«كورونا» يعلّق طقوس العيد السعودية ويفرض التباعد ويمنع التجول

الجهات الأمنية بمحافظة جدة تقوم بمسح داخل الأحياء تطبيقاً لأمر منع التجول (واس)
الجهات الأمنية بمحافظة جدة تقوم بمسح داخل الأحياء تطبيقاً لأمر منع التجول (واس)
TT

«كورونا» يعلّق طقوس العيد السعودية ويفرض التباعد ويمنع التجول

الجهات الأمنية بمحافظة جدة تقوم بمسح داخل الأحياء تطبيقاً لأمر منع التجول (واس)
الجهات الأمنية بمحافظة جدة تقوم بمسح داخل الأحياء تطبيقاً لأمر منع التجول (واس)

فرض فيروس كورونا حالة من الجمود على شوارع السعودية، وحرمها من الحركة التي كانت دائمة الحضور في طقوس العيد. وكسر هذا الفيروس الثقيل بروتوكول الأعياد، وحوّل الزيارات العائلية إلى اجتماعات افتراضية، وقصر العيديات على تطبيقات التوصيل في ظل «التباعد الاجتماعي»، حيث قررت العديد من الأسر إقامة عيد الفطر على أضيق نطاق، يجمع أفراد الأسرة الواحدة في المنزل الواحد دون مخالفة للإجراءات الوقائية.
وبعد أن جاء الإعلان من وزارة الداخلية قبل نحو عشرة أيام عن فرض منع للتجول خلال أيام العيد لمنع تفشي الفيروس، بدأ الناس يخططون للعيد في ظل التباعد الاجتماعي الذي تفرضه جائحة عالمية. فمع هذه الإجراءات الاحترازية، يرجح أن تكون طقوس العيد لهذا العام «رقمية» عبر الاحتفال في منصات التواصل الاجتماعي، وزيارة الأقارب عبر تطبيقات الاتصال المرئي. في السعودية تتأكد الزيارات خلال العيد كونها العنصر الأساسي للاحتفال بالعيد، حيث يزدحم صباح العيد بجدول مليء بالزيارات، فيتم وضع ترتيبات وأولويات بعدد البيوت التي ستزار، وغالباً تكون بيوت الكبار من العائلة، حيث يبادر الصغير لزيارة الكبير، ولا تنتصف شمس الظهر في يوم العيد الأول إلا وغالبية الناس قد عادوا إلى بيوتهم منهكين بعد نهاية مرحلة في جدول زياراتهم، لتبدأ أكثر الأوقات هدوءاً في السعودية، وتفرغ الشوارع، بعد أن تبدأ موجة من السبات العميق في غالبية المجتمع.
عن ذلك، يقول عبد الحكيم الدريس، إن استعداداته للاحتفال بالعيد تعتمد على المكالمات الهاتفية وبرامج الاتصال المرئي وتطبيقات التوصيل، التي يأمل أن تعمل لإيصال الحلوى والعيديات للأقارب والأصدقاء دون الخروج من البيت في ظل منع التجول، واصفاً المحتفل بعيد هذا العام بأنه سيكون أشبه بموظف «كول سنتر»، حيث سيجري عشرات الاتصالات خلال فترة وجيزة لمعايدة الأقارب والأصدقاء. من جهته، يقول عبد العزيز العجلان، إنه وأسرته اتفقوا على الاحتفال على أضيق نطاق، وجمع أفراد الأسرة في البيت الواحد دون مخالفة للإجراءات الوقائية، مضيفاً أن العيد يأتي بعد شهر فضيل، ويعد من شعائر الدين، وليس لمجرد الفرح والتزاور بين الأقارب والأصدقاء وإقامة الحفلات والمناسبات.
وفي الوقت الذي سيحتفل فيه السعوديون بعيد الفطر على أضيق نطاق، تواصل وزارة الصحة عمليات المسح النشط التي ستكون مستمرة، ولن تتوقف خلال أيام العيد، حيث تستمر بمساراتها المخصصة للفحص السريع، وبإعطاء مواعيد لأخذ المسحات من الأشخاص، فيما تستمر جهود رجال الأمن بالانتشار في مختلف شوارع وأحياء البلاد لتطبيق منع التجول الكلي من اليوم السبت إلى الأربعاء المقبل.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
TT

من سيارة «ليرة» إلى «تاكسي طائرة»... هشام الحسامي شعارُه «صُنع في لبنان»

المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)
المهندس هشام الحسامي وأول طائرة تاكسي صُنعت في لبنان (حسابه الشخصي)

تكبُر أحلام الشاب اللبناني المهندس هشام الحسامي يوماً بعد يوم، فلا يتعب من اللحاق بها واقتناص الفرص ليُحقّقها. منذ نحو العام، أطلق إنجازه الأول في عالم التكنولوجيا، فقدّم سيارة «ليرة» الكهربائية العاملة بالطاقة الشمسية، لتكون المنتج النموذج لتأكيد قدرة اللبناني على الابتكار.

اليوم، يُطوّر قدراته مرّة أخرى، ويُقدّم أول تاكسي طائرة، «سكاي ليرة»، من صنع محلّي؛ تأتي ضمن سلسلة «ليرة» ومزوَّدة بـ8 محرّكات. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها أول طائرة من نوعها في العالم العربي مصنوعة محلّياً. فمعظم طائرات التاكسي في الإمارات العربية وغيرها، تُستَورد من الصين. رغبتُ من خلالها التأكيد على إبداعات اللبناني رغم الأزمات المتلاحقة، وآخرها الحرب».

يتمتّع هذا الابتكار بجميع شروط الأمان والسلامة العامة (هشام الحسامي)

أجرى الحسامي دراسات وبحوثاً ليطّلع بشكل وافٍ على كيفية ابتكار الطائرة التاكسي: «بحثتُ بدقّة وكوّنتُ فكرة كاملة عن هذا النوع من المركبات. خزّنتُ المعلومات لأطبّقها على ابتكاري المحلّي. واستطعتُ أن أقدّمها بأفضل جودة تُضاهي بمواصفاتها أي تاكسي طائرة في العالم».

صمّم ابتكاره ونفَّذه بمفرده: «موّلتها بنفسي، وهي تسير بسرعة 130 كيلومتراً في الساعة، كما تستطيع قَطْع مسافة 40 كيلومتراً من دون توقُّف».

يهدف ابتكاره إلى خلق مجال صناعي جديد في لبنان (هشام الحسامي)

لا يخاطر هشام الحسامي في إنجازه هذا، ويعدُّه آمناً مائة في المائة، مع مراعاته شروط السلامة العامة.

ويوضح: «حتى لو أُصيب أحد محرّكاتها بعطل طارئ، فإنها قادرة على إكمال طريقها مع المحرّكات الـ7 الأخرى. كما أنّ ميزتها تكمُن في قدرتها على الطيران بـ4 من هذه المحرّكات».

ولكن مَن هو المؤهَّل لقيادتها؟ يردّ: «قيادتها بسيطة وسهلة، ويستطيع أيٌّ كان القيام بهذه المَهمَّة. الأمر لا يقتصر على قبطان طائرة متخصّص، ويمكن لهذا الشخص أن يتعلّم كيفية قيادتها بدقائق».

يحاول هشام الحسامي اليوم تعزيز ابتكاره هذا بآخر يستطيع الطيران على نظام تحديد المواقع العالمي «جي بي إس»: «سيكون أكثر تطوّراً من نوع (الأوتونومايس)، فيسهُل بذلك طيرانها نحو الموقع المرغوب في التوجُّه إليه مباشرة».

صورة لطائرة تاكسي أكثر تطوّراً ينوي تصميمها (هشام الحسامي)

صمّم المهندس اللبناني الطائرة التاكسي كي تتّسع لشخص واحد. ويوضح: «إنها نموذج أولي سيطرأ عليه التطوُّر لاحقاً. إمكاناتي المادية لم تسمح بالمزيد».

من المُنتَظر أن يعقد الحسامي اجتماعاً قريباً مع وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، جورج بوشيكيان، للتشاور في إمكان الترويج لهذا الابتكار، وعمّا إذا كانت ثمة فرصة لتسييره ضمن ترتيبات معيّنة تُشرف عليها الدولة؛ علماً بأنّ الطائرة التاكسي ستُطلَق مع بداية عام 2025.

أطلق هشام الحسامي عليها تسمية «سكاي ليرة»، أسوةً بسيارة «ليرة»، وأرفقها بصورة العلم اللبناني للإشارة إلى منشئها الأصلي: «إنها صناعة لبنانية بامتياز، فكان من البديهي أن أرفقها بالعَلَم».

وهل يتوقّع إقبال اللبنانيين على استخدامها؟ يجيب: «الوضع استثنائي، ومشروعات من هذا النوع تتطلّب دراسات وتخصيصَ خطّ طيران لتُحلِّق من خلاله؛ وهو أمر يبدو تطبيقه صعباً حالياً في لبنان. نصبو إلى لفت النظر لصناعتها وبيعها لدول أخرى. بذلك نستطيع الاستثمار في المشروع، وبالتالي رَفْع مداخيلنا وأرباحنا بكوننا دولة لبنانية»، مؤكداً: «من خلال هذا الابتكار، يمكن للبنان أن ينافس نوعَها عينه الرائج في العالم. فكلفة صناعتها تتراوح بين 250 و300 ألف دولار عالمياً، أما في لبنان، وبسبب محلّية صناعتها وتجميع قطعها، فكلفتها أقل. نستطيع بيعها بأسعار لا تزيد على 150 ألف دولار».

المواد الأولية لصناعة «الطائرة التاكسي» مؤمَّنة في لبنان. وحدها القطع الإلكترونية اللازمة تُستَورد من الخارج: «بذلك يكون بمقدورنا تصدير التكنولوجيا الخاصة بنا».