«دكاني» لتسويق الفن اللبناني عالمياً

مبادرة شبابية أطلقها مغتربون في لندن لدعم المواهب الشابة

«دكاني» لتسويق الفن اللبناني عالمياً
TT

«دكاني» لتسويق الفن اللبناني عالمياً

«دكاني» لتسويق الفن اللبناني عالمياً

لم تعد عطلة نهاية الأسبوع بالنسبة لمجموعة من الشباب اللبنانيين المقيمين في لندن، موعداً للاستراحة أو النزهة، وإنّما مكرّسة لتوضيب الأعمال الفنية التي جلبوها من لبنان وإيصالها في أبهى حلّة، إلى من طلبها على موقع «دكاني». هذا الموقع الذي أُطلق قبل مدة قصيرة، وعليه باتت تعرض نسخ لأعمال فنانين لبنانيين، وتذكارات ازدانت بهذه الأعمال، ويتكفل متطوعون بتوزيعها على الشراة، أريد منه أن يتحول إلى منصة لإطلاق المواهب الإبداعية الشابة المقيمة في لبنان، والتّعريف بها ليس فقط في بريطانيا، بل في العالم أجمع.
مشروع بدأ صغيراً ومتواضعاً، لكنّ طموح المتطوعين هو أن يصبح لهم في كل مدينة في العالم ممثل يستطيع أن يقوم بالمهمة. وتقول مايا حدرج (30 عاماً) تعمل في بريطانيا منذ 5 سنوات، إنّ جلّ وقتها بعد العمل وفي أيام العطلة، يذهب إلى هذا المشروع، الذي ترى في نموه وتطوره سعادة لا توصف.
وللأسبوع الثاني على التوالي، اجتمعت مايا مع زملائها المتطوعين الآخرين، يومي السبت والأحد الماضيين، وعكفوا على التوضيب وتوزيع المهمات. «في الأسبوع الأول قررنا أن نوصل الأعمال باليد، كي نبني علاقة مع من يشتري. فالأمر يتعدى البيع إلى بناء روابط بأناس معنيين بما نقوم به. لكنّنا بعد ذلك، شعرنا أنّ المسافات التي نقطعها طويلة، والمهمة شاقة، فقررنا الاستعانة بالبريد»؛ تقول مايا. المتطوعون التقوا قبل أسبوعين للمرة الأولى. كان كل التنسيق يجري عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الرغبة في فعل أي شيء يدعم وطنهم في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها هي التي تجمعهم وتقربهم. بجهودهم باعوا نحو 120 عملاً وتذكاراً. هي أعمال مطبوعة على بوسترات، أو على بطاقات بريدية، وعلى وسائد... وأشياء أخرى. المجموعة الأولى الموجودة حالياً كلها من وحي «ثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول)»، لكنّها مجرد بداية.
الفكرة ولدت حين كانت مايا حدرج في بيروت، في عطلة رأس السنة، ورأت في منطقة الجميزة، معرض «بوب آند هوب» الذي خصصته شركة «ماتيس آند إيفانت» لأعمال فنية رافقت الثورة وعبرت عنها، يعود ريعه لفنانين وجمعيات خيرية... «من هنا جاءت الفكرة»؛ ساعدت هذه الشركة المنظمة مايا «للتعرف بفنانين، ومن ثم طُبعت الأعمال في بيروت، كمساهمة صغيرة في دعم الاقتصاد قبل أن تنقل إلى لندن. هذا النقل أيضاً كان فعل تطوع من أحد المسافرين، الذي حمل الأعمال في حقيبته لتوفير تكلفة الشحن». تشرح مايا «لا يمكن لي وحدي أن أفعل الكثير في هذا المشروع. فأنا مشغولة بعملي الذي يستغرق نهاري كله، نحن نعمل فريقاً متكاملاً، كل يسهم بقدر ما تسمح به ظروفه، والوقت المتبقي من يومه». كان يفترض أن تعرض الأعمال التي نقلت إلى لندن في «عيد الأم»، يومي 21 و22 مارس (آذار) الماضي، في إحدى صالات العاصمة البريطانية، تحت اسم «أم الثورة»، ليتعرف الجمهور العريض عليها. لكن ما طرأ بعد «كورونا» من حجر، حال دون ذلك، وأخّر إطلاق الموقع والمشروع برمته.
على هامش المعرض الذي ألغي، كان يفترض أن تنظم ندوات وحوارات ولقاءات يشارك فيها ثوار من لبنان والعراق وتشيلي ودول عرفت حركات احتجاجية، للتعرف على التجارب الأخرى. أما وإنّ الرياح ذهبت إلى غير ما تشتهي السفن، فقد ارتأى الشباب ابتكار منصة تعرض عليها الأعمال، وهكذا كان. ومن هنا كان الموقع وصفحة «إنستغرام» التي تحمل اسم «دكاني».
التشبيك مع الاغتراب اللبناني هو ما يعول عليه هؤلاء المتطوعون الذين يعملون في اختصاصات مختلفة. فقد تمكنوا من التعاون مع أشخاص يعملون في مجال التسويق، وآخرين لديهم منصة إلكترونية لبيع المنتجات اللبنانية للمغتربين منذ 20 سنة، أفادوهم من تجربتهم. تواصلوا مع مغتربين من فنانين، ومصممين تكنولوجيين، ومروجين. كل من طلبت منه المعونة لم يتأخر. منذ انطلقت الثورة وكثير من المغتربين اللبنانيين يعيشون في حال غليان، الانهيار الاقتصادي الذي جاء بعد ذلك، وما أضافته «كورونا» من تحديات، جعلهم يشعرون بضرورة التحرك أكثر من أي وقت مضى، لمساعدة أهلهم في لبنان.
الأعمال لم توزع في لندن فقط، منها ما أرسل إلى مدن بريطانية خارج العاصمة، ومنها ما ذهب إلى فرنسا وأميركا. لكن هذا مكلف. لذلك العمل جار على قدم وساق لإيجاد لبنانيين مستعدين لتسلم الأعمال الفنية وتوزيعها في كل مدينة في العالم. تشرح مايا بحماسة وتأثر: «الجميل في الأمر هو أنّنا نعثر عليهم بالفعل، وجميعهم يسعدون بالفكرة، ويريدون فعل شيء لمساعدة بلادهم. ثمة شعور كبير بالتضامن والقلق والمسؤولية».
بعد 4 أسابيع من الآن، ستكون على موقع «دكاني» مجموعة أخرى جديدة. هذه المرة لن تكون محدودة في إبداعات مستوحاة من الثورة. يتوجب توسيع دائرة المهتمين بالفن اللبناني، الذي يحمل أيضاً معاني إنسانية تعني كل الناس، أياً كانت جنسياتهم. ولن تبقى الأعمال المعروضة مجرد نسخ. هذه كانت التجربة الأولى، المجموعات في المستقبل، يفترض أن تحوي لوحات أصلية لفنانين موهوبين شباب بأسعار مقبولة جداً، لمحبي اقتناء الأعمال التشكيلية. هذا هو الهدف الأساسي للمنصة؛ أن تكون همزة وصل بين الجيل الفني الصاعد من رسامين ومصورين ونحاتين ومصممين، وجمهور الناس حول العالم.
أما المغتربون المتطوعون في «دكاني» فمهمتهم الرئيسية التي يحملونها بشغف هي التعريف بمبدعي بلادهم، من خلال أعمالهم ونتاجاتهم، وتأمين مردودها لهؤلاء الفنانين الذين يعانون ظروفاً صعبة، وتشجيعهم على الصمود، وكذلك تخصيص جزء من العائدات لجمعيات خيرية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.