أوروبا: اجتماعات برلمانية ودورية في العالم الافتراضي

أوروبا: اجتماعات برلمانية ودورية  في العالم الافتراضي
TT

أوروبا: اجتماعات برلمانية ودورية في العالم الافتراضي

أوروبا: اجتماعات برلمانية ودورية  في العالم الافتراضي

مؤسسات كثيرة تشجّع موظفيها منذ سنوات على العمل من المنازل وتقدّم لهم المحفّزات وتمدّهم بالوسائل التقنية اللازمة بعد أن تبيّنت منافع هذا الأسلوب على صعيد خفض التكاليف وزيادة الإنتاجية، ولأنه في حالات كثيرة أيضاً يناسب الموظّف لأسباب وظروف شخصية.
لكن جائحة «كوفيد 19» كغيرها من الأزمات أو الحروب والكوارث الطبيعية التي تساهم بتسريع التغييرات أو إحداثها في النشاط البشري، جعلت من هذا الأسلوب أداة أساسية لمعالجة الأزمة ومواجهتها على جميع المستويات الصحية والاقتصادية والمهنية، ومهّدت لتطويره وترسيخه كأحد المعالم الرئيسية للحياة بعد «كورونا» .
المؤسسات الأوروبية، من المفوضية إلى المجلس والبرلمان والمصرف المركزي، حوّلت جلساتها واجتماعاتها، بما فيها لقاءات القمّة، إلى الصيغة الافتراضية، فيما كان معظم موظفيها يواصلون أعمالهم من المنازل. وأتاحت بعض المنصّات الافتراضية المتطورة مواصلة تقديم خدمات الترجمة الفورية التي تشكّل إحدى الركائز الأساسية لعمل المؤسسات الأوروبية .
في جنيف اعتمدت الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة التي تتخذ من المدينة السويسرية مقرّا لها المنصات الافتراضية لمواصلة أعمالها واجتماعاتها، وعقدت منظمة الصحة العالمية جمعيتها السنوية التي تشارك فيها 198 دولة للمرة الأولى بالصيغة الافتراضية، فيما كانت المدارس والجامعات تواصل نشاطها عن بعد عبر الوسائل الإلكترونية، وموظّفو القطاع المصرفي وشركات التأمين يتابعون أعمالهم من دون انقطاع من المنازل. وفي أواخر أبريل (نيسان) الماضي أعلنت الحكومة الفيدرالية عن خطة تمتدّ حتى نهاية السنة الجارية لتأهيل موظفي القطاع العام على استخدام المنصات الافتراضية للعمل من المنازل .
وفي إيطاليا التي كانت أولى الدول الأوروبية التي فرضت إجراءات العزل التام بدأت الشركات في مقاطعات الشمال تطلب من موظفيها العمل من المنزل منذ منتصف مارس وزوّدتهم بالمعدات والتجهيزات اللازمة. وفي إسبانيا كانت شركات الاتصالات والمصارف هي السبّاقة في هذا المجال، كما بدأت بعض المستشفيات والعيادات الطبية بخدمة الطبابة عبر الهاتف أو الفيديو، بينما في آيرلندا طلبت شركة «غوغل» من موظفيها الذين يزيد عددهم على 8 آلاف العمل من المنازل وحذت حذوها شركة «تويتر» التي قدّمت تسهيلات ومساعدات لموظفيها الذين يعيشون وحدهم، أو أولئك الذين يضطرون للعناية بأطفالهم بعد إقفال المدارس .
وتفيد دراسة وضعتها المفوضية الأوروبية حول هذه الظاهرة أن نسبة العاملين من المنزل في معظم بلدان الاتحاد الأوروبي كانت تتراوح بين 4 في المائة و9 في المائة قبل جائحة «كوفيد 19»، وتتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 22 في المائة في بعض البلدان بعد نهاية الوباء. وتشدّد الدراسة على ضرورة أن تسرع الدول الأعضاء إلى وضع تشريعات تنظّم هذا القطاع بالتعاون الوثيق مع النقابات العمالية والهيئات المهنية.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.