترنت قبل 48 ساعة لتحديد ما إذا كانوا بحاجة إلى اختبار الفيروس التاجي عند الوصول (أ.ف.ب)
TT

اليونان تعيد فتح أبوابها أمام الزوار

اليونان تطلب من السياح الآتين إليها إكمال استبيان عبر الإنترنت قبل 48 ساعة لتحديد ما إذا كانوا بحاجة إلى اختبار الفيروس التاجي عند الوصول (أ.ف.ب)
اليونان تطلب من السياح الآتين إليها إكمال استبيان عبر الإنترنت قبل 48 ساعة لتحديد ما إذا كانوا بحاجة إلى اختبار الفيروس التاجي عند الوصول (أ.ف.ب)

قررت اليونان، اعتباراً من اليوم (الأربعاء)، فتح معابرها الحدودية مجدداً مع الدول المجاورة كافة، وأيضاً إعادة فتح المطارات الإقليمية الكائنة في المدن البعيدة عن العاصمة أثينا وفي جميع الجزر، واستقبال رحلات مباشرة من الخارج.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس، فتح معابر البلاد أمام عمليات الدخول والخروج، اعتباراً من الأول من يوليو (تموز)، بعدما جرى إغلاقها سابقاً بسبب جائحة «كورونا». ولفت إلى فتح كل مطارات البلاد أمام الرحلات الخارجية في نفس التاريخ، فضلاً عن فتح موانئ البلاد أمام سفن الركاب القادمة من الخارج، في إطار خطوات العودة إلى الحياة الطبيعية.
كانت اليونان قد أغلقت معبر «كاستانيس» الحدودي مع تركيا في 28 فبراير (شباط) الماضي، لمنع عبور طالبي اللجوء إلى أوروبا، فيما أغلقت بوابة «كيبي» في مارس (آذار) الماضي، بسبب «كورونا».
وحسب المطارات الإقليمية في اليونان، فإن الأولوية الأساسية ستكون ضمان الصحة والسلامة لجميع الزوار والموظفين والمقيمين في البلاد، وقد تم اتخاذ جميع تدابير الحماية.
وبدأت السلطات اليونانية القيام بمهامها في المطارات الإقليمية من أجل تنسيق جميع الإجراءات اللازمة للعمل والتعاون مع السلطات المحلية.
وستستقبل اليونان الزوار من أستراليا وكندا واليابان وصربيا وسان مارينو ونيوزيلندا وموناكو والفاتيكان وجورجيا والجبل الأسود وأندورا وكوريا الجنوبية والجزائر والمغرب وتونس ورواندا وتايلاند وأوروغواي، وتم اختيار هذه البلدان وفقاً للبيانات الوبائية اعتماداً على أيها أقرب أو أقل من المتوسط من حيث أعداد الإصابات والوفيات، وستتم مراجعة هذه القائمة كل أسبوعين.
كانت الحكومة اليونانية قد قررت تمديد حظر الرحلات الجوية المباشرة من بريطانيا والسويد حتى 15 يوليو بسبب العبء الوبائي المرتفع في هذه الدول.
ووفقاً لتعليمات السلطات، فإنه يجب على جميع الركاب حتى الاثنين 31 أغسطس (آب) تسجيل استمارة تحديد موقعهم قبل 48 ساعة من موعد الوصول مع تقديم معلومات حال المغادرة من المطار، للمساعدة في منع انتشار فيروس «كورونا المستجد».
كما أعادت اليونان فتح دور السينما والكازينوهات والمخيمات الصيفية للأطفال، في إطار المرحلة الأخيرة من تخفيف الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة للحد من انتشار فيروس «كورونا المستجد». وتم فتح دور السينما الصيفية في الهواء الطلق بالفعل قبل فترة، ولكن هذه المرة الأولى التي ستتمكن فيها المسارح الداخلية من العمل منذ فرض الإغلاق في مارس الماضي.
وقال رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، الذي رأس اجتماعاً مع مسؤولي الصحة والحماية المدنية والسياحة، إن عملية الفتح برمّتها مرنة، وستكون هناك مراجعة مستمرة للوضع.
وعلى الأرض، تمت إعادة تشغيل جميع الأنشطة والخدمات التجارية تقريباً، بما في ذلك المخيمات التي تستضيف الأطفال، وتنظيم المؤتمرات والمعارض التجارية، وعقد أي عروض عامة مثل الحفلات الموسيقية والفعاليات الفنية. وأكدت وزارة التنمية والاستثمار في بيان أنه يجب الاهتمام والتقيد بقواعد التباعد الاجتماعي، بهدف دفع التنمية الاقتصادية وضمان الصحة العامة.
ولليوم الرابع على التوالي لم تسجل اليونان أي حالات وفاة جديدة بسبب فيروس «كورونا»، ما أدى إلى استقرار عدد الوفيات في اليونان حتى تاريخه على 191 شخصاً، وهم 57 سيدة و134 رجلاً، ويعاني 94% منهم من أمراض مزمنة، ويبلغ معدل عمر الوفيات 76 عاماً.
وأعلنت وزارة الصحة اليونانية، في بيان، عن تسجيل 15 إصابة جديدة بفيروس «كورونا»، ما يرفع عدد المصابين إلى 3390 شخصاً، منهم 757 شخصاً أُصيبوا بها في الخارج و1881 شخصاً أُصيبوا بها من جراء اتصالهم بأشخاص مصابين بفيروس «كورونا».
ويتلقى 10 مرضى العلاج في غرف العناية المركزة، فيما أجرى حتى تاريخه أكثر من 310 آلاف فحصاً مخبرياً لفيروس «كورونا المستجد».


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

كيف كسرت الحرب في أوكرانيا المحرّمات النووية؟

نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)
نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)
TT

كيف كسرت الحرب في أوكرانيا المحرّمات النووية؟

نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)
نظام صاروخي باليستي عابر للقارات من طراز «يارس» الروسي خلال عرض في «الساحة الحمراء» بموسكو يوم 24 يونيو 2020 (رويترز)

نجح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في خلق بيئة مواتية لانتشار أسلحة نووية جديدة في أوروبا وحول العالم، عبر جعل التهديد النووي أمراً عادياً، وإعلانه اعتزام تحويل القنبلة النووية إلى سلاح قابل للاستخدام، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

في عام 2009، حصل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، على «جائزة نوبل للسلام»، ويرجع ذلك جزئياً إلى دعوته إلى ظهور «عالم خالٍ من الأسلحة النووية». وفي ذلك الوقت، بدت آمال الرئيس الأميركي الأسبق وهمية، في حين كانت قوى أخرى تستثمر في السباق نحو الذرة.

وهذا من دون شك أحد أخطر آثار الحرب في أوكرانيا على النظام الاستراتيجي الدولي. فعبر التهديد والتلويح المنتظم بالسلاح الذري، ساهم فلاديمير بوتين، إلى حد كبير، في اختفاء المحرمات النووية. وعبر استغلال الخوف من التصعيد النووي، تمكن الكرملين من الحد من الدعم العسكري الذي تقدمه الدول الغربية لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، ومن مَنْع مشاركة الدول الغربية بشكل مباشر في الصراع، وتخويف جزء من سكان هذه الدول، الذين تغلّب عليهم «الإرهاق والإغراءات بالتخلي (عن أوكرانيا) باسم الأمن الزائف».

بدأ استخفاف الكرملين بالأسلحة النووية في عام 2014، عندما استخدم التهديد بالنيران الذرية للدفاع عن ضم شبه جزيرة القرم من طرف واحد إلى روسيا. ومنذ ذلك الحين، لُوّح باستخدام السلاح النووي في كل مرة شعرت فيها روسيا بصعوبة في الميدان، أو أرادت دفع الغرب إلى التراجع؛ ففي 27 فبراير 2022 على سبيل المثال، وُضع الجهاز النووي الروسي في حالة تأهب. وفي أبريل (نيسان) من العام نفسه، استخدمت روسيا التهديد النووي لمحاولة منع السويد وفنلندا من الانضمام إلى «حلف شمال الأطلسي (ناتو)». في مارس (آذار) 2023، نشرت روسيا صواريخ نووية تكتيكية في بيلاروسيا. في فبراير 2024، لجأت روسيا إلى التهديد النووي لجعل النشر المحتمل لقوات الـ«ناتو» في أوكرانيا مستحيلاً. وفي الآونة الأخيرة، وفي سياق المفاوضات المحتملة مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، جلبت روسيا مرة أخرى الخطاب النووي إلى الحرب، من خلال إطلاق صاروخ باليستي متوسط ​​المدى على أوكرانيا. كما أنها وسعت البنود التي يمكن أن تبرر استخدام الأسلحة الذرية، عبر مراجعة روسيا عقيدتها النووية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع مع قيادة وزارة الدفاع وممثلي صناعة الدفاع في موسكو يوم 22 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

التصعيد اللفظي

تأتي التهديدات النووية التي أطلقتها السلطات الروسية في الأساس ضمن الابتزاز السياسي، وفق «لوفيغارو». ولن تكون لدى فلاديمير بوتين مصلحة في اتخاذ إجراء عبر تنفيذ هجوم نووي تكتيكي، وهو ما يعني نهاية نظامه. فالتصعيد اللفظي من جانب القادة الروس ورجال الدعاية لم تصاحبه قط تحركات مشبوهة للأسلحة النووية على الأرض. ولم يتغير الوضع النووي الروسي، الذي تراقبه الأجهزة الغربية من كثب. وتستمر الصين أيضاً في لعب دور معتدل، حيث تحذّر موسكو بانتظام من أن الطاقة النووية تشكل خطاً أحمر مطلقاً بالنسبة إليها.

إن التهوين من الخطاب الروسي غير المقيد بشكل متنامٍ بشأن استخدام الأسلحة النووية ومن التهديد المتكرر، قد أدى إلى انعكاسات دولية كبيرة؛ فقد غير هذا الخطاب بالفعل البيئة الاستراتيجية الدولية. ومن الممكن أن تحاول قوى أخرى غير روسيا تقليد تصرفات روسيا في أوكرانيا، من أجل تغيير وضع سياسي أو إقليمي راهن محمي نووياً، أو إنهاء صراع في ظل ظروف مواتية لدولة تمتلك السلاح النووي وتهدد باستخدامه، أو إذا أرادت دولة نووية فرض معادلات جديدة.

يقول ضابط فرنسي: «لولا الأسلحة النووية، لكان (حلف شمال الأطلسي) قد طرد روسيا بالفعل من أوكرانيا. لقد فهم الجميع ذلك في جميع أنحاء العالم».

من الجانب الروسي، يعتبر الكرملين أن الحرب في أوكرانيا جاء نتيجة عدم الاكتراث لمخاوف الأمن القومي الروسي إذ لم يتم إعطاء روسيا ضمانات بحياد أوكرانيا ولم يتعهّد الغرب بعدم ضم كييف إلى حلف الناتو.

وترى روسيا كذلك أن حلف الناتو يتعمّد استفزاز روسيا في محيطها المباشر، أكان في أوكرانيا أو في بولندا مثلا حيث افتتحت الولايات المتحدة مؤخرا قاعدة عسكرية جديدة لها هناك. وقد اعتبرت موسكو أن افتتاح القاعدة الأميركية في شمال بولندا سيزيد المستوى العام للخطر النووي.