«هيدروكسي كلوروكين»... شكوك في جدواه رغم تأييد ترمب

عبوات عقار هيدروكسي كلوروكين(ا.ف.ب)
عبوات عقار هيدروكسي كلوروكين(ا.ف.ب)
TT

«هيدروكسي كلوروكين»... شكوك في جدواه رغم تأييد ترمب

عبوات عقار هيدروكسي كلوروكين(ا.ف.ب)
عبوات عقار هيدروكسي كلوروكين(ا.ف.ب)

مجددا عاد الرئيس الأميركي للترويج لعقار «هيدروكسي كلوروكين»، كعلاج لتخفيف أعراض فيروس كورونا المستجد، رغم أن منظمة الصحة العالمية أكدت أكثر من مرة أنه «غير فعال»، وهو نفس الأمر الذي أكدته دراسة أميركية نشرت قبل أسبوعين بمجلة الجمعية الطبية الأميركية.
وفي تحد واضح لموقف الصحة العالمية ونتائج الدراسات العلمية، روج الرئيس الأميركي دونالد ترمب مجددا للدواء بالقول في مؤتمر صحافي أمس الاثنين، أنه يتناول عقار «هيدروكسي كلوروكين» منذ حوالي عشرة أيام، على سبيل الوقاية.
ويستخدم هيدروكسي كلوروكوين، لعلاج للملاريا منذ عام 1944. ورغم أن الملاريا مرض يسببه طفيلي ينتقل إلى البشر من خلال لدغات البعوض، على عكس مرض «كوفيد - 19» الفيروسي، فإن دراسة فرنسية استند إليها ترمب، وزعمت أنه يمكن أن يكون فعالا في تخفيف أعراض المرض، جعلته يروج لهذا الدواء لأول مرة في مؤتمر صحافي يوم 19 مارس (آذار) الماضي.
وبالتزامن مع بداية ترويج ترمب لهذا الدواء، نبه أكثر من خبير بالصحة العالمية، منهم د.أمجد الخولي خبير الوبائيات بإقليم شرق المتوسط في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط»، لحقيقة أن التقديرات العالمية تشير إلى شفاء 80 في المائة من المصابين بالفيروس بدون علاج، وهو ما يشكك في فاعلية بعض النتائج التي تجرى حول أدوية يتم الترويج لها على أنها تخفف أعراض الفيروس.
ولم تجب الدراسة الفرنسية التي استند إليها ترمب على سؤال يحمله تعليق الخولي، وهو: هل لعب الدواء دورا في الشفاء أم أن حالة المرضى كانت تتجه للتحسن بدونه، إذ ينبغي أن تفرق الدراسات الدوائية بشكل واضح بين حالات كان العلاج فعالا في تخفيف أعراضها، وحالات أخرى كانت تتجه نحو الشفاء، حتى بدون تناول العلاج.
وأجريت هذه الدراسة الفرنسية على 20 مريضا، ونشرت نتائجها في 20 مارس الماضي بدورية الجمعية الدولية للعلاج الكيميائي لمضادات الميكروبات، غير أن الجمعية نفسها شككت في وقت لاحق بمصداقية هذه الدراسة، وقالت في بيان بأنها «لا تلبي المعايير الخاصة بالجمعية».
والحل الوحيد للإجابة على هذا السؤال الذي تجنبت الدراسة الفرنسة الإجابة عليه هو إجراء دراسات تتضمن تجارب يشارك فيها مجموعتان، تمنح إحداهما العلاج المراد تجربته، والأخرى تمنح علاجا وهميا لا يتضمن المادة الفعالة، وهذا هو المعيار الذهبي للتجارب السريرية، الذي يجعل الباحثين يتأكدون من أن التحسن الذي يحدث في حالة المريض، يرجع إلى المادة الفعالة في الدواء، وليس بسبب جوانب نفسية.
وجاءت الدراسة الأميركية الحديثة التي نشرت قبل أسبوعين في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، واعتمدت هذا النهج، لتؤكد أن هذا الدواء المستخدم في الأصل لعلاج الملاريا غير فعال في تخفيف أعراض فيروس كورونا المستجد.
وخلال الدراسة قام باحثون من جامعة ألباني الأميركية بفحص 1438 مريضاً مصاباً بالفيروس تم إدخالهم إلى 25 مستشفى في نيويورك، وكان معدل الوفيات للمرضى الذين تناولوا «هيدروكسي كلوروكين» مشابهاً لأولئك الذين تناولوا دواء وهميا، وكان معدل الوفيات بالنسبة لأولئك الذين يتناولون «هيدروكسي كلوروكين»، بالإضافة إلى المضاد الحيوي «أزيثروميسين» مماثلاً أيضاً.
والأخطر من ذلك، أن المرضى الذين تناولوا تركيبة الدواء كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكتة القلبية من أوليك الذين تناولوا العلاج الوهمي.


مقالات ذات صلة

بريطانيا: المعاهدة المقترحة لمواجهة الأوبئة الجديدة «غير مقبولة»

أوروبا وزير الصحة البريطاني أندرو ستيفنسون (صورة من موقع الحكومة البريطانية)

بريطانيا: المعاهدة المقترحة لمواجهة الأوبئة الجديدة «غير مقبولة»

قال وزير الصحة البريطاني أندرو ستيفنسون اليوم (الثلاثاء) إن المعاهدة المقترحة من منظمة الصحة العالمية بشأن الجاهزية لمواجهة أوبئة مستقبلية «غير مقبولة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا عامل بالقطاع الصحي يحمل جرعة من لقاح كورونا في سوريا (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: محادثات دون اتفاق حول معاهدة الأوبئة... وبريطانيا لن توقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن محادثات تستهدف صياغة ميثاق عالمي للمساعدة في مكافحة الأوبئة في المستقبل انتهت دون التوصل إلى مسودة اتفاق.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي لقاح «أسترازينيكا» المضاد لـ«كوفيد - 19» (رويترز)

هل أحيل لقاح «أسترازينيكا» المضاد لـ«كورونا» إلى التقاعد؟

أثار قرار «أسترازينيكا»، بسحب لقاحها المضاد لـ«كوفيد - 19» من جميع أنحاء العالم، بعد إنتاج أكثر من 3 مليارات جرعة منه، تساؤلات حول دلالاته وتوقيته.

محمد السيد علي (القاهرة)
أوروبا 
«أسترازينيكا» قالت إن لقاحها ربما تسبَّب في «متلازمة نقص الصفيحات الدموية» (صورة أرشيفية)

«أسترازينيكا» تسحب لقاحها لـ«أسباب تجارية»

أعلنت شركة «أسترازينيكا» البريطانية المصنّعة للأدوية، أمس (الأربعاء)، سحب لقاحها المضاد لـ«كوفيد - 19»، «فاكسيفريا»، الذي كان من أوائل اللقاحات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك لماذا سحبت شركة «أسترازينيكا» لقاح «كورونا»؟

لماذا سحبت شركة «أسترازينيكا» لقاح «كورونا»؟

بسبب الأعراض الخطيرة له

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

رذاذ أنفي لـ«هرمون الحب» يساعد في تخفيف الوحدة

الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة أكثر عرضة للإصابة بأمراض (بيكساباي)
الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة أكثر عرضة للإصابة بأمراض (بيكساباي)
TT

رذاذ أنفي لـ«هرمون الحب» يساعد في تخفيف الوحدة

الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة أكثر عرضة للإصابة بأمراض (بيكساباي)
الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة أكثر عرضة للإصابة بأمراض (بيكساباي)

الوحدة ليست مرضاً في ذاتها، ومع ذلك فقد تؤدّي إلى مشكلة صحّية. فالأشخاص الذين يشعرون بوحدة مزمنة ومستمرّة، أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب أو أمراض القلب أو الخرف.

هذه المقاربة حفّزت فريقاً بحثياً للتحقيق في كيفية مكافحة ذلك الشعور على وجه التحديد، عن طريق هرمونات معينة.

ونشر الفريق بقيادة الدكتورة جانا ليبرز من مستشفى «جامعة بون»، والأستاذ الدكتور ديرك شيل من «جامعة الرور» بألمانيا، بمشاركة باحثين من عدد آخر من الجامعات، بياناً، الجمعة، يتناول نتيجة دراسة أجروها لمكافحة الشعور بالوحدة.

الدكتورة جانا ليبرز الباحثة الرئيسية للدراسة (جامعة بون الألمانية)

فقد أُعطيت 78 امرأة ورجلاً يشعرون بالوحدة هرمون «الأوكسيتوسين»، أو ما يعرف بـ«هرمون الحب» أو «هرمون الاحتضان» بشكل رذاذ أنفي، لاختبار مدى فاعليته في علاج هذا الشعور الحاد.

و«الأوكسيتوسين» هو هرمون يُنتَج في منطقة ما تحت المهاد في الدماغ البشري، حيث يُطلَق في مجرى الدم عن طريق الغدّة النخامية، وتنتجه أجسامنا عندما نقع في الحبّ، وعندما تنتاب مشاعرنا الحماسة تجاه الشريك أو الأبناء، ولهذا السبب حصل على لقبَي «هرمون الحب» و«هرمون الاحتضان».

وأُخضع المشاركون في الدراسة لـ5 جلسات علاج جماعي أسبوعية، جرى استكمالها بتناول «الأوكسيتوسين»، في حين تلقّت المجموعة الضابطة علاجاً وهمياً.

وكشفت النتائج المنشورة في مجلة «العلاج النفسي وعلم النفس الجسدي»، عن ارتباط هذا التدخّل العلاجي بانخفاض في الشعور بالتوتّر وتحسين الشعور بالوحدة في جميع مجموعات العلاج المشارِكة في الدراسة خلال 3 أشهر من بدء العلاج.

وقالت ليبرز: «ارتبط هذا التدخّل العلاجي بانخفاض الشعور بالتوتّر وتحسين الشعور بالوحدة في جميع مجموعات العلاج، من خلال فحص المتابعة بعد 3 أشهر».

وأظهرت النتائج أنه بالمقارنة مع الدواء الوهمي، أبلغ المشاركون الذين تلقّوا «الأوكسيتوسين» عن انخفاض الشعور الحاد بالوحدة بعد الجلسات. بالإضافة إلى أنّ تناوله أدّى إلى تحسين الترابط الإيجابي بين أعضاء المجموعة.

وأضافت: «هذه ملاحظة مهمة جداً، فقد كان (الأوكسيتوسين) قادراً على تعزيز العلاقة الإيجابية مع أعضاء المجموعة الآخرين وتقليل مشاعر الوحدة الحادة منذ البداية»، مشدداً على أنه لا ينبغي النظر إليه بعدِّه «علاجاً سحرياً»، خصوصاً أنه لم تُختبر بعد تأثيراته طويلة المدى.

وربما يكون الجميع على دراية بالوحدة، وهو شعور سلبي ينشأ عندما يُنظر إلى العلاقات الاجتماعية الخاصة بالفرد على أنها غير كافية لجهة الكمية أو الجودة. ومع ذلك، إذا استمرت، فيمكن أن تترافق مع عدد من الأمراض العقلية والجسدية. «ورغم ذلك، كان ثمة نقص في التدخّلات الفعالة للحدّ من الشعور بالوحدة المزمنة لدى المتضرّرين»، وفق الدراسة.

في الختام، أوصى الباحثون بمزيد من الدراسات لتحديد طريقة التدخُّل الأمثل، فيمكن ترجمة التأثيرات الملحوظة لـ«الأوكسيتوسين» إلى فوائد طويلة المدى.


أطفال لبنان... تحية «تكريم» ومزاد خير

أعضاء لجنة التحكيم يكرّمون المميّزين (الجهة المنظِّمة)
أعضاء لجنة التحكيم يكرّمون المميّزين (الجهة المنظِّمة)
TT

أطفال لبنان... تحية «تكريم» ومزاد خير

أعضاء لجنة التحكيم يكرّمون المميّزين (الجهة المنظِّمة)
أعضاء لجنة التحكيم يكرّمون المميّزين (الجهة المنظِّمة)

اجتمعت شخصيات متنوّعة الانتماء للاحتفال بجهود مؤسّسة «تكريم» الداعمة لقضايا الإنسان. مكان اللقاء: فندق في إمارة موناكو برعاية أمير البلاد ألبير الثاني. عنوانه: «حفل الربيع السنوي» المُراد منه أن يكون «منارة للوحدة والعمل الخيري»، بوصف المنظّمين.

كان عام 2010 شاهداً على ولادة المؤسّسة الهادفة إلى إعادة تشكيل السردية المرتبطة بالعالم العربي من خلال الاعتراف بالإنجازات الاستثنائية التي حققها أفراد مميّزون. لسنوات، كرّمت 150 فائزاً في مجالات متنوّعة، فبرزت على منابرها شخصيات رائدة؛ مثل الراحلة زها حديد، وبيل غيتس، والأميرة الأردنية غيداء طلال، والرسامة والشاعرة إيتيل عدنان. وقبل أيام، التقت لجنة التحكيم والمجالس الاستشارية في مونتي كارلو لاختيار الفائزين لعام 2024.

تصف «تكريم» إسكندر صفا بأنه «رجل أعمال رؤيوي ورجل عطاء» (الجهة المنظِّمة)

شكَّل دعم الأطفال هدف الحفل النبيل ولحظته المؤثّرة. أرادت «تكريم» الإضاءة على الطفولة المقهورة بالنقص أو الإجحاف أو لا عدالة الجغرافيا. تُقدِّم الضعفاء منهم، ومَن لا يملكون الوصول إلى الرعاية الطبّية، على أشكال المعاناة الأخرى، من دون التقليل من شأنها أو الاستهانة بحجم المأساة.

يتوجّه الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم، مؤسِّس «تكريم»، إلى أمير موناكو بالقول: «تُكمل الإمارة تطلّعات (تكريم) من خلال توفير منصّة مرموقة لعرض التميّز العربي وتعزيز التبادل الثقافي». فالأمسية احتفلت بالعمل الخيري وشكّلت أيضاً فسحة تقدير للشجاعة والصمود. خلالها، كُرِّم 3 أفراد وُصِفوا بالاستثنائيين لما حقّقوه وكرّسته مساهماتهم الإنسانية. بداية مع الفنانة والباحثة الفلسطينية - الأميركية المقيمة في نيويورك سامية حلبي. أكثر من 6 عقود أمضتها في إعادة تشكيل مشهد التعبيرية التجريدية، ودمج اللغات البصرية العالمية والعربية في أعمالها. وفق المنظّمين، يؤكد تكريمها «تأثيرها العميق في عالم الفنّ وحركات العدالة الاجتماعية».

سامية حلبي دمجت اللغات البصرية العالمية والعربية في أعمالها (الجهة المنظِّمة)

تكريم آخر ناله المُبادر الإماراتي ورئيس مجلس إدارة «صدّيقي القابضة» عبد الحميد أحمد صدّيقي. تقول الجهة المُكرِّمة إنه «قاد الشركة العائلية إلى نجاح فريد من خلال رؤيته الريادية وخبرته في صناعة الساعات. وقد ضمنت قيادته مكانة شركة (أحمد صدّيقي وأولاده) بعدِّها شركة التجزئة الرائدة للساعات والمجوهرات الفاخرة في المنطقة، مع الحفاظ على تراثها من التميّز منذ عام 1950».

أما المُكرَّم إسكندر صفا، فهو «رجل أعمال رؤيوي ورجل عطاء، ترك بصمة على عدد من الصناعات والمجتمعات في العالم. فمن تحويل أحواض بناء السفن المتعثّرة إلى مؤسّسات عالمية؛ إلى التزامه بالتراث الثقافي والقضايا الخيرية، يستمر إرثه من التفاني والكرم بإلهام الأجيال».

نال المكرَّمون التنويه، وصعد ريكاردو كرم لإلقاء كلمة. بدا مصمّماً على إظهار أهمية الوحدة، وجَعْلها هدفاً سامياً من أهداف «تكريم»، أسوةً بهَمّ التقدُّم الدائم. قال: «معاً، نتّحد بالتزام مشترك بالتقدُّم للتغلُّب على العقبات التي تنتظرنا». أراد بهذا الإعلان إنهاض التصميم الجماعي على مواجهة الظلم ومناصرة المساواة، فتكون للبشر جميعاً فرصة الغد الأفضل.

عبد الحميد صدّيقي قاد الشركة العائلية إلى النجاح (الجهة المنظِّمة)

بأنامل تجيد الإبهار، عزف الفنان اللبناني - الفرنسي بشار خليفة على البيانو. أبهج الأذن بألحانه وجمَّل بموسيقاه الأمسية التي انتهت بمزاد حيّ حصد مساهمات سخيّة، نُظِّم بالتعاون مع المدير العام الدولي للمبيعات الخاصة في «كريستيز» جوليان فنسنت بروني. بتقديره القامات، وجمعه الأموال، أكد حفل «تكريم» أهمية الالتزام بخَلْق مستقبل أكثر إشراقاً وشمولاً للجميع. من تلك المعاني، وُجِّهت عائدات المزاد نحو دعم الأطفال المستضعفين في لبنان، وتزويدهم بإمكان الوصول إلى التعليم والحماية والأمل. استُلهم هذا المسعى من جهود خيرية بذلتها مؤسّستا «أسامة بيرث آند بيوند» و«سيسوبيل»، لإحداث تأثير كبير في حياة الأطفال، بغضّ النظر عن جنسيتهم، ومعالجة الأزمة الإنسانية المُلحّة التي يواجهها المستضعفون منهم.

ريكاردو كرم يؤمن بإمكان التغلُّب على العقبات (الجهة المنظِّمة)

فجمعية «سيسوبيل» المدافعة عن حقوق الأطفال ذوي الإعاقة والمعنيّة بتقديم خدمات الدعم، مع تعزيز الاعتراف المجتمعي بقيمتهم وكرامتهم؛ تأسّست عام 1976، وحصلت على جائزة «تكريم» عام 2012. التزامٌ إنساني آخر تمثّله «أسامة بيرث آند بيوند» الحاصلة على جائزة «تكريم» لعام 2022، والتي تأسّست عام 2016؛ فتُقدّم رعاية عالية المستوى للأطفال حديثي الولادة والمبتسرين من جميع الجنسيات، لا سيما وسط الاختناق الاقتصادي في لبنان، المُتسبِّب بزيادة الطلب على المساعدة الطبّية في المستشفيات الحكومية. برحيل رئيسها الدكتور روبير صاصي، تصرّ «تكريم» على أن تُشكّل فضاء لتردُّد صدى إرثه إلى الأبد. تراه مُلهماً بتعاطفه اللامحدود وتفانيه تجاه الأطفال المحرومين، وتذكره كما أحبَّ أن يُذكَر.


رشيد مشهراوي لـ«الشرق الأوسط»: حرب غزة غيّرت نظرتي إلى الغرب

رشيد مشهراوي يرى السينما تعبيراً عن مناحي الحياة (الشرق الأوسط)
رشيد مشهراوي يرى السينما تعبيراً عن مناحي الحياة (الشرق الأوسط)
TT

رشيد مشهراوي لـ«الشرق الأوسط»: حرب غزة غيّرت نظرتي إلى الغرب

رشيد مشهراوي يرى السينما تعبيراً عن مناحي الحياة (الشرق الأوسط)
رشيد مشهراوي يرى السينما تعبيراً عن مناحي الحياة (الشرق الأوسط)

أكّد المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي أنّ الحرب على غزة غيّرت نظرته إلى الغرب، واصفاً المواقف الغربية التي تتجاهل ما يحدث من قتل ودمار في القطاع، بـ«خلل في الإنسانية يستعصي علاجه»، ومؤكداً أنّ ذلك سيغيّر أولوياته وطبيعة الجمهور الذي يتوجّه إليه.

وبينما يسعى السينمائيون لكسر الحصار ورصد ما يحدث في الأرض المحتلّة من خلال الأفلام التسجيلية والوثائقية، فإنهم، وفق مشهراوي، «عجزوا عن التوصّل إلى لغة سينمائية يمكنها التعبير عما يحدث في غزة».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «السينما حلم؛ فتستطيع أن تستوعب كل شيء: التاريخ، والذاكرة، والعادات والتقاليد، واللغة، والثقافة، والحبّ، والفنّ، والحياة، لذا لن نتخلّى عنها أبداً. وإن كانوا يحتلّون أرضنا وأيامنا، فلن يستطيعوا احتلال أحلامنا».

وتابع: «يمكن للاحتلال أن يقتلنا بأسلحته المتطوّرة، لكنه لن يهزمنا، والقضية ظلّت على مدى 75 عاماً حيّة ومطروحة للنقاش، وستبقى كذلك إلى أن ينال الفلسطينيون حقوقهم».

وكان مشهراوي أعلن عن مشروع سينمائي بعنوان «السينما من المسافة صفر»، يتضمّن نحو 22 فيلماً من داخل غزة عن يوميات الناس تحت القصف. وذكر أنه سيعرض الأفلام في خيمة موازية خلال مهرجان «كان السينمائي الدولي»، ومن المقرَّر إطلاق هذه الفعالية، الثلاثاء، 20 مايو (أيار) الحالي.

مشهراوي خلال التحضير لفعالية «أفلام من المسافة صفر» في «كان» (صفحته في «فيسبوك»)

وعن معالجته القضية الفلسطينية في أفلامه، قال: «حين أصنع فيلمي، أهتمّ بالسينما نفسها، بتقنياتها، وبأن أستخدم لغة سينمائية تحترم المشاهد ويحترمها. هذا يتيح للفيلم مجالاً ليكون في أهم المحافل والمهرجانات العالمية. كونك سينمائياً وليس فلسطينياً صاحب قضية، هو ما يحسم أهمية العمل. أولاً تُحقّق معايير السينما، وبعد ذلك تُحضِر القضية عبر الموضوعات الفلسطينية».

وماذا عن معاناة السينمائيين في الداخل الفلسطيني؟ «في غزة تتضاعف المعاناة. فالسينمائيون من دون أدوات، وتحت الحرب من دون حرّية تنقُّل، ومن دون أجهزة. الوضع السياسي في فلسطين أدخل السينما في صراع أكبر».

وأوضح أنّ «السينمائيين الفلسطينيين الذين يقدّمون أعمالاً عالمية أو عربية في الغالب موجودون خارج غزة، وأنا منهم»، مضيفاً: «أنا مولود في القطاع، وأقيم الآن في الخارج. حين تقع الحرب نكفُّ عن أن نصبح سينمائيين، ونصبح مواطنين. لا فرق بين سينمائي أو طبيب أو طالب أو عاطل عن العمل، حين نتحدّث عن أكثر من 33 ألف قتيل بخلاف مَن هم تحت الأنقاض، وأكثر من مليون و200 ألف لاجئ، فلا يسعني سوى أن أشعر بخيبة تجاه الضمير الإنساني».

لقطة من أحد الأفلام المستوحاة من غزة عن شخص ينام في الكفن

وعدَّ «خيبة الأمل، ليست من أنظمة وحكومات مثل أوروبا وأميركا وإسرائيل، ولكن من الإنسانية، لأنها المسألة الوحيدة التي نتشاركها، وما دامت موجودة في مكان ما، فلا بدّ أن يكون ثمة خلل إذا كان هناك من يموت وآخرون لا يسألون. هذا سيغير فيّ أشياء كثيرة في المستقبل؛ سيغيّر نظرتي إلى أوروبا، وتحديد جمهوري الذي أحاكيه»، واصفاً ما يحدث في غزة بأنه «أكبر من أي فيلم، فنحن نعجز عن العثور على لغة سينمائية تعبّر عن ذلك، ولا نستطيع لأنها فاقت احتمال الإنسان العادي. لن أصنع فيلماً لأُقنع العالم بشيء، فإنْ لم يقتنع الغرب بالمجازر وجثث الأطفال، فلا مجال لإقناعه».

وعن دور الفعاليات السينمائية الكبرى، مثل المهرجانات، في دعم القضية الفلسطينية، قال مشهراوي: «كنت أول مَن كتب وتحدّث رافضاً إلغاء الفعاليات. فالمهرجانات، إنْ لم تكن مساحة للتعبير عن الكوارث التي تقع في العالم العربي، إذن فثمة شكّ في صدقيتها».

مشهراوي والمنتجة الفلسطينية ليالي بدر يعرضان «أفلام من المسافة صفر» (صفحته في «فيسبوك»)

وختم: «المهرجان الذي يؤجّل أو يلغي دورته أعدُّه منسحباً، وليس صاحب موقف، وليس جريئاً لأداء دوره في المواجهة. حضرت مهرجان (الجونة) ولم تكن فعاليات فلسطين فيه مجرّد ديكور، بل كانت حقيقية ومؤثّرة. وحين ألغيت مظاهر الاحتفال، مثل السجاد الأحمر والملابس، تفرّغ الناس للسينما ومشاهدة الأفلام ومناقشتها بشكل جدّي، لتعود السينما إلى أصلها بعدما تخلّصت من المظاهر الشكلية الدخيلة عليها».


أسعار حفل كاظم الساهر في مصر تصدم محبيه

الملصق الدعائي لحفل كاظم الساهر المرتقب بمصر في يونيو المقبل (حساب الساهر بموقع إكس)
الملصق الدعائي لحفل كاظم الساهر المرتقب بمصر في يونيو المقبل (حساب الساهر بموقع إكس)
TT

أسعار حفل كاظم الساهر في مصر تصدم محبيه

الملصق الدعائي لحفل كاظم الساهر المرتقب بمصر في يونيو المقبل (حساب الساهر بموقع إكس)
الملصق الدعائي لحفل كاظم الساهر المرتقب بمصر في يونيو المقبل (حساب الساهر بموقع إكس)

«سعر حفلة في متناول المستثمر الصغير»... هكذا سخر أحد محبي الفنان العراقي كاظم الساهر في مصر، مع الإعلان عن حفل له عند سفح هرم سقارة بالجيزة في 28 يونيو (حزيران) المقبل، بأسعار وصفها متابعون بأنها «مبالغ فيها».

وكان الساهر قد كتب عبر حسابه عبر موقع «إكس»، الجمعة: «أدعوكم بحرارة لحضور هذه الحفلة الكبيرة التي ستجمع أشهر أغاني الأمس واليوم! أتطلع بلهفة للقائكم في القاهرة الحبيبة».

ووفقاً للموقع الذي نشره الساهر للتسجيل في الحفل، سيقام الحفل على خشبة المسرح في هرم سقارة بالجيزة، إذ إنه أول حفل موسيقي يُقام أمام هذا الأثر التاريخي.

وتضع الشركة الخاصة المنظمة للحفل شروطاً بعدم الدخول المنفرد؛ إذ تسمح بدخول الأزواج أو المجموعات المختلطة فقط، وكتبت الشركة في الموقع: «لن يُسمح بالسلوك العنيف».

وتَنَدَّرَ متابعون عبر مواقع التواصل على أسعار حفل «قيصر الأغنية العربية»، إذ تبلغ قيمة أعلى تذكرة أكثر من 31 ألف جنيه مصري (31200)، (الدولار 46 جنيهاً)، وتقل قيمة التذكرة كلما ابتعد موقع الضيف عن المسرح، لتصل أقل قيمة للتذكرة (2400 جنيه).

ويظهر موقع حجز التذاكر حجز كل المقاعد في الصف الأول أمام المسرح، وحجز أغلب المقاعد في الصفوف الخمسة الأولى، (الأعلى سعراً)، كما جرى حجز المقاعد في الأربعة صفوف الأخيرة (الأرخص سعراً)، حتى (السبت).

صورة تظهر المقاعد المحجوزة باللون الرمادي من حفل كاظم الساهر (موقع الشركة المنظمة)

«المفاجأة الممزوجة بالصدمة» انتابت الشابة المصرية ولاء حامد التي حضرت الحفلين الأخيرين للساهر في مصر، عند علمها بالأسعار الجديدة، بعد فرحة بالإعلان عن الحفل، ثم صدمة في سعرها. تقول حامد: «منذ عامين كان أول حفل لكاظم في مصر بعد تغيُّبه 13 عاماً... ثم أعلن عن حفلين في الأسبوع نفسه، ومن حبي له حضرت له الحفلين، الأول في الساحل، والآخر في دار الأوبرا».

وتضيف حامد لـ«الشرق الأوسط»: «الحفلات السابقة كانت تبدأ من 1500 إلى 2000 جنيه، وهي أرقام معقولة، لكن 31 ألف جنيه؟!..(الدنيا اسودت في عيني)»، تصف الفتاة التي تحفظ أغاني الساهر وألبوماته وعناوينها وأسماء الشعراء والملحنين أنها لا تزال مترددة في حضور الحفل المرتقب، وتنتظر حفلاً آخر بأسعار تناسبها. وتتابع: «هل من المنطقي أن أدفع 4160 جنيهاً لأجلس في آخر صف، وبالكاد أرى نجمي المفضل؟!».

وكتب وائل دياب: «أستاذ كاظم عامل حفلة في متناول المستثمر الصغير... المشكلة كمان أن من شروط الحفلة الأزواج فقط».

وصدمت الأسعار معجبات النجم العراقي، وكتبت وفاء سالم في تعليق على صفحة باسم «محبي كاظم الساهر»: «بصراحة أنا اتصدمت»، وكتبت نيرمين سيد: «أسعار التذاكر غالية جداً جداً. كان نفسي تكون فى المعقول علشان نحضر حفلة للقيصر كاظم الساهر».

أحد التعليقات على أسعار تذاكر حفل كاظم الساهر في مصر

وكتبت هبة فارس: «الأسعار غالية أوي. أنا عارفة إنه هيبقى حفل مميز، وفي مكان مختلف، وهيبقى جو ساحر بس مش حفل بقى غير لطبقة معينة . ذيعوه على التليفزيون حتى إحنا موافقين نشوفه على القنوات».

أحد التعليقات على أسعار تذاكر حفل كاظم الساهر في مصر

ويرى الكاتب الصحافي والناقد الموسيقي مصطفى حمدي أنه حتى إن شابت أسعار حفل الساهر في مصر بعض المبالغة، فإن منظمي الحفل يستهدفون بهذه الأسعار شريحة محددة، وكذلك في مكان خاص أمام سفح هرم سقارة في الجيزة، مؤكداً في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الفئة لا يفرق معها كثيراً سعر الحفل ما دام فيها الساهر.

الناقد الفني مصطفى حمدي

ويعتقد حمدي أن كاظم الساهر يمتلك جمهوراً عريضاً في مصر، رغم أنه ليست لديه شعبية كبيرة في أوساط الشباب، موضحاً: «بالطبع إذا سألنا شاباً عشرينياً في مصر عن 5 أغنيات للساهر فلن يعرف، لكن لا يزال له جمهوره في أعمار أكبر».

وقارن البعض سعر حفل الساهر المرتقب بسعر حفله منذ عامين، عندما أقيم حفله في محافظة الإسكندرية، والذي كانت تتراوح أسعار تذاكره من 1500 جنيه وحتى 8000 جنيه، وفق وسائل إعلام مصرية، وعلق حمدي أن «حفل الساهر تنظمه شركة خاصة... بالتأكيد لو غنى في مهرجان الموسيقى العربية، فأسعار التذاكر ستكون أقل».

ويستعد الساهر لإحياء حفل غنائي في مدينة دبي بالإمارات، يوم 23 مايو (أيار) الحالي، وحفل في بيروت في 5 يوليو (تموز) المقبل، ضمن سلسلة حفلات الموسم الصيفي.


جدّة بريطانية تتسلّق جبلاً بدراجتها دعماً لغزة

الإنسانية بأبهى تجلّياتها (برس أسوشياتد البريطانية)
الإنسانية بأبهى تجلّياتها (برس أسوشياتد البريطانية)
TT

جدّة بريطانية تتسلّق جبلاً بدراجتها دعماً لغزة

الإنسانية بأبهى تجلّياتها (برس أسوشياتد البريطانية)
الإنسانية بأبهى تجلّياتها (برس أسوشياتد البريطانية)

صعدت جدّة تبلغ 82 عاماً إلى أحد أشهر جبال فرنسا لسباق الدراجات، بهدف جمع الأموال لغزة.

وذكرت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، أنّ آن جونز، من مدينة لويشام جنوب لندن، قطعت مسافة 20 كيلومتراً (12 ميلاً) فوق جبل فينتو لدعم مناشدة مؤسّسة «آموس تراست» لمصلحة القطاع المحترق.

كافحت البرد والأمطار والضباب، وهي تركب الدراجة لـ6 ساعات للوصول إلى قمّة الجبل على ارتفاع 1910 أمتار (6270 قدماً) فوق مستوى سطح البحر. الخلاصة: جمعت 13 ألف جنيه إسترليني من أجل المناشدة الخيرية.

وأعربت الجدّة لـ6 أطفال عن سرورها لإنجاز هذا العمل الرائع، متمنّية أن يغيّر ذلك من «الافتراضات» التي يتّخذها الناس عندما يرون «وجهاً قديماً».

وقالت اختصاصية العلاج النفسي والاجتماعي المتقاعدة: «كثر يصلون إلى سنّ الـ65 ويعتقدون أنّ أعمارهم تعني أنهم لا يستطيعون القيام بأشياء. رسالتي هي أنهم يستطيعون ذلك».

في البداية، استلهمت جونز الصعود إلى الجبل المعروف باسم «وحش بروفانس» خلال رحلة ركوب الدراجات في الصيف الماضي مع مدير مؤسّسة «آموس تراست» كريس روز. وقالت إنها تشعر بأنّ عليها «مسؤولية» القيام بهذا الإنجاز لمصلحة الشعب الفلسطيني.

وكتبت على صفحتها في موقع «جاست غيفينغ»: «أفضّل أن أستغلّ وقتي بهذه الطريقة، بدلاً من أن أرهق نفسي في اليأس والألم». ورافق جونز فريقٌ، من بينهم روز وميغان ويليامز من «آموس تراست» في تلك الجولة. وقالت ويليامز إنّ السيدة البالغة 82 عاماً كانت «مصدر إلهام لنا جميعاً».

وإذ أكدت جونز التي تطوّعت سابقاً في أماكن من بينها الهند ورومانيا، أنها تلقّت دعماً كبيراً من العائلة والأصدقاء والناس في غزة، أضافت: «كان هناك كثير من التبرّعات، وهذا أمر رائع. شكَّل هذا دافعاً آخر للإصرار على عدم خذلان الناس»، وهي تُخطّط الآن لمواصلة عملها التطوّعي في مدينة كاليه الفرنسية، حيث تقدّم دروساً في اللغة الإنجليزية وتساعد اللاجئين على إصلاح ملابسهم.


احتفاء بـ80 عاماً على أطول زيجة في ألمانيا

الحبّ العصيّ على العمر (د.ب.أ)
الحبّ العصيّ على العمر (د.ب.أ)
TT

احتفاء بـ80 عاماً على أطول زيجة في ألمانيا

الحبّ العصيّ على العمر (د.ب.أ)
الحبّ العصيّ على العمر (د.ب.أ)

احتفل زوجان ألمانيان - يبلغ الرجل 100 وعامين، والمرأة 98 عاماً - بعيد زواجهما الـ80. وقال الزوج غوتفريد شميلزر المقيم مع زوجته في شقّتهما ببلدة باد سوبرنهايم جنوب غربي ماينز الألمانية، إنه وقع في الحبّ «من النظرة الأولى».

وذكرت «وكالة الأنباء الألمانية» أنّ غوتفريد التقى بزوجته أورسولا لدى عمله في برلين، ثم تزوّجا في عام 1944، ما يجعلهما الزيجة الأطول عمراً في ألمانيا؛ وقد هنأتهما رئيسة الوزراء مالو دراير شخصياً.

تذكُر أورسولا: «كنت في الـ19 فقط، وكان هو في الـ22. كان قد حضر إلى برلين من رومانيا قبل ذلك بعام. كان مثابراً وأرادني بقوّة. وبعد ذلك لم يكن لدي أيّ اعتراض عليه».

من جهته، يعلّق الزوج: «رافقتها إلى القطار، وعندما ودّعتها، وجدتُني أذهب معها. ومنذ ذلك الحين كنتُ دائماً أذهب برفقتها».

يستعيد الزوجان ذكريات مليئة بالأحداث والمحطّات التي لا يزالان يتذكرانها باعتزاز حتى اليوم، فتؤكد أورسولا: «لا تزال جميعها حيّة في الذاكرة».

يُكمل الرجل حديثه: «كان لحفل زفافنا بعض العقبات، إذ لم نعثر على المستندات اللازمة لإتمام الزواج نظراً لقصف مكتب السجل المدني في برلين. عادت الخدمات الهاتفية إلى العمل، علماً أنّ المستندات قد جرى الاحتفاظ بها في جبال هارز. على الفور، قصدتُ المكان وحصلتُ عليها، وتمكنّا من الزواج في اليوم التالي».


«العمر مجرد رقم»... لماذا يرفض «المسنون» التقاعد؟

يتباهى هوارد تاكر بشهادته في موسوعة غينيس للأرقام القياسية حيث وصفه بأنه «أكبر طبيب ممارس» (سي إن إن)
يتباهى هوارد تاكر بشهادته في موسوعة غينيس للأرقام القياسية حيث وصفه بأنه «أكبر طبيب ممارس» (سي إن إن)
TT

«العمر مجرد رقم»... لماذا يرفض «المسنون» التقاعد؟

يتباهى هوارد تاكر بشهادته في موسوعة غينيس للأرقام القياسية حيث وصفه بأنه «أكبر طبيب ممارس» (سي إن إن)
يتباهى هوارد تاكر بشهادته في موسوعة غينيس للأرقام القياسية حيث وصفه بأنه «أكبر طبيب ممارس» (سي إن إن)

لماذا يرغب بعض الأشخاص في الاستمرار في العمل لعقود بعد سن التقاعد؟

فمثلاً، يتنافس الرئيس الأميركي جو بايدن البالغ من العمر 81 عاماً، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب صاحب الـ77 عاماً، للحصول على فرصة أخرى فيما تسمى بأصعب وظيفة في العالم.

أيضاً، ليس من المبالغة القول إن هوارد تاكر طبيب الأعصاب، الذي بدأ ممارسة الطب عام 1947، عمل في الطب طوال حياته، بحسب تقرير لشبكة «سي إن إن».

وفي حين يبلغ متوسط العمر المتوقع للرجال في الولايات المتحدة 73 عاماً، كان تاكر طبيباً منذ 77 عاماً. وفي يوليو (تموز)، سيبلغ 102 عام. وصنفه كتاب «غينيس» للأرقام القياسية بأنه «أكبر طبيب ممارس».

ويشير التقرير إلى أن هذه الشخصيات هي أمثلة لظاهرة متنامية: تجنب الأميركيون التقاعد، وعملوا لسن متقدمة من حياتهم.

وسألت «سي إن إن» أشخاصاً تجاوزوا سن التقاعد التقليدي عن سبب بقائهم في الوظيفة، وحصلت على عدد من الردود، مثل أن يواصل بعضهم العمل لتغطية نفقاتهم، أو عبّر آخرون عن حبهم لما يفعلونه، وعدم قدرتهم عن التخلي عنه.

أيضاً يصر البعض على أنهم أفضل من أي وقت مضى في المهن التي اختاروها، ويحبون الاعتماد على شعورهم المتزايد بالكفاءة. لقد استمروا في العمل بسعادة، وإنتاجية، وشرحوا لـ«سي إن إن» كيف ولماذا يفعلون ذلك.

هوارد تاكر طبيب أعصاب 101 عام

مفتاح طول العمر: المثابرة وتعزيز حب التعلم.

وأشار تاكر إلى أن الدراسات أظهرت أن الحفاظ على تحفيز الدماغ قد يمنع العديد من الإعاقات الإدراكية المرتبطة بالعمر، موضحاً أنه يحافظ على تحفيز ذهنه من خلال العمل.

ولكنه قال: «بالنسبة لأولئك الذين تقاعدوا أو يخططون للتقاعد، قد تكون هواية محفزة عقلياً بديلاً مناسباً. من المهم أن تعرف نفسك، وتفهم حدودك، وقدراتك، ولكنني أؤمن إيماناً راسخاً بأن التقاعد هو عدو طول العمر».

ورأى أنه «مع استمرار الناس في العيش لفترة أطول، قد يصبح من الشائع قريباً رؤية أفراد يعملون وهم في الثمانينات والتسعينات من عمرهم، وفي بعض الحالات يتجاوزون المائة عام، مثلي».

وأشار إلى أنه يقضي الآن وقته في تدريس طلاب الطب والقانون في جامعة كيس ويسترن ريزيرف في كليفلاند، ويعطي الأولوية لمواكبة أحدث الاتجاهات في علم الأعصاب، وهو مجال تخصصه.

غايل فليمنغ مدربة يوغا 76 عاماً

بالنسبة لهذه السبعينية، لا يمر يوم واحد من دون «ناماستي».

وقالت: «في عالم يتم فيه تمجيد الشباب بما يتجاوز كل الأسباب، ويتم التعامل مع الشيخوخة كمرض».

واحتفلت فليمنغ «بفخر» بعيد ميلادها السادس والسبعين في فبراير (شباط)، وأوضحت أنها تقوم بالتدريس لكي «تكسب رزقها»، ولكن أيضاً لأنها تحب ما تقوم به.

وأضافت: «قد يكون هذا هو سر العمل لفترة طويلة بعد الوقت الذي يخبرنا فيه المجتمع أنه من المفترض أن نتقاعد».

ونصحت فليمنغ كبار السن، بمن فيهم بايدن، أنه يجب عليهم ببساطة أن يرفضوا أن يتم تعريفهم حسب أعمارهم، وقالت: «هكذا مضيت في العقد الثامن من عمري، ولا أنوي التوقف. لم أستسلم للتقدم في السن في الصيف الماضي أثناء المشي لمسافات طويلة من ثمانية إلى 10 أميال يومياً مع مجموعة من الأشخاص الذين يبلغون من العمر 20 عاماً. أرفض أن يهزمني تقدمي في السن عندما أتصفح ما بين 30 إلى 50 كتاباً أقرأها كل عام».

تشارلز سيمون باحث في الذكاء الاصطناعي 70 عاماً

مع التقدم في السن، من الحكمة رؤية الحلول في سياق موسع.

وأوضح سيمون الذي يعمل في مجال الذكاء الاصطناعي أن هناك الكثير من الأشياء التي يضيفها إلى مجال عمله، والتي قد لا يمتلكها شخص أصغر سناً، وقال: «لدي وجهة نظر أوسع، قد يسميها البعض الحكمة، لرؤية حلول للمشكلات في سياق أكثر اتساعاً».

وأضاف: «يمكنني حقاً أن أفكر خارج الصندوق، ولا أشعر بأنني مقيد بالمعتقدات الحالية للذكاء الاصطناعي التي أعتبرها مقيدة - ويرجع ذلك جزئياً إلى حاجة الشركات إلى إظهار أرباح فورية».

وكان من الممكن أن يترك سيمون العمل منذ سنوات، لكنه مستمر في العمل حتى السبعينات من عمره «لمتابعة الأفكار الثورية، والمساهمة في المجتمع العلمي، والمجتمع ككل»، وفقاً له.

ولفت إلى أن دخل التقاعد المناسب يتيح له معالجة المشكلات المثيرة للاهتمام في مجال عمله من دون توقع التعويض على المدى القريب.

بالنسبة له، الذكاء الاصطناعي هو المشروع الأكثر إثارة على هذا الكوكب، فـ«لماذا أتوقف عن العمل؟»، سأل سيمون.

آنا ماري فورسايث معلمة مدرسة أيلي 80 عاماً

مبشرة للرقص الحديث تنقل معرفتها إلى الجيل القادم.

وأشارت فورسايث إلى أنها كانت تقوم بتدريس 12 حصة رقص في الأسبوع، أما الآن فتعطي أربعة دروس، وهذا التخفيض في الجدول الزمني جعل من الممكن بالنسبة لها أن تكون نشيطة تماماً كما كانت عندما كانت تدرس 12 فصلاً.

آنا ماري فورسيث تقوم بتدريس طلابها (مدرسة أيلي)

وقالت: «هورتون هو أسلوب الرقص الحديث الذي لا أزال أقوم بتدريسه في مدرسة أيلي».

إلى متى ستستمر في التدريس؟ رأت فورسايث أنها ستستمر طالما بدا الطلاب مستجيبين، ويتعلمون، وينمون.

وأضافت: «لا أشعر بالتعب أبداً عندما أدخل استوديو الرقص. أعلم أن لدي أشياء يمكنني تعليمها لهؤلاء الراقصين الشباب لن يحصلوا عليها في مكان آخر. وأنا أحب رؤية طلابي ينمون، ويتغيرون».

ديفيد أ. أنديلمان مراسل أجنبي 79

«لقد وضعت حقيبة السفر جانباً، لكنني ما زلت مراسلاً أجنبياً في قلبي».

في ذروة نشاطه كمراسل أجنبي، أولاً مع صحيفة «نيويورك تايمز»، ثم مع شبكة «سي بي إس نيوز» لاحقاً، كان لدى أنديلمان «حقيبة سفر» بجوار سريره في الأوقات التي كانت فيها مكالمة في منتصف الليل من أحد المحررين بمثابة «حقيبة سفر» وترسله لتغطية ثورة أو انفجار في ركن بعيد من العالم، حسبما أخبر «سي إن إن».

ديفيد أ. أنديلمان (سي إن إن)

هل افتقد اندفاع الأدرينالين الذي دفعه عبر أكثر من 90 دولة إلى أزمات لا توصف؟ أجاب: «بالتأكيد. لكن هذا لا يعني أنني توقفت عن السفر. وما زلت أفعل ذلك كثيراً. الآن يمكن لرحلاتي وكتاباتي أن تكون أكثر تأملاً، وربما أكثر وضوحاً. أستطيع أن أتوقف لأشم رائحة الورود، وأفكر في سبب نموها، أو موتها. أستطيع أن أكتب المزيد من الكتب، وأقلب المزيد من الصفحات، وأزور زوايا أكثر غرابة، ولكنني أستطيع أيضاً الاستفادة من تدريبي كمؤرخ لوضع كل ذلك في منظور أكثر عمقاً».

ماغي مولكوين معالجة نفسية 68 عاماً

لا تذهب برشاقة إلى «النوم».

في عيد ميلادها الخامس عشر، أهداها والدها عشرات الورود الحمراء مع بطاقة كتب عليها: «مرحباً بك في منتصف الطريق فوق التل».

وأشارت مولكوين إلى أنها من الجيل الذي يعتقد أنه لا يمكن الوثوق بالأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاماً، لكنها أوضحت أنه «من عجيب المفارقات أن هذا الجيل نفسه ظل لعقود من الزمن يعيد تعريف مفهوم الشباب ففكر في أن الخمسين هو الأربعين الجديدة. أو الستين هو منتصف العمر... إننا لم نمض برشاقة نحو النوم».

وقالت: تكمن فائدة عملي في أنه كان لي شرف الاستماع لسنوات عديدة إلى التفاصيل الداخلية لكيفية تعامل من هم أكبر مني سناً مع بداية الشيخوخة، والألغاز المرتبطة بالتقاعد. في مجتمع حيث السؤال الأول الذي يُطرح عند مقابلة شخص جديد هو (ماذا تفعل؟)، فإن الخروج من العمل يمكن أن يبدو وكأنه الذهاب إلى الهاوية نحو المجهول الكبير».

مع اقترابها من سن السبعين، لا تزال مولكوين تشعر بالرضا في حياتها العملية، وتخطط لمواصلة العمل «طالما أنها قادرة على تقديم رعاية جيدة لمرضاها»، وأضافت: «بما أنني أتعامل مع أشخاص من مختلف الأعمار، فإنني أتعلم باستمرار عن الاتجاهات، والضغوط التي تشعر بها الأجيال الأخرى».

وأكدت أنه «لا يبدو أن أحداً يشعر بالقلق بعد الآن من أن بلوغ الثلاثين عاماً هو أمر بعيد المنال، خاصة أن المعركة تحولت إلى القلق بشأن تولي الأشخاص في الثمانينات من العمر أدواراً قيادية. لكنني لا أزال ممتنة للهدية التي قدمها لي والدي: إدراك أن العمر مجرد رقم، وأنني أكثر من مجرد عمري».


افتتاح أول بيت ثقافي في السعودية

«بيت الثقافة» يعزز الإبداع والابتكار في مختلف المجالات الثقافية (هيئة المكتبات)
«بيت الثقافة» يعزز الإبداع والابتكار في مختلف المجالات الثقافية (هيئة المكتبات)
TT

افتتاح أول بيت ثقافي في السعودية

«بيت الثقافة» يعزز الإبداع والابتكار في مختلف المجالات الثقافية (هيئة المكتبات)
«بيت الثقافة» يعزز الإبداع والابتكار في مختلف المجالات الثقافية (هيئة المكتبات)

افتتحت هيئة المكتبات السعودية، الجمعة، أول بيت ثقافي في البلاد، الذي تحتضنه مكتبة الدمام العامة (شرق المملكة)، ويمثل منجزاً وطنياً على مستوى القطاع، وذلك بحضور رئيسها التنفيذي الدكتور عبد الرحمن العاصم.

وقال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، إن «بيت الثقافة»، الذي تشرف عليه الوزارة في سياق مشروعها الشامل للنهوض بالقطاع الثقافي السعودي، يعد «منارة للتعلم مدى الحياة».

ويعزز هذا الصرح الإبداع والابتكار في مختلف المجالات الثقافية، ويشجع على تطوير المواهب والمهارات، وتتنوع النشاطات فيه مما يجعله مركزاً مثالياً لتبادل المعرفة، وممكّناً للإثراء الفكري والتنمية الثقافية.

وتجسّد هذه البيوت بوابة للمعرفة، ومنصة ثقافية ومجتمعية، وتهدف إلى تنمية القدرات والمهارات، وتعزيز الهوية الثقافية للأفراد والمجتمعات، وتعزيز التواصل والتفاعل بينهم، ودعم الإبداع والابتكار.

وتضم مكتبات متعددة للعامة واليافعين والأطفال، ومساحات تقنية، وأخرى للعمل والتعلم والابتكار، ومسارح رئيسية وللأطفال، فضلاً عن غرف اجتماعات وللدراسة والموسيقى، ومتاجر، ومراكز طباعة، ومقاهٍ، وغيرها من المرافق العامة التي تجعل من زيارتها تجربة ثقافية متكاملة.

كان وزير الثقافة قد أطلق منتصف يونيو (حزيران) 2020 مبادرة لتطوير المكتبات العامة في البلاد، وتحويلها إلى منصاتٍ ثقافية بمفهوم اجتماعي شامل وحديث، تلتقي فيه أنماط الإبداع الثقافي كافة، ويجد فيه الأفراد من مختلف شرائح المجتمع ما يمنحهم المعرفة والمشاركة والتفاعل.

وجاءت المبادرة بعد دراسة ميدانية أجرتها الهيئة لواقع تلك المكتبات في السعودية، ووضعت استناداً عليها خطة تطوير تمتد حتى عام 2030 تستهدف خلالها إنشاء 153 مكتبة عامة بجميع المناطق، وتعتمد جميعها على مفهوم البيوت الثقافية، الذي يوائم بين الأدوار المعرفية للمكتبات والثقافية لهذه البيوت.

«بيت الثقافة» يُمثّل بنشاطاته المتنوعة مركزاً مثالياً لتبادل المعرفة (هيئة المكتبات)

وتهدف الهيئة منها إلى جعل المكتبات العامة منصات تفاعلية تحتوي على جميع أنواع الفنون، وتحتضن جميع المبدعين بمختلف تخصصاتهم في إطار واحد، إلى جانب دورها المعرفي الرئيسي، لتصبح منارات إشعاع ثقافي في المناطق التي توجد فيها.

وتسعى الوزارة إلى جعل الثقافة نمط حياة للمجتمع، تحقيقاً لأهداف «رؤية السعودية 2030» في جوانبها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية المتعددة.


‏السعودية تحصد 27 جائزة عالمية بمعرض «آيسف 2024»

حصد المنتخب السعودي 18 جائزة كبرى و9 جوائز خاصة في معرض «آيسف 2024» (واس)
حصد المنتخب السعودي 18 جائزة كبرى و9 جوائز خاصة في معرض «آيسف 2024» (واس)
TT

‏السعودية تحصد 27 جائزة عالمية بمعرض «آيسف 2024»

حصد المنتخب السعودي 18 جائزة كبرى و9 جوائز خاصة في معرض «آيسف 2024» (واس)
حصد المنتخب السعودي 18 جائزة كبرى و9 جوائز خاصة في معرض «آيسف 2024» (واس)

تمكّن الطلبة السعوديون من تحقيق تفوق جديد وحصْد 27 جائزة تنوعت بين الكبر‏⁧‫ى والخاصة، في مشاركتهم التي اختتمت، الجمعة، في أكبر منافسة عالمية بمجال الأبحاث العلمية للمرحلة ما قبل الجامعية.

وتمكّن المنتخب السعودي للعلوم والهندسة من لفت أنظار العالم مجدداً، بحصده 18 جائزة كبرى، و9 جوائز خاصة في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة «آيسف 2024»، الذي أقيم في مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأميركية، خلال الفترة بين 10 و18 مايو (أيار) الحالي.

وشارك 35 طالباً وطالبة من مختلف مدن ومناطق السعودية، وتمكنوا من تقديم أداء مميز ومشاريع علمية مكّنتهم من تسجيل تفوق لافت للمنافسة مع 1700 طالب وطالبة من 70 دولة حول العالم.

تمكّن المنتخب السعودي للعلوم والهندسة من لفت أنظار العالم مجدداً في «آيسف 2024» (واس)

وفاز بالجوائز الكبرى كل من: الطالب إلياس خان في مجال الطب الحيوي والعلوم الصحية، وناصر الصويان (الهندسة الطبية الحيوية)، ولانا المزروعي (علم الأحياء الخلوية والجزيئية)، وعبير اليوسف (الكيمياء)، ويارا البكري ويارا القاضي (علوم الأرض والبيئة)، وشهد المطلق ولطيفة الغنام وحمد الحسيني (الطاقة)، وأسماء القصير (الهندسة البيئية)، وتركي الدلامي (الهندسة البيئية)، وأريج القرني ولانا الفهد وتهاني أحمد (علم المواد)، وتمارا راضي وليان المالكي (علوم النبات)، وليلى الزواوي (العلوم الطبية الانتقالية).

وتُضاف الجوائز السبع والعشرون التي حققها المنتخب السعودي، خلال مشاركته الأخيرة، إلى سجل إنجازاته في المسابقة الدولية التي بدأ المشاركة فيها منذ عام 2007، تمكّن خلالها الطلبة السعوديون من التتويج بـ133 جائزة؛ منها 92 جائزة كبرى، و41 جائزة خاصة.

ويضم منتخب العلوم والهندسة نخبة الطلبة السعوديين الذين اختيروا من بين أكثر من 210 آلاف طالب وطالبة من مختلف مناطق البلاد، بداية العام الحالي، ومرّت مشاريعهم العلمية بمراحل تحكيم مختلفة خلال الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، إلى أن وصلت لـ180 مشروعاً في المعرض الختامي للأولمبياد، الذي تأهّل فيه 45 طالباً وطالبة، وفي التصفيات النهائية وبعد الورشة التأهيلية، رشح منهم 35 موهوباً وموهوبة لتمثيل السعودية في «آيسف 2024»، بعد أن خضعوا لسلسلة تدريبات مكثفة على أيدي نخبة من الأكاديميين والخبراء في التخصصات المختلفة؛ لتطوير مهاراتهم، وتأهيلهم للمشاركة، وذلك عبر جهود متكاملة لجهات وطنية عدة حاضنة وداعمة من جامعات ومراكز أبحاث وكيانات وشركات، وأولياء أمور وأُسر، ومعلمين ومعلمات.

تنافس الطلبة السعوديون مع 1700 طالب وطالبة من 70 دولة حول العالم (واس)

50 جائزة خاصة في «آيسف»

وخلال مرحلة الجوائز الخاصة التي تقدمها الشركات للمتنافسين في المسابقة الدولية، حقّق طلاب وطالبات المملكة، وللعام الـ18 على التوالي، 9 جوائز خاصة، وأصبح المنتخب السعودي للعلوم والهندسة بذلك، يملك منها 50 جائزة.

وفاز بها كل من: الطالبة أريج القرني التي حصلت على جائزتين في مجال علم المواد، وجمال اللقماني في المجال نفسه، وإلياس خان (الطب الحيوي والعلوم الصحية)، وليان القرافي (نظم البرمجيات)، وفاطمة الشخص (الهندسة البيئية)، ولانا المزروعي (علم الأحياء الخلوية والجزيئية)، وعبير اليوسف (الكيمياء)، وصالح العنقري (الكيمياء).

من جانبها، أكدت الدكتورة آمال الهزاع، الأمين العام لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة»، أن هذا الفوز يعكس تضافر الجهود والعلاقة التكاملية بين المؤسسة ووزارة التعليم وشركائهما الاستراتيجيين، لتحقيق مستهدفات ومبادرات «رؤية السعودية 2030»، مُشيدة بنتائج وثمرات هذه الشراكة من خلال تحقيق إنجازات عدة على المستوى الدولي، وتمثيل البلاد بما يليق بمكانتها عالمياً.

تشارك السعودية في معرض «آيسف 2024» للعام الـ18 على التوالي (واس)

وتشارك السعودية، للعام الـ18 على التوالي، عبر المؤسسة والوزارة، وسجلت حضورها في المعرض بمدينة لوس أنجلوس، بصفتها راعياً رئيسياً، من خلال تقديم 18 جائزة خاصة لأبرز المشاريع المشاركة في مجالات العلوم والتقنية.

بدوره، أوضح المهندس أنس الحنيحن، مدير إدارة البرامج البحثية وتنمية الابتكار بالمؤسسة، أن الجوائز الخاصة تشمل 12 منحة شاملة التكاليف لدراسة البكالوريوس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، و6 جوائز أخرى عبارة عن منحة للانضمام إلى برنامج «موهبة» الإثرائي العالمي لمدة 3 أسابيع بإحدى جامعات السعودية المميزة.

وأضاف أن «موهبة» تقدم سنوياً، منذ عام 2010، جوائز خاصة لمشاركين في «آيسف» من حول العالم بمختلف المجالات التي تعزز اهتمام السعودية؛ بهدف استقطاب الموهوبين والمبدعين وجمعهم مع موهوبيها انطلاقاً من «رؤية 2030»، والدور السعودي المهم لتشجيعهم على تطوير مشاريع وابتكارات في مجالات واعدة تسهم في ازدهار البشرية، وتحقيق التنمية المستدامة.


اختبار جديد لتشخيص التوحّد في عُمر 6 أشهر

التوحّد حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة (رويترز)
التوحّد حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة (رويترز)
TT

اختبار جديد لتشخيص التوحّد في عُمر 6 أشهر

التوحّد حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة (رويترز)
التوحّد حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة (رويترز)

توصل باحثون في إيطاليا لاختبار بسيط، يمكن أن يساعد على تشخيص الإصابة بمرض التوحّد في عُمر 6 أشهر.

وأوضح الباحثون، في نتائج الدراسة التي نُشرت الخميس في دورية «بلوس وان»، أن تشخيص التوحّد في سن مبكرة يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض مع التقدم في العمر.

واضطراب طيف التوحّد، حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية.

وغالباً ما يعاني المصابون بالتوحّد من حالات متزامنة مثل الصرع، والاكتئاب، والقلق، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وصعوبة النوم وإيذاء النفس، بالإضافة لمجموعة من الاضطرابات الاجتماعية والعقلية والعاطفية، مع أعراض تشمل الصّمت، والمشاكل الاجتماعية، والأنانية المفرطة.

وأشارت دراسات سابقة إلى أنه من الصّعب تشخيص الإصابة بالتوحّد قبل عُمر 3 سنوات، واختبر الباحثون ما إذا كان ذلك ممكناً.

وخلال الدراسة الجديدة، نفّذ الباحثون سلسلة من الاختبارات التي تضمّنت عرض صور على الرُّضّع وملاحظة ما إذا كانوا يستجيبون لأنماط مشابهة في صور أخرى. ويتضمن هذا النهج التعلّم الإحصائي، الذي يُستخدم حالياً بطرق مختلفة لتشخيص إصابة أكبر الأطفال سناً بالتوحّد.

وأجريت الدراسة على 19 رضيعاً (وأولياء أمورهم) دون سن 7 أشهر. وكان لكل الأطفال إخوة أكبر سناً شُخّصوا بالتوحّد. وأظهرت الأبحاث أن وجود أخٍ أكبر مصاب بالتوحّد هو عامل خطر كبير للإصابة بالمرض.

وراقب الباحثون أيضاً 19 رضيعاً آخرين لم يكونوا في خطر لتطور التوحّد. وأُخضع جميع الرضّع لاختبارات التعلّم الإحصائي ومراقبتهم على مدى عامين لمعرفة ما إذا كان المرض سيتطور لديهم.

وتركز اختبارات التّعلم الإحصائي على قدرة الرّضيع على اكتشاف الأنماط؛ إذ يعرض الباحثون سلسلة صور يظهر فيها كائن معين دائماً بجوار كائن آخر، ثم يعرضون صوراً جديدة تتبع النمط أو تكسره، ويقيسون مدة نظر الرضيع لكل صورة. ويقارن الباحثون المدة التي ينظر فيها الأطفال إلى التسلسل المألوف مقابل التسلسل الجديد في مرحلة الاختبار.

وتابع الباحثون الأطفال في عمر 24 إلى 36 شهراً لتقييم مهارات التواصل الاجتماعي لديهم، وبحثوا عن ارتباطات بين أدائهم في مهمة التعلم البصري في عمر 6 أشهر، ومهارات التواصل الاجتماعي لديهم في سن لاحقة.

ويساعد هذا النهج الباحثين على فهم ما إذا كان هناك رابط بين التعلم الإحصائي البصري المبكر وتنمية مهارات التواصل الاجتماعي، التي يمكن أن تتأثر نتيجة التوحّد.

ووجد الباحثون أن معظم الرُّضّع المعرضين للخطر واجهوا صعوبات في الاختبارات، وجميع الذين حصلوا على أسوأ الدرجات كانوا أكثر عرضة لتطور التّوحّد مع تقدمهم في العمر.

وأقرّ الباحثون بأن نتائجهم أولية، مشيرين إلى أن هناك حاجة لمزيد من العمل لتأكيد أن الاختبار الإحصائي يمكن استخدامه لتشخيص التوحّد عند الرُّضّع في سن مبكرة.