«الجيش الليبي» يؤكد صمود قواته وإحباط هجوم لـ«المرتزقة»

«الجيش الليبي» يؤكد صمود قواته وإحباط هجوم لـ«المرتزقة»
TT

«الجيش الليبي» يؤكد صمود قواته وإحباط هجوم لـ«المرتزقة»

«الجيش الليبي» يؤكد صمود قواته وإحباط هجوم لـ«المرتزقة»

نفت قيادة القوات الأميركية العاملة في أفريقيا «أفريكوم» وجود ترتيبات لعقد اجتماع وشيك مع القائد العام للجيش «الوطني الليبي»، بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي أعلنت قواته أنها لا تزال صامدة في مواجهة الهجوم المستمر، الذي تشنه القوات الموالية لحكومة «الوفاق»، برئاسة فائز السراج في العاصمة طرابلس وانها أحبطت هجوما {للمرتزقة{ المدعومة من تركيا. وقال متحدث باسم «أفريكوم» لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا يوجد أي اجتماع مبرمج بين وفد من قيادة الجيش الأميركي في أفريقيا والمشير حفتر»، وذلك على خلفية الاتهامات التي وجهتها «أفريكوم» مؤخرا لروسيا بنشر طائرات مقاتلة، استقدمتها من سوريا لدعم «الجيش الوطني». وامتنع الناطق باسم «أفريكوم» عن التعليق على أي تفاصيل تتعلق بالنشاط العسكري التركي في ليبيا.
في المقابل، صعدت موسكو لهجتها في انتقاد التدخلات الخارجية في ليبيا، إذ حذرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، من تدهور أسوأ على صعيد المواجهات، وقالت إن «نظام وقف النار تم تقويضه نهائيا». مبرزة أن «ميزان القوى» على الأرض تغير في ليبيا بسبب المساعدة الخارجية لأطراف النزاع. وأضافت زاخاروفا في إيجاز صحافي، أمس، «أنه ليس مجرد وضع صعب في ليبيا، فالوضع آخذ في التدهور. إنه تدهور للوضع السياسي والعسكري، والهدنة التي تم الاتفاق عليها في شهر يناير (كانون الثاني) تم تقويضها بصورة كاملة. لقد استؤنفت العمليات العسكرية». لافتة إلى أن «الوضع يختلف اليوم على الأرض اختلافا كبيرا. وبسبب المساعدات الخارجية لأطراف النزاع أصبحنا نشهد تغيرا واسعا في ميزان القوى على الأرض».
وشكلت هذه أول إشارة إدانة روسية إلى التحركات التركية في ليبيا، وقيام أنقرة بزج أسلحة ومقاتلين على نطاق واسع خلال الفترة الأخيرة، إذ كانت موسكو تتجنب في وقت سابق توجيه انتقادات بهذا الشأن إلى الجانب التركي. كما لفتت زاخاروفا إلى أن إطالة أمد الأزمة في ليبيا «تهدد شعبها الذي عانى طويلا بعواقب وخيمة»، ودعت المجتمع الدولي إلى ضرورة أن «يبذل قصارى جهده لمساعدة الليبيين على التغلب على هذا الوضع، وحل هذه الأزمة وإنهاء الصراع». وشددت الدبلوماسية الروسية على أن بلادها على اتصال مع جميع أطراف الصراع، «وستصر على التوصل إلى تسوية مقبولة بالوسائل الدبلوماسية»، إضافة إلى تمسكها بـ«ضرورة الامتثال للقرارات الدولية المعتمدة سابقا بشأن التسوية الليبية».
وأضافت زاخاروفا أن «الجانب الروسي مستمر في اتصالاته مع جميع الأطراف الليبية المنخرطة في النزاع، وفي التأكيد على عدم وجود آفاق وإمكانية للحل العسكري، وأنه لا بديل للتسوية السياسية، وضرورة الامتثال الصارم للقرارات المتعلقة بالقضايا الليبية، التي تم اتخاذها».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أكد قبل يومين في مكالمة هاتفية مع رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، «عدم جدوى أي محاولات لحل الأزمة الليبية بالطرق العسكرية».
وأعلنت الخارجية الروسية في ختام الاتصال أن الطرفين «تبادلا الآراء حول الوضع الراهن في ليبيا في ظروف مواصلة المواجهة العسكرية بين المعسكرين العسكريين السياسيين الشرقي والغربي» في البلاد. وأشارت في بيان إلى أن «كلا الجانبين شدد على عدم جدوى محاولات حل الأزمة عسكريا، وضرورة عدم الإبطاء في إطلاق حوار بناء بمشاركة جميع القوى السياسية الليبية». كما ناقش الطرفان، «عددا من الجوانب الدولية للتسوية الليبية»، بما في ذلك آفاق تطبيق قرارات مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا، والقرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي من أجل تثبيتها.
ميدانيا، خفت نسبيا حدة الاشتباكات، أمس، في العاصمة طرابلس، خاصة في الضواحي الجنوبية، بعد مواجهات جرت مساء أول من أمس بين قوات «الوفاق» و«الجيش الوطني» في محاور المطار الدولي القديم المغلق، والكازيرما وعين زارة.
وقال اللواء التاسع بالجيش الوطني إن وحداته أحطبت هجوما للميليشيات المدعومة بالمرتزقة السوريين الموالين لتركيا، وكبدتهم ما وصفه بخسائر فادحة في الأرواح والعتاد. مشيراً إلى أنه قصف مخزنا للذخيرة بمعسكر الرحبة تاجوراء. فيما نفى قائد في «الجيش الوطني» مجددا تراجع قواته في محاور القتال جنوب العاصمة، رغم استمرار تحشيد الميلشيات هناك.
إلى ذلك، أبرم فائز السراج، رئيس حكومة «الوفاق»، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية لوقف تدفق المهاجرين إلى شواطئ أوروبا، مع رئيس حكومة مالطا روبرت أبيلا، الذي أنهى مساء أول من أمس، زيارة مفاجئة للعاصمة طرابلس دامت بضع ساعات.
ولم يكشف السراج أي تفاصيل تتعلق بهذه المذكرة. لكنه أشار إلى اتفاق الطرفين على الإسراع بخطوات تفعيل اتفاقيات التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. ونقل عن رئيس الحكومة المالطية دعم بلاده لحكومة السراج، وتأكيدها «بأنه لا حل عسكريا للأزمة الليبية، ولا بديل عن العودة لمسار الحل السياسي».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.