ترحيب طبي حذر بنتائج عقار «ديكساميثازون»

وزير الصحة البريطاني يتحدث خلال مؤتمر صحافي بلندن (رويترز)
وزير الصحة البريطاني يتحدث خلال مؤتمر صحافي بلندن (رويترز)
TT

ترحيب طبي حذر بنتائج عقار «ديكساميثازون»

وزير الصحة البريطاني يتحدث خلال مؤتمر صحافي بلندن (رويترز)
وزير الصحة البريطاني يتحدث خلال مؤتمر صحافي بلندن (رويترز)

أشاد وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، أمس الأربعاء باستخدام عقار «ديكساميثازون» في علاج مرضى فيروس «كورونا»، معتبرا ذلك أفضل نبأ حتى الآن فيما يتعلق بمواجهة التفشي.
وأظهرت التجارب السريرية التي أُعلنت الثلاثاء أن ديكساميثازون، الذي يُستخدم كمضاد للالتهاب في أمراض أخرى مثل التهاب المفاصل، خفض معدل الوفيات بنحو الثلث بين أسوأ الحالات لمرضى «كوفيد - 19» ممن أُدخلوا المستشفيات. وقال هانكوك لشبكة «سكاي نيوز»: «إنه يزيد بالفعل فرص الشفاء بصورة كبيرة للغاية... إنه أحد أفضل الأنباء التي وردت إلينا خلال هذه الأزمة برمتها». وأضاف أن متوسط الأشخاص الذين يمكن للشخص المصاب أن ينقل لهم العدوى أقل من واحد في جميع المناطق، لكنه لم يوضح ما إذا كان يتحدث عن إنجلترا أو المملكة المتحدة بأكملها، كما نقلت عنه وكالة «رويترز».
وحظي هذا الاختراق العلمي البريطاني باهتمام عالمي، خاصة بعد إشادة منظمة الصحة العالمية بفوائد العقار. وقال مدير عام المنظمة، أدهانوم تيدروس غيبرييسوس، في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، إن «هذا أول علاج يظهر خفضا في وفاة مرضى (كوفيد - 19) الذين تتطلب حالتهم الأكسجين أو دعم جهاز التنفس الصناعي»، وتابع: «نتطلع قدما إلى تحليل البيانات الكاملة في الأيام القادمة». وأضاف غيبريسوس في بيان: «هذا نبأ سارّ، وأهنّئ الحكومة البريطانية وجامعة أكسفورد والمستشفيات العديدة والمرضى الكثر في المملكة المتحدة الذين ساهموا في هذا الاختراق العلمي المنقذ للأرواح».
وفي الولايات المتحدة، أثارت فاعلية العقار شكوك الأطباء الأميركيين بقدر ما أثارت تفاؤلهم. وقالوا إن سحب دراسة مؤثرة عن المرض الناجم عن فيروس «كورونا» في الآونة الأخيرة جعلهم يريدون الاطلاع على مزيد من البيانات، في إشارة إلى الجدل الذي أثارته الدراسات المتعلقة بعقار «هيدروكسي كلوروكين». وأدّت الضغوط الدولية من أجل التوصل إلى علاج أو لقاح إلى تسريع نشر نتائج الدراسات التي تُجرى على الفيروس مما يثير الارتباك بشأن ما إذا كانت هذه العلاجات قد ثبُتت فاعليتها. وسحبت دورية لانسيت الطبية البريطانية المرموقة دراسة مؤثرة عن المرض هذا الشهر لأسباب تتعلق بالبيانات.
وقال باحثون في بريطانيا إن عقار ديكساميثازون، المستخدم في علاج الالتهابات الناجمة عن أمراض أخرى، خفض معدل الوفيات بين مرضى الحالات الحرجة من «كوفيد - 19» بنحو الثلث وأنهم سيعملون على نشر التفاصيل الكاملة في أقرب وقت. لكن بعد بضع ساعات، حذر أكبر مسؤول طبي في كوريا الجنوبية من استخدام هذا الدواء في علاج حالات «كوفيد - 19» بسبب أعراض جانبية محتملة، وفق «رويترز». وقالت الطبيبة كاثرين هيبرت، مديرة وحدة الرعاية المركزة في المستشفى العام في ماساتشوستس التابع لجامعة هارفارد: «لُدغنا من قبل، ليس فقط أثناء جائحة فيروس (كورونا) المستجد ولكن من قبلها، من نتائج مثيرة اتضح أنها غير مقنعة عندما اطلعنا على بياناتها». وأضافت هيبرت أن نشر البيانات قد يساعدها على تقييم النتائج وتحديد المرضى الذين يمكن أن يحققوا أعلى استفادة من الدواء, وتابعت: «آمل بشدة أن يكون ذلك حقيقيا لأنها ستكون خطوة كبيرة للأمام في قدرتنا على مساعدة المرضى»، لكنها أضافت أنها لن تغير الممارسات العلاجية في هذه المرحلة.
بدوره، حذّر الطبيب توماس مكجين نائب كبير الأطباء في نورثويل هيلث، أكبر منظومة للرعاية الصحية في نيويورك، من أن الأدوية من عائلة «الستيرويد» يمكن أن تثبط الجهاز المناعي. وقال لـ«رويترز» إن «الأطباء يستخدمون الستيرويدات على حسب كل حالة على حدة». وأضاف «يجب أن نرى كيف ستبدو الدراسة (في آخر الأمر) بالنظر إلى نمط السحب (الدراسات) السائد حاليا... أنتظر رؤية البيانات الحقيقية وما إذا كانت ستخضع لمراجعة النظراء وتجد طريقها للنشر في دورية حقيقية». وحثّ الطبيب مارك ورفيل، الأستاذ بجامعة واشنطن الباحثين على عرض البيانات قبل النشر الرسمي. وقال: «سيكون ذلك مفيدا للغاية في مساعدتنا على مقارنة مرضانا بمرضاهم، وتحديد ما إذا كان الدواء ملائما لاستخدامه على المرضى».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.