في الوقت الذي وافقت فيه أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم على السماح بالتمارين الجماعية بداية من اليوم تحضيرا لاستئناف البطولة، قررت رابطة الدوري الاسكوتلندي إنهاء الموسم ومنح اللقب لفريق سلتيك.
وبهذا القرار الذي جاء بعد فشل محاولات استئناف الموسم جراء تفشي فيروس «كورونا» المستجد، سيتوج سلتيك بطلا للدوري الاسكوتلندي للعام التاسع على التوالي.
وعند تعليق البطولة في منتصف مارس (آذار) الماضي، في المرحلة 30، كان سلتيك متصدرا برصيد 80 نقطة، بفارق 13 نقطة عن غريمه التاريخي رينجرز الذي لديه مباراة أقل.
وقالت الرابطة في بيان لها: «بعد التشاور مع جميع أندية الدرجة الممتازة الـ12، قرر مجلس الرابطة إنهاء موسم الدوري الممتاز 2019 - 2020، بشكل فوري».
وهذا هو اللقب التاسع لسلتيك تواليا، ليكرر إنجاز رينجرز، ويقترب من رقمه القياسي بعدد ألقاب البطولة المحلية، حيث بات في رصيده 51 لقبا مقابل 54 لفريق المدرب والنجم السابق لليفربول الإنجليزي ستيفن جيرارد.
وقال الرئيس التنفيذي لسلتيك بيتر لاويل: «من المعيب، بالطبع، أننا لم نفز باللقب أمام جماهيرنا (في الملعب). ومع ذلك، لا يمكن لأحد أن ينكر مدى جدارتنا بهذا اللقب».
وأضاف «بينما نحتفل بهذا الإنجاز الرائع والمستحق، يجب أن نأخذ بعض الوقت للنظر في الظروف التي نمر بها جميعا، وأن نتذكر أولئك الذين ساعدونا خلال هذه الأوقات الفريدة والمليئة بالتحديات، بشجاعة ونكران للذات... نحن نهدي هذا اللقب لكل من اهتم بنا ولجميع الذين تأثروا بهذه الأزمة».
وتم اعتماد صيغة عدد النقاط في المباراة الواحدة لتحديد الترتيب النهائي للبطولة، ما قد يؤدي إلى هبوط هارتس في حالة عدم التوصل لاتفاق في المحادثات القائمة على شكل البطولة في الموسم المقبل.
وتعتمد قاعدة الصيغة المتبعة على قسمة عدد النقاط المتحصل عليها، على عدد المباريات التي لعبها الفريق، وفي حالة سلتيك يكون لديه 2.6667، مقابل 2.3103 لرينجرز وأخيرا هارتس 0.7667 نقطة.
وكانت البطولات الثلاث الأخرى تحت الدرجة الممتازة قد أنهيت قبل أكثر من شهر عندما مررت الأندية قرارا مثيرا للجدل سمح لمجلس الرابطة بإنهاء الدوري الممتاز أيضا إذا رأى أنه لم يعد من الممكن إقامة المباريات.
ووافقت أندية الدرجة الممتازة، خلال اجتماع لها الأسبوع الماضي، على أن فكرة استكمال البطولة لم تعد واقعية.
ولن يكون بإمكان الأندية الاسكوتلندية العودة للتدريب قبل العاشر من يونيو (حزيران) المقبل على أقرب تقدير، بسبب القيود المفروضة في البلاد التي تعتبر جزءا من بريطانيا.
كما سلطت الأندية الضوء على تكلفة الاختبارات الصحية لفيروس «كوفيد - 19» وحقيقة أن عقود عدد كبير من اللاعبين ستنتهي في مايو (أيار) ويونيو، ما يجعل استئناف الموسم غير عملي.
وأصبح بإمكان الرابطة مع إنهاء البطولة، الإفراج عن دفعة نهائية من الجوائز المالية للأندية على أساس مركزها في جدول الترتيب.
وقال نيل دونكاستر، الرئيس التنفيذي للرابطة: «يوم الجمعة، أعربت أندية الدرجة الممتازة عن رأيها بوضوح وإجماع بأنه لا يوجد احتمال واقعي لاستكمال المباريات المعلقة من موسم 2019 - 2020». وأضاف «اجتمع مجلس الرابطة (أمس)، وتماشيا مع الاتفاق الصريح للأندية الأعضاء في أبريل (نيسان) الماضي، قرر المجلس إنهاء الموسم». وتابع: «بعد هذا القرار يمكننا الآن دفع حوالي 7 ملايين جنيه إسترليني (8.5 مليون دولار) كرسوم لمساعدة الأندية على البقاء واقفة على قدميها خلال هذا الوقت العصيب جدا».
لكن في الجارة إنجلترا التي تملك أغنى دوري بالعالم تمسكت الرابطة باستكمال الموسم وصوتت الأندية أمس بالموافقة على السماح باستئناف التدريبات ضمن مجموعات صغيرة اعتبارا من اليوم.
وصوتت الأندية بالإجماع على قرار الاستئناف، مع التشديد على أن يتقيد اللاعبون بقواعد التباعد الاجتماعي مع منع الاحتكاكات في التمارين.
وقالت رابطة الدوري الممتاز إنه تم الاتفاق على المرحلة الأولى بالتشاور مع اللاعبين والمدربين وأطباء الأندية والخبراء المستقلين والحكومة، وأوضحت في بيان لها أن «البروتوكولات الطبية الصارمة على أعلى مستوى ستضمن عودة الجميع إلى التدريب في بيئة أكثر أمانا».
وشددت في البيان على أن صحة وسلامة جميع المشاركين هي أولوية الدوري الممتاز، والعودة الآمنة للتمارين هي عملية تدريجية. ستستمر المشاورات الكاملة الآن مع اللاعبين والمدربين والأندية ورابطتي اللاعبين والمدربين، حيث يتم تطوير بروتوكولات مخصصة لتمارين الاحتكاك الكامل بين اللاعبين. وسيخضع اللاعبون لفحوص فيروس «كورونا» مرتين أسبوعيا وسيطلب منهم تقديم موافقة كتابية على سياسة النادي المتعلقة بـ«كوفيد - 19».
ولم تتطرق رابطة الدوري الممتاز لموعد استئناف الدوري، لكن «خريطة الطريق» التي وضعتها الحكومة قبل أيام ستفسح بالمجال أمام المنافسات الرياضية بالعودة من دون جمهور بدءا من الأول من يونيو المقبل، مع توجه لعودة عجلة «بريميرليغ» إلى الدوران بدءا من منتصف يونيو.
وفي وقت سابق أمس، أعرب وزير الدولة للثقافة والإعلام والرياضة أوليفر دودن عن أمله باستئناف الدوري في منتصف يونيو المقبل، على رغم المخاوف التي أبداها اللاعبون والمدربون حيال الحاجة لفترة أطول من التدريبات قبل العودة إلى المباريات.
وشدد دودن على أن السلامة العامة تبقى الأولوية، إلا أنه يأمل في عودة النشاط بعد قرابة الشهر، مضيفا في حديث مع شبكة «سكاي نيوز»: «أجريت محادثات بناءة جدا مع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، رابطة الدوري الممتاز ورابطة دوريات المحترفين التي تشرف على الدرجات الأدنى، ونعمل بجهد معهم من أجل العودة في منتصف يونيو، لكن الاختبار الأهم هو السلامة العامة».
وأكد دودن أن السلطات الكروية مثلها مثل الرياضات الأخرى التي تتطلع للعودة خلف أبواب مؤصدة، اجتمعت مع السلطات الصحية مرات عدة للبحث بمسألة السلامة، مؤكدا: «إذا تمكنا من تسوية ذلك، فسنتطلع إلى الاستئناف في منتصف يونيو. نحرز تقدما ملحوظا».
واعتبر رئيس الحكومة بوريس جونسون في كلمة أمام البرلمان الأسبوع الماضي أنه يعتقد بأن عودة الرياضة عبر شاشات التلفزيون «ستعطي دفعة للروح المعنوية القومية نحن بحاجة إليها بشدة».
وكانت «خطة الاستئناف» قد واجهت تباينات واسعة بين الأندية، لا سيما لجهة رفض البعض طرح إقامة المراحل التسع المتبقية من البطولة على ملاعب محايدة، إضافة إلى قلق العديد من اللاعبين من العودة المتسرعة إلى الملاعب في ظل أزمة «كوفيد - 19».
وبعدما نقل الأرجنتيني سيرخيو أغويرو مهاجم مانشستر سيتي مخاوف بعض اللاعبين، انضم إليه زميله في الفريق رحيم سترلينغ ثم داني روز لاعب توتنهام المعار لنيوكاسل يونايتد، بينما عبر قائد واتفورد تروي ديني عن رفضه التام للعب ما دام لم يصل الأطباء لعلاج حاسم للفيروس. وقال ديني: «أنا لا أتحدث عن كرة القدم حاليا. أتحدث عن صحة عائلتي والخطر المحيط بنا». كما حذرت طبيبة تشيلسي السابقة إيفا كارنيرو من المخاطر الصحية التي قد تؤثر على اللاعبين لا سيما وأن تداعيات «كوفيد - 19» على الرياضيين لا تزال مجهولة.
وقالت كارنيرو: «نحن بكل بساطة لا نعرف كيف يؤثر الفيروس على الرياضيين، من خبرتي، لا تملك كرة القدم ثقافة الاحتضان والالتزام بحوكمة طبية التي باتت ضرورية الآن أكثر من أي وقت مضى».
وأردفت: «ليس فقط على المدى القصير بل على المدى المنظور والبعيد، عندما نتعب من البروتوكولات الجديدة».
في المقابل تأمل الأندية أن تمنح مزيدا من الوقت للتدريبات الجماعية، حيث أعرب ستيف بروس مدرب نيوكاسل عن خشيته من سقوط اللاعبين مثل أوراق الشجر في حال استئناف المباريات قبل نهاية يونيو.
من جهته أعرب الألماني يورغن كلوب مدرب نادي ليفربول عن تلهفه لعودة المسابقة، ومؤكدا أن فريقه قادر على حسم اللقب سريعا.
وفي ظل ابتعاد ليفربول بفارق 25 نقطة عن أقرب منافسيه مانشستر سيتي حامل اللقب في آخر موسمين، أشار كلوب إلى أن فريقه ليس في حاجة ليكون في أفضل حالاته عند العودة، لكننا واثقون من قدرتنا على حسم اللقب.
وقال كلوب الذي سيبدأ فريقه بالتدرب في مقر «ميلوود» بمجموعات صغيرة: « الجميع مشتاقون للعودة للتدريب واستعادة الحياة الطبيعية... اشتقت للشبان لأننا صنعنا هنا مجموعة مرتبطة بعلاقة جيدة، وأصبحنا أصدقاء في آخر أربع سنوات ونصف السنة».
وتأمل إنجلترا كما عدد كبير من دول أوروبا في الحذو على خطى الدوري الألماني، الذي استعاد نشاطه السبت لكن خلف أبواب مؤصدة وبسلسلة من تدابير السلامة الصارمة لحماية اللاعبين والأجهزة الفنية وكل المعنيين باللعبة. وكانت كل من فرنسا وبلجيكا وهولندا قد أعلنت عن إنهاء بطولاتها بسبب فيروس «كورونا».
أندية إنجلترا تعود للتدريبات اليوم... واسكوتلندا تنهي الموسم وتمنح سلتيك اللقب
فرق الدوري الممتاز صوتت بالإجماع لصالح استكمال المسابقة... وكلوب متلهف ومتحفز لحصد اللقب
أندية إنجلترا تعود للتدريبات اليوم... واسكوتلندا تنهي الموسم وتمنح سلتيك اللقب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة