انتقادات لوزير جزائري لعدم احترامه شروط التباعد

الحكومة تعتزم رفع الحظر تدريجياً بداية الشهر المقبل

وزير التجارة الجزائري، كمال رزيق،
وزير التجارة الجزائري، كمال رزيق،
TT

انتقادات لوزير جزائري لعدم احترامه شروط التباعد

وزير التجارة الجزائري، كمال رزيق،
وزير التجارة الجزائري، كمال رزيق،

يواجه وزير التجارة الجزائري، كمال رزيق، انتقاداً شديداً بسبب خرقه قواعد الوقاية من «كوفيد19»، وذلك بظهوره يوم العيد مع مجموعة من الأشخاص بحي يتحدر منه جنوب العاصمة.
في غضون ذلك، لمّحت الحكومة إلى العودة للحياة العادية تدريجياً، بدءاً من 1 يونيو (حزيران) المقبل، وشرعت في فرض غرامات ضد من ضبطته الشرطة غير مرتدٍ القناع.
ونشر رزيق على حسابه في «تويتر» 3 صور له برفقة أشخاص عدة؛ من بينهم أطفال، بمدينة بوفاريك، وهي إحدى بؤر الوباء، وكتب تحتها: «تشرفت اليوم بزيارة أعرق حي بمدينة بوفاريك» وذلك بغرض تقديم التهاني. ولفت في الصور التصاق الوزير بأبناء الحي، وقد كانوا يرتدون أقنعة. ولقيت الصور انتقاداً شديداً من طرف متابعي نشاط كمال رزيق، إذ عابوا عليه، بصفته عضواً في الحكومة، «نصح المواطنين باحترام التباعد الجسدي، بينما يفعل هو العكس». واشتهر وزير التجارة بعدم التقيد بتدابير الوقاية خلال زياراته المكثفة الفجائية إلى أسواق الأحياء الشعبية والفضاءات التجارية، خلال شهر رمضان. وكان في كل مرّة يثير ملاسنة مع التجار، ويطلب منهم تخفيض الأسعار.
وفي سياق متصل، بدأت الشرطة يوم العيد فرض غرامة على أشخاص ضبطتهم في الشوارع من دون كمامات. وتتراوح الغرامة، حسب مرسوم تنفيذي يتعلق بالوقاية من فيروس «كورونا» صدر نهاية الشهر الماضي، بين 10 آلاف و20 ألف دينار جزائري (ما بين 40 و80 دولاراً أميركياً)، مع إمكانية حبس صاحب المخالفة لمدة 3 أيام. وتعهد وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد، منذ أسبوع، بتوفير نصف مليون كمامة يومياً تعطى مجاناً للمواطنين. وقد اشتكى كثيرون من عدم تسلمها، كما أنها غير متوفرة في أغلبية الصيدليات، ويعرضها بعض المحال التجارية بأسعار مرتفعة، وهي مصنوعة في البيوت.
وأكد بن بوزيد، في تصريحات لصحافيين، أن الحكومة أعدّت خطة لتخفيف الحجر الصحي، لكن لن تبدأ بتطبيقها إلا في حال انخفض عدد الإصابات اليومية بالعدوى إلى حدود 50. بينما المعدّل حالياً هو 170، وتستمر هذه الحالة منذ شهر تقريباً. ويقترب عدد الإصابات شيئاً فشيئاً من 10 آلاف، وفاقت الوفيات حاجز الـ600. وذكر بن بوزيد أن ارتداء الكمامات شرط ضروري للعودة إلى الحياة العادية. وأفادت مصادر من وزارة الصحة بأن بن بوزيد اقترح على رئيس الوزراء عبد العزيز جراد، أن يكون 1 يونيو المقبل بداية لرفع الحجر.
وتحضيراً لموسم الاصطياف، صرّح مستشار وزير السياحة، لوكالة الأنباء الجزائرية، أمس، بأن «لجنة فنية» بالوزارة أعدّت بروتوكولاً صحياً لـ«حماية صحة المواطنين وتفادي انتشار فيروس (كورونا)، خلال عطلة الصيف، يتضمن قواعد احترازية وقائية، موجهة للمؤسسات الفندقية والوكالات السياحية ولكل المتعاملين الآخرين، في مجال الخدمات السياحية، تحسباً لمرحلة ما بعد رفع الحجر الصحي وإعادة بعث النشاط السياحي في ظروف صحية آمنة». ومن بين أهداف المشروع، حسب المسؤول الحكومي، «تشجيع السائح الجزائري على قضاء فترة الصيف في بلاده، دون خوف من الإصابة بالوباء».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».