«علم المثليين» يفجر أزمة بين العراق والاتحاد الأوروبي

TT

«علم المثليين» يفجر أزمة بين العراق والاتحاد الأوروبي

تسبب رفع بعثة الاتحاد الأوروبي لدى العراق فوق مقرها في بغداد العلم الذي يمثل المثليين في العالم غضباً نيابياً وسياسياً واسعاً في بغداد. وجاء رفع علم «قوس قزح» من قبل البعثة وبعض السفارات الغربية بمناسبة «اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية والتحول الجنسي وتسليط الضوء على حقوق المثليين».
وشجبت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي هذا السلوك الذي عدّته منافياً للقيم والتقاليد والأعراف. وقالت اللجنة في بيان أمس إنها تدين «رفع علم المثلية الجنسية في سفارة بعثة الاتحاد الأوروبي، وتعتبره تجاوزاً على القيم والأعراف الاجتماعية والعقائد الدينية للشعب العراقي». ودعت اللجنة وزارة الخارجية «للقيام بدورها في منع أي تجاوزات أخرى تحدث في المستقبل من قبل البعثات الدبلوماسية في العراق».
إلى ذلك، طالب عدد من النواب العراقيين بغلق سفارات الاتحاد الأوروبي في بغداد على خلفية رفعها علم المثليين. حيث طالب النائب عن كتلة «صادقون»، حسن سالم، بغلق هذه السفارات، مبيناً في بيان أن «التصرف الشاذ واللاأخلاقي يعبر عن السلوك المشين والشذوذ تجاه الشعوب الإسلامية وتجاه الأعراف والتقاليد المحترمة». وأضاف أن «بعثة الاتحاد الأوروبي وهذه السفارات التي لم تراعِ دين وأخلاق وعادات وأعراف المجتمع العراقي في رد فعلها أكبر من صفحة (داعش) السوداء وهو مسخ القيم والأخلاق والعادات». وأوضح سالم أنه «لا بد من أن يكون هناك موقف حازم من قبل الحكومة حيال هذه السفارات وعدم السماح لمثل هذه الأفعال الشاذة».
في السياق ذاته، دعا النائب عن كتلة «سائرون» المدعومة من «التيار الصدري» سلام الشمري الرفض إلى القاطع لمثل هذا التصرف. وقال الشمري في بيان إن «العراق بلد أساسه الدين والأخلاق، ولا يمكن السماح لأي تصرف يخرج عن هذه الأسس ومن أي جهة كانت». وعدّ الشمري أن التصرف الأوروبي «استخفاف بالقيم الدينية والأخلاقية للشعب العراقي بجميع أديانه وأطيافه»، مطالباً الحكومة بـ«اتخاذ الخطوات اللازمة المعبرة عن الرفض القاطع لهذا التصرف، بما في ذلك إنزال هذا العلم فوراً».
ويبدو أن حكومة رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي تجد نفسها في مواجهة مهام جسيمة موروثة وطارئة؛ إذ لم يحدث أن واجهت الحكومة العراقية السابقة مشكلة دبلوماسية مماثلة تتعلق بموضوع «المثلية» التي ينظر إليها محلياً وعلى نطاق واسع بحساسية وعدم قبول شديدين. ويرى مراقبون أن «توقيت رفع العلم غير مناسب، ويتسبب بإحراج حكومة الكاظمي التي لم تكمل أسبوعين من عمرها».
وظهرت أمس أولى بوادر الضغوط التي واجهها الكاظمي لاتخاذ إجراء ضد البعثة الأوروبية، عبر البيان الذي أصدره القيادي في تحالف «سائرون» صباح الساعدي، حين طالب الكاظمي، بصفته رئيساً للوزراء ووزيراً للخارجية «وكالةً»، باتخاذ إجراءات «قاسية» ضد بعثة الاتحاد الأوروبي. ودعا الساعدي «الحكومة العراقية عبر وزارة الخارجية التي يرأسها رئيس مجلس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي (بالوكالة) إلى اتخاذ أشدّ الإجراءات ضد بعثة الاتحاد الأوروبي والسفارات (الكندية والبريطانية) بسبب قيامهم برفع علم يرمز إلى المثلية، في العراق». وقال الساعدي: «لا يمكن السكوت على استخفاف بعثة الاتحاد الأوروبي وسفارتي كندا وبريطانيا بالاعتقادات الدينية والأحكام الإلهية والأعراف والتقاليد التي يعتقدها كل أبناء الشعب العراقي على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وآيديولوجياتهم».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.