كراكاس تعلن «الوسيط الغامض» مندوباً رسمياً لحكومتها

الخطوة ترفع منسوب المواجهة مع أميركا بعد اعتقاله في الرأس الأخضر

TT

كراكاس تعلن «الوسيط الغامض» مندوباً رسمياً لحكومتها

رفع النظام الحاكم في فنزويلا منسوب المواجهة المفتوحة مع الولايات المتحدة بإعلانه أمس، أن رجل الأعمال الكولومبي أليكس صعب الذي اعتُقل يوم الجمعة الماضي، في الرأس الأخضر الذي طلبت واشنطن تسليمه إليها، هو مندوب رسمي للحكومة الفنزويلية يتمتّع بالحصانة الدبلوماسية. وتقول مصادر المعارضة الفنزويلية إن إلقاء القبض على صعب، الذي يحمل الجنسية الفنزويلية منذ سنوات، يشكّل ضربة للنظام قد تكون في هذه المرحلة أقسى من الحصار الدبلوماسي والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليه.
وكانت شرطة الرأس الأخضر قد اعتقلت صعب بعد أن حطّت طائرته الخاصة في أحد مطارات الأرخبيل الأطلسي للتزوّد بالوقود وهي في طريقها إلى طهران، وذلك تنفيذاً للإنذار الأحمر الذي كان قد صدر قبل ساعات عن منظمة «إنتربول». وقد أظهرت ردّة فعل الحكومة الفنزويلية على اعتقاله مدى أهميّة الدور الذي يلعبه بالنسبة للنظام، إذ أعلن وزير الخارجية الفنزويلي خورخي آريازا أن الاعتقال هو «تدبير تعسفي ضد مندوب رسمي للحكومة وصل إلى الرأس الأخضر في طريقه نحو مهمة رسمية لشراء مواد غذائية وأدوية ومستلزمات طبّية وإنسانية لمواجهة أزمة (كوفيد - 19) بعد القيود والعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على فنزويلا».
ومن الدلائل الأخرى على الأهمية التي يوليها نظام الرئيس مادورو على اعتقال صعب واحتمال تسليمه إلى الولايات المتحدة، حيث يلاحقه القضاء بتهمة غسل الأموال، أن حكومات عدة حليفة للنظام الفنزويلي مثل روسيا وتركيا وكوبا والصين سارعت إلى المطالبة بالإفراج عنه. وكانت الإدارة الأميركية قد صنفته عميلاً لنظام مادورو منتصف العام الماضي وأعلنت حجز أملاكه وودائعه المصرفية ثم وسعت التدبير ليشمل أفراد عائلته. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، قررت السلطات الإيطالية حجز ودائع مصرفية بملايين الدولارات يملكها صعب، بعد أن أدرجت واشنطن اسمه على «لائحة كلينتون» التي تضم الذين يلاحقهم القضاء الأميركي بتهم غسل الأموال والتعامل مع تنظيمات إرهابية. وهو مطلوب أيضاً منذ عام 2018 من السلطات الكولومبية التي صادرت له ممتلكات بقيمة 9 ملايين دولار في مسقط رأسه بمدينة «بارانكيا».
وعلق زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو الذي تعترف به أكثر من 50 دولة رئيساً بالوكالة للبلاد على اعتقال صعب بقوله إنه نتيجة الضغوط التي تمارس لإجبار مادورو على مغادرة السلطة وفتح الطريق أمام الانتقال السياسي في فنزويلا. وتجدر الإشارة إلى أن غوايدو كان قد اتهم صعب أواخر العام الماضي بالوقوف وراء رشوة بعض النواب الذين انشقوا عن المعارضة لتأييد مرشح النظام لرئاسة مجلس النواب.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.