مصر ترفع «حظر التنقل» غداً وتشدد على الضوابط الاحترازية

«حملات شعبية» للتضامن مع الأطباء ضد اتهامات بمسؤوليتهم عن وفيات «كورونا»

رئيس الوزراء المصري خلال اجتماع حكومته أمس عبر «الفيديو كونفرنس» (صفحة مجلس الوزراء)
رئيس الوزراء المصري خلال اجتماع حكومته أمس عبر «الفيديو كونفرنس» (صفحة مجلس الوزراء)
TT

مصر ترفع «حظر التنقل» غداً وتشدد على الضوابط الاحترازية

رئيس الوزراء المصري خلال اجتماع حكومته أمس عبر «الفيديو كونفرنس» (صفحة مجلس الوزراء)
رئيس الوزراء المصري خلال اجتماع حكومته أمس عبر «الفيديو كونفرنس» (صفحة مجلس الوزراء)

أكدت الحكومة المصرية «إلغاء حظر التنقل للمواطنين، الذي كانت فرضته في مارس (آذار) الماضي للحد من انتشار «كورونا»، سامحة بتحرك المواطنين في كافة ربوع البلاد على جميع الطُرق» اعتباراً من السبت.
وشدد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال ترؤسه اجتماع الحكومة عبر «الفيديو كونفرنس» أمس (الخميس)، على «ضرورة المتابعة الدقيقة للتأكد من تطبيق الضوابط والإجراءات الاحترازية التي أقرتها الحكومة مع الفتح التدريجي لبعض الأنشطة وفي مقدمتها ارتداء الكمامات، والتطبيق الصارم والفوري للعقوبات المقررة». وأصدر مدبولي أمس قراراً بالإجراءات التي سيبدأ العمل بها اعتباراً من غد السبت، والتي تضمنت «استقبال دور العبادة المصلين لأداء الشعائر الدينية، عدا صلاة الجمعة بالنسبة للمسلمين، والصلوات الرئيسية الجماعية التي تحددها السلطات الدينية بالنسبة لغير المسلمين، والسماح باستقبال الجمهور بالمقاهي والكافيتريات والمطاعم من الساعة 6 صباحاً حتى 10 مساء، واستقبال الجمهور بالمحال التجارية والمراكز التجارية (المولات) من الـ6 صباحاً حتى الـ9 مساء، فضلاً عن استقبال رواد الأندية الرياضية والشعبية وصالات الألعاب الرياضية من الـ6 صباحاً حتى الـ9 مساء».
وتضمّنت الإجراءات أيضاً «إغلاق جميع الحدائق والمتنزهات والشواطئ، واستمرار تعليق المدارس والمعاهد والجامعات، وتوقف جميع وسائل النقل الجماعي العامة والخاصة من الـ12 منتصف الليل حتى الـ4 صباحاً، وإلزام المواطنين بارتداء الكمامات في وسائل النقل الجماعية وأثناء ترددهم على المنشآت الحكومية أو الخاصة أو البنوك أو دور العبادة، وفرض غرامة 4 آلاف جنيه على عدم ارتداء الكمامة، وغرامة 4 آلاف جنيه لكل من يخالف القرارات السابقة».
في سياق متصل، وفيما عدها مراقبون بأنها تأتي «في إطار دعم أطباء مصر لمواجهة (اتهامات) بتسببهم في ارتفاع وفيات (كورونا)»، انتشرت «حملات شعبية» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» للتضامن مع الأطباء، وللتأكيد على دورهم في مواجهة الفيروس. ويشار إلى أن «الجدل لا يزال مستمراً بسبب تصريحات رئيس الوزراء المصري، بشأن مسؤولية بعض الأطباء عن ارتفاع أعداد وفيات (كورونا)». وسبق أن قال مدبولي خلال مؤتمر صحافي قبل أيام، إن «عدم انتظام بعض الأطباء بالمستشفيات كان سبباً في زيادة عدد الوفيات بالفيروس خلال الفترة الماضية». ورغم توضيح المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري، بأن «رئيس الوزراء لم يعمم في تصريحاته؛ إلا أنه قصد فقط توجيه اللوم لقلة من الأطقم الطبية غير الملتزمة». وأكد سعد حينها أن «أطباء مصر أبطال، ويستحقون بالفعل لقب (جيش مصر الأبيض)». إلا أن نقابة الأطباء رفضت تصريحات رئيس الوزراء، مشيرة في بيان لها أن «هذه التصريحات سوف تتسبب في تأجيج حالة الغضب ضد الأطباء، وتسلل الإحباط إليهم».
وقام عدد من رواد «فيسبوك» بتغيير صورة بروفايل صفحاتهم الشخصية، مزيلة بعبارة «شكرا أطباء مصر... أنتم في القلب». وكتب محمد عبد الفتاح قائلاً إن «ما يقوم به الأطباء فخر لكل المصريين، في ظل الإمكانيات المتاحة لهم»، فيما كتبت هاجر محمود قائلة إن «وجود تقصير من بعض الأطباء لا يعني أنهم جميعاً مقصرون، فهناك من يقوم بواجبات أكثر، وهناك من دفع حياته ثمناً وهو يعالج مرضى الفيروس». أما أمينة عبد الحميد، فقالت: «كل الدعم والتضامن مع الأطباء». ويقول الأطباء إنهم «يعملون في بيئة عمل صعبة جداً». ويشير عدد منهم إلى «عدم توفر وسائل الوقاية من الفيروس في بعض الأماكن التي يعملون بها». وفي مايو (أيار) الماضي، احتوى رئيس الوزراء المصري غضب الأطباء، بعد اتهام نقابتهم، وزارة الصحة، بـ«التقصير في توفير الإجراءات الوقائية للأطباء خلال عملهم في مستشفيات العزل». واتخذ رئيس الوزراء المصري عددا من القرارات حينها لدعم الأطباء.
وبينما فرضت قوات الأمن إجراءات تأمينية مشددة أمام لجان امتحانات الثانوية العامة أمس، لمنع تكدس أولياء الأمور أمام اللجان، تجنباً لانتشار عدوى «كورونا». قال مدبولي أمس إن «إجراء امتحانات الثانوية العامة في هذه الظروف، التي تتطلب تطبيق العديد من الإجراءات الاحترازية والوقائية، للحفاظ على سلامة وصحة كافة المشاركين في هذه العملية، إنما يعد نجاحاً في حد ذاته».
إلى ذلك، أوضحت وزارة الصحة والسكان أنه تم الانتهاء من إرشادات الدخول (الصحي الآمن) لكافة القادمين إلى المناطق السياحية بمحافظات (مطروح، والبحر الأحمر، وجنوب سيناء)، بالإضافة إلى وضع «دليل استرشادي» بضوابط استقبال كافة السائحين القادمين إلى الفنادق وتعميمه على كافة العاملين بالقطاع الصحي وقطاعي السياحة والطيران بتلك المناطق.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.