أين يمكنك قضاء إجازة آمنة من «كورونا»؟

موظف يضع كمامة على وجهه في شاطئ في اليونان (أرشيفية - رويترز)
موظف يضع كمامة على وجهه في شاطئ في اليونان (أرشيفية - رويترز)
TT

أين يمكنك قضاء إجازة آمنة من «كورونا»؟

موظف يضع كمامة على وجهه في شاطئ في اليونان (أرشيفية - رويترز)
موظف يضع كمامة على وجهه في شاطئ في اليونان (أرشيفية - رويترز)

تستعد العديد من دول العالم لتخفيف إجراءات الإغلاقات التي اتخذتها لمنع انتشار فيروس «كورونا» المستجد، وكان من بين تلك الإجراءات منع السفر.
ومع حلول فصل الصيف، يبحث الناس عن وجهات آمنة لقضاء أيام الإجازة الصيفية، وقدمت صحيفة «إندبندنت» البريطانية عددا من الدول التي يمكن أن تصبح مقاصد سياحية تتناسب مع الظروف الحالية بناء على تسجيلها عددا منخفضا من حالات الإصابات والوفيات من «كورونا».
فيتنام
لم تشهد تلك الدولة الآسيوية، التي يبلغ عدد سكانها 97 مليون نسمة، أي وفيات من «كورونا»، فيما بلغ عدد الإصابات 342 حالة فقط رغم أنها تشارك الصين حدودا طويلة.
وقال البروفسور غي ثويتس، مدير وحدة الأبحاث السريرية بجامعة أكسفورد في مدينة هو تشي منه الفيتنامية، إن الحكومة تصرفت بسرعة كبيرة جدا مع بدء انتشار الفيروس في يناير (كانون الثاني) وبطرق بدت متشددة للغاية وقتها ولكن تبين لاحقا أنها معقولة إلى حد ما.
وفرضت فيتنام قيودا على السفر وأغلقت حدودها مع الصين إضافة لتعطيل الدراسة حتى منتصف مايو (أيار).
اليونان
سجلت السلطات اليونانية 3203 إصابات و187 وفاة حتى الآن، بفضل الإجراءات التي اتخذتها مبكرا للتعامل مع الأزمة، حيث ألغت الحكومة كرنفالا سنويا بعد يوم واحد فقط من تشخيص أول حالة في البلاد.
وأغلقت بعد بضعة أسابيع المدارس والحانات والمقاهي والمتاحف وألزمت جميع الوافدين بالخضوع لمدة أسبوعين في الحجر الصحي، وإلا فستطبق عليهم غرامة.
هونغ كونغ
يبلغ عدد سكان هونغ كونغ 7.4 مليون نسمة إلا أنها سجلت 4 وفيات، و1125 إصابة شفي منهم 1072 حالة بسبب الالتزام بارتداء الكمامات التي تشير الدلائل إلى أنها تساعد على وقف انتشار الفيروس، وكذلك تنفيذ إجراءات للحد من السفر بين هونغ كونغ والبر الرئيسي للصين، وكذلك استعداد نظام الرعاية الصحية للتعامل مع الأوبئة بعد تجربة تفشي وباء سارس في عام 2003.
نيوزيلندا
نالت نيوزيلندا ثناء دوليا لمعالجتها لأزمة «كورونا»، حيث سجلت 11570 إصابة و22 وفاة.
وكانت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن أمرت بتنفيذ إغلاق تام لمدة أربعة أسابيع قبل تخفيفه ببطء.
ولكن السلطات سجلت بعد مرور 24 يوما على الاحتفال بخلو البلاد من الحالات، حالتين جديدتين هذا الأسبوع بعد دخول امرأتين مصابتين من المملكة المتحدة لأسباب إنسانية.
وأمر وزير الصحة النيوزيلندي الدكتور ديفيد كلارك بتعليق أي استثناءات بشأن دخول الأجانب البلاد، وقال: «يجب أن تكون تلك الإعفاءات نادرة وصارمة، ويبدو أن هذه الحالة لم تتضمن المعايير التي كنا نشترطها، وهذا غير مقبول».
ترينداد وتوباغو
استطاعت تلك الدولة التي تعتبر واحدة من أغنى بلدان منطقة البحر الكاريبي أن تنجو من أزمة «كورونا» عبر إغلاق الحدود والمدارس والجامعات والحانات في منتصف مارس (آذار).
وسجلت تلك الدولة التي يبلغ عدد سكانها نحو 1.4 مليون نسمة، 123 إصابة و8 وفيات.
كمبوديا
لم تسجل السلطات أي وفيات بـ«كورونا» فيما بلغت الإصابات 129 حالة وهو إنجاز مثير للإعجاب في بلد يبلغ سكانه 16.7 مليون شخص، بحسب «إندبندنت».
وكانت وزارة الخارجية، في إطار إجراءات الدولة لمنع تفشي الفيروس، ألزمت المسافرين الأجانب بدفع وديعة بقيمة 3000 دولار مقابل رسوم «خدمة مكافحة كورونا» في المطار عند الوصول، ونصحت الوزارة الزوار بالتفكير بعناية فيما إذا كانوا قادرين على تلبية تلك المتطلبات.


مقالات ذات صلة

فندق «شيراتون القاهرة» يعلن عن افتتاح البرج الشمالي

عالم الاعمال فندق «شيراتون القاهرة» يعلن عن افتتاح البرج الشمالي

فندق «شيراتون القاهرة» يعلن عن افتتاح البرج الشمالي

أعلن فندق «شيراتون القاهرة»، وهو جزء من علامة «ماريوت» الدولية عن إعادة افتتاح البرج الشمالي للفندق.

الاقتصاد أشخاص يجلسون في مقهى بسيدي بو سعيد وهي مقصد سياحي شهير بالقرب من تونس العاصمة (رويترز)

عائدات السياحة التونسية تتجاوز 2.2 مليار دولار وسط توقعات قياسية

تجاوزت عائدات السياحة التونسية حتى شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي 2.2 مليار دولار، وسط توقعات بتسجيل أرقام قياسية في عدد السياح الوافدين إلى البلاد.

«الشرق الأوسط» (تونس)
الاقتصاد أحمد الخطيب متحدثاً للحضور في المنتدى الاستثماري السعودي - الفرنسي بالرياض (الشرق الأوسط)

الخطيب: تطوير الشراكات السعودية - الفرنسية في المنظومة السياحية

قال وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، الثلاثاء، إن السعودية تعمل على تطوير شراكات مع فرنسا لتبادل الخبرات والبيانات.

زينب علي (الرياض)
يوميات الشرق يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)

«ميدان الثقافة» بوابة تربط بين الماضي والحاضر في جدة التاريخية

يشكل «ميدان الثقافة» الذي أطلقه برنامج جدة التاريخية التابع لوزارة الثقافة السعودية بوابة تربط بين الماضي والحاضر كمعلم حضاري كبير تحتضنه المدينة الساحلية جدة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)

إسبانيا تجبر السياح على كشف المعلومات الشخصية بموجب قانون جديد

تحذر بعض التقارير من مطالب «الأخ الأكبر»، بما في ذلك كشف الضيوف عن الأرصدة المصرفية، ولكن هذه المطالب تبدو غير مبررة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)
وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)
TT

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)
وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

في الدورة الرابعة من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، تنافست أعمال استثنائية نقلت قصصاً إنسانية مؤثّرة عن واقع المرأة في إيران وأفغانستان. وسط أجواء الاحتفاء بالفنّ السينمائي بوصفه وسيلةً للتعبير والتغيير، قدَّم فيلما «السادسة صباحاً» للإيراني مهران مديري، و«أغنية سيما» للأفغانية رؤيا سادات، شهادتين بارزتين على تحدّيات النساء في بيئاتهن الاجتماعية والسياسية.

«السادسة صباحاً»... دراما الصراع مع السلطة

يروي الفيلم قصة «سارة»، الشابة الإيرانية التي تتأهّب لمغادرة طهران لإكمال دراستها في كندا. تتحوّل ليلة وداعها مواجهةً مفاجئةً مع «شرطة الأخلاق»؛ إذ يقتحم أفرادها حفلاً صغيراً في منزل صديقتها. يكشف العمل، بأسلوب مشوّق، الضغط الذي تعيشه النساء الإيرانيات في ظلّ نظام تحكمه الرقابة الصارمة على الحرّيات الفردية، ويبرز الخوف الذي يطاردهن حتى في أكثر اللحظات بساطة.

الفيلم، الذي أخرجه مهران مديري، المعروف بسخريته اللاذعة، يجمع بين التوتّر النفسي والإسقاطات الاجتماعية. وتُشارك في بطولته سميرة حسنبور ومهران مديري نفسه الذي يظهر بدور مفاوض شرطة يضيف أبعاداً مرعبة ومعقَّدة إلى المشهد، فيقدّم دراما تشويقية.

لقطة من فيلم «أغنية سيما» المُقدَّر (غيتي)

«أغنية سيما»... شهادة على شجاعة الأفغانيات

أما فيلم «أغنية سيما»، فهو رحلة ملحمية في زمن مضطرب من تاريخ أفغانستان. تدور الأحداث في سبعينات القرن الماضي، حين واجهت البلاد صراعات سياسية وآيديولوجية بين الشيوعيين والإسلاميين. يتبع العمل حياة «ثريا»، الشابة الشيوعية التي تناضل من أجل حقوق المرأة، وصديقتها «سيما»، الموسيقية الحالمة التي تبتعد عن السياسة.

الفيلم، الذي أخرجته رؤيا سادات، يستعرض العلاقة المعقَّدة بين الصديقتين في ظلّ انقسام آيديولوجي حاد، ويُظهر كيف حاولت النساء الأفغانيات الحفاظ على شجاعتهن وكرامتهن وسط دوامة الحرب والاضطهاد. بأداء باهر من موزداح جمال زاده ونيلوفر كوخاني، تتراءى تعقيدات الهوية الأنثوية في مواجهة المتغيّرات الاجتماعية والسياسية.

من خلال هذين الفيلمين، يقدّم مهرجان «البحر الأحمر» فرصة فريدة لفهم قضايا المرأة في المجتمعات المحافظة والمضطربة سياسياً. فـ«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة، مع الإضاءة على دور الفنّ الحاسم في رفع الصوت ضدّ الظلم.

في هذا السياق، يقول الناقد السينمائي الدكتور محمد البشير لـ«الشرق الأوسط»، إنّ فيلم «السادسة صباحاً» ينساب ضمن وحدة زمانية ومكانية لنقد التسلُّط الديني لا السلطة الدينية، واقتحام النيات والمنازل، وممارسة النفوذ بمحاكمة الناس، وما تُسبّبه تلك الممارسات من ضياع مستقبل الشباب، مثل «سارة»، أو تعريض أخيها للانتحار. فهذه المآلات القاسية، مرَّرها المخرج بذكاء، وبأداء رائع من البطلة سميرة حسنبور، علماً بأنّ معظم الأحداث تدور في مكان واحد، وإنما تواليها يُشعر المُشاهد بأنه في فضاء رحب يحاكي اتّساع الكون، واستنساخ المكان وإسقاطه على آخر يمكن أن يعاني أبناؤه التسلّط الذي تعيشه البطلة ومَن يشاركها ظروفها.

على الصعيد الفنّي، يقول البشير: «أجاد المخرج بتأثيث المكان، واختيار لوحات لها رمزيتها، مثل لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي للهولندي يوهانس فيرمير، ورسومات مايكل أنجلو على سقف كنيسة سيستينا في الفاتيكان، وغيرها من الرموز والاختيارات المونتاجية، التي تبطئ اللقطات في زمن عابر، أو زمن محدود، واللقطات الواسعة والضيقة».

يأتي ذلك تأكيداً على انفتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي»، ومراهنته على مكانته المرتقبة في قائمة المهرجانات العالمية، وترحيبه دائماً بكل القضايا المشروعة.

ونَيل «أغنية سيما» و«السادسة صباحاً» وغيرهما من أفلام هذه الدورة، التقدير، وتتويج «الذراري الحمر» للتونسي لطفي عاشور بجائزة «اليُسر الذهبية»، لتقديمه حادثة واقعية عن تصفية خلايا إرهابية شخصاً بريئاً... كلها دليل على أهمية صوت السينما التي أصبحت أهم وسيلة عصرية لمناصرة القضايا العادلة متى قدّمها مُنصفون.

وأظهر المهرجان الذي حمل شعار «للسينما بيت جديد» التزامه بدعم الأفلام التي تحمل قضايا إنسانية عميقة، مما يعزّز مكانته بوصفه منصةً حيويةً للأصوات المبدعة والمهمَّشة من مختلف أنحاء العالم.