إيران تتجه للتعايش مع «كورونا»

مخاوف من بؤر محتملة في محافظات عدة

مارة في شارع نادري (الناصرية قديماً) وسط مدينة الأحواز أول من أمس (ايسنا)
مارة في شارع نادري (الناصرية قديماً) وسط مدينة الأحواز أول من أمس (ايسنا)
TT

إيران تتجه للتعايش مع «كورونا»

مارة في شارع نادري (الناصرية قديماً) وسط مدينة الأحواز أول من أمس (ايسنا)
مارة في شارع نادري (الناصرية قديماً) وسط مدينة الأحواز أول من أمس (ايسنا)

حضّ الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، على التوعية ونشر المعلومات عن أعراض الإصابة بفيروس «كورونا» ومراحله، في إطار تجهيز المواطنين للتعايش مع الوباء، في وقت حذر فيه المتحدث باسم وزارة الصحة، كيانوش جهانبور، من أن تقارير المسار النزولي للإصابات في بعض المحافظات لا تعني العودة إلى الأوضاع العادية، مشيراً إلى وجود بؤر محتملة في 3 محافظات.
وقال جهانبور، في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون الإيراني، إن محافظة الأحواز جنوب غربي البلاد ما زالت في الوضعية الحمراء، مشيراً إلى أن محافظة «شمال خراسان» الواقعة شمال شرقي البلاد، دخلت وضعية الإنذار، معرباً عن أمله في ألا تصبح المحافظة بؤرة أخرى في البلاد. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية: «الوضع مشابه لما شهدناه في الأيام الأخيرة (في أغلب المحافظات) لكنه لا يزال حرجاً في خوزستان (الأحواز)، وقد يكون حرجاً أيضاً في خراسان الشمالية». وأضاف: «في حال تواصل الأمر على ما هو عليه، فستحتاج خراسان الشمالية تدابير جِدية أيضاً».
وصرح جهانبور: «اتخذت إجراءات مناسبة للغاية في محافـظة خوزستان (الأحواز)، وسنرى نتائج القيود الجديدة في الأيام المقبلة»، داعياً سكان المحافظة إلى التزام التوصيات الطبية والتباعد الاجتماعي والقيود التي أعادت فرضها السلطات هناك. وكان المتحدث يشير إلى إغلاق على الأقل 9 مدن بشكل كامل في الأحواز، بعدما تحولت إلى بؤرة جديدة للوباء في الأيام الأخيرة. وذلك عقب 3 أسابيع من استئناف الأعمال الاقتصادية ورفع القيود عن الحركة في المحافظات.
ونوه جهانبور بأن التقارير المعلنة عن وزارة الصحة حول الأوضاع المستقرة والمسار النزولي للإصابات «لا تعني بأي حال من الأحوال العودة للأوضاع العادية»، مضيفاً بأن حفظ الأوضاع والتقدم بها «يتطلب تعاوناً جدياً ودقيقاً من المواطنين في التباعد الجسدي والتزام البروتوكولات».
وأعلن جهانبور إصابة 1808 أشخاص بفيروس «كورونا» المستجد، ما رفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 114 ألفاً و523 شخصاً، حسب الإحصائية الرسمية.
وأودى الفيروس بحياة 71 شخصاً خلال 24 ساعة، وارتفعت حالات الوفاة إلى 6854 شخصاً، فيما يمر 2758 بحالة صحية حرجة في المستشفيات الإيرانية، جراء الإصابة بالفيروس.
وتقول السلطات إن عدد حالات الشفاء بلغ 90 ألفاً و539 شخصاً، من أصل 643 ألفاً و772 حالة فحص لتشخيص الفيروس أجرتها وزارة الصحة الإيرانية.
منذ الشهر الماضي، لم تعد السلطات تقدم تطورات الوضع الصحي مفصّلاً حسب المحافظات. لكن، تقول السلطات إنها تخشى من تحول محافظة سيستان بلوشستان (جنوبي شرق) إلى بؤرة للعدوى.
في هذا الصدد، قال مساعد رئيس جامعة زاهدان للعلوم الطبية قاسم ميري: «لم نلاحظ ارتفاعاً مماثلاً في إصابات فيروس (كورونا) المستجدّ» منذ نهاية فبراير (شباط) الماضي.
وأضاف في تصريح لوكالة «ايلنا» أن العدد الإجمالي للإصابات في المحافظة الحدودية مع باكستان وأفغانستان بلغ 909 حالة؛ بينها 821 حالة تعافت، و59 وفاة. ويعود الارتفاع، وفق ميري، إلى عدم احترام السكان تدابير «التباعد الاجتماعي والبروتوكولات الصحية»؛ حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
في الأثناء، دافع الرئيس الإيراني حسن روحاني عن قرار فتح المساجد في آخر ليالي شهر رمضان، وأعرب عن تفاؤله بأن يستمر التعاون بين الناس والمسؤولين في التزام التوصيات الطبية في قرار ليالي القدر.
ونقلت وكالة «ايسنا» الحكومية عن روحاني قوله لدى ترؤسه اجتماع كبار المسؤولين في «لجنة مكافحة (كورونا)»: «أكدت مرات عدة أن انسجام ووحدة المسؤولين في المستويات المختلفة وفي كل البلد ودعم الناس، سيكونان من أهم الأسباب في إدارة وضبط الفيروس المميت».
وقارن روحاني مرة أخرى بين الأوضاع في إيران وفي الدول المتقدمة في إدارة «كورونا»، وأشار إلى «انقسام» بين مسؤولي دول متقدمة «لطالما عدّت الآن الإدارة نموذجاً ومعياراً للتقدم» وأضاف: «شاهدنا ارتباك المسؤولين وازدواجية (القرار) في بعض الدول».
وتابع أن «الخلافات والانقسامات ظهرت في استئناف الأنشطة، مما أدى إلى التسبب بمشكلات في إدارة (كورونا)».
تأتي تصريحات روحاني في وقت شهدت فيه البلاد على مدى 3 أشهر من تفشي وباء «كورونا»، سجالاً حاداً بين الحكومة ومنتقدي أدائها، بمن فيهم نواب في البرلمان ومسؤولو المحافظات ومنظمات طبية، وكان آخرها سجال بين أعضاء مجلس بلدية طهران والحكومة.
ورفض روحاني التجاوب مع مطالب فرض الحجر الصحي، في بداية الأمر، على مناطق بدأ فيها ظهور الوباء قبل أن يعمّ البلاد. وعقب ذلك، واجهت الحكومة صعوبة في تسويق الإحصاءات عن عدد المصابين والضحايا.
في بداية أبريل (نيسان) الماضي، نفي روحاني أي خلافات بين أركان النظام والوزارة بشأن إدارة الأزمة.
وجاء نفي روحاني بالتزامن مع إعلانه استئناف الأنشطة الاقتصادية، وذلك بعد أيام من توجيه وزير الصحة رسالة احتجاج إلى روحاني بسبب تعليمات صدرت من وزارة الصناعة والتجارة بشأن استئناف الأعمال الاقتصادية. وقال روحاني حينذاك: «كل النظام متلاحم»، و«يعمل تحت إشراف المرشد».
من جانب آخر، حضّ روحاني وزارة الصحة على تعليم وتجهيز الناس للتعايش مع الفيروس، عبر كل الطرق التعليمية ونشر المعلومات الدقيقة، مشدداً على أهمية توعية الناس ونشر المعلومة حول أعراض المرض والحالات المختلفة وكيفية مواجهة الفيروس.
ولمح روحاني إلى إقامة مسيرة «يوم القدس» في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، من دون أن يشير إلى ما إذا كانت ستقام في طهران. لكنه قال إن «العمل بالتوصيات الطبية أمر ضروري، وهذا الموضوع مرهون بأوضاع المدن المختلفة ونسبة ضبط الوباء».
ومن المفترض أن تعلن الحكومة السبت المقبل قرارها النهائي بشأن المدن ذات الوضعيتين «البيضاء» و«الصفراء»، التي ستقام فيها المسيرة. وكان المتحدث باسم «الحرس الثوري» قد أعلن إلغاء المسيرة هذا العام، لكن متحدثاً باسم منظمة الدعاية التابعة لمكتب «المرشد» الإيراني رفض ذلك. وقال روحاني إن الحكومة تجري مشاورات مع إدارة الأضرحة الدينية، لإعادة فتحها، لافتاً إلى أن الخطوة ستكون وفقاً للتباعد الاجتماعي.
وتابع روحاني: «لا بد من تذكير الناس بأن التزام التوصيات الطبية؛ هو الشرط الأساسي للوصول إلى المرحلة البيضاء». وأضاف: «مع زيادة عدد المدن البيضاء واقترابنا من مرحلة احتواء الفيروس، يمكن أن تعود الأعمال الأخيرة وإعادة افتتاح الملاعب الرياضية والمراكز الثقافية».
وخاطب لاعب منتخب كرة القدم اشكان ديجاكاه، الرئيس الإيراني والمسؤولين لإعادة النظر في إقامة مباريات رياضية، خصوصاً الدوري الممتاز، داعياً إلى التفكير بصحة الرياضيين.
وقال اللاعب الذي يحمل الجنسية الألمانية واختار تمثيل بلاده لكرة القدم، إن إيران «لم تأخذ (كورونا) على محمل الجد مثل ألمانيا في فرض إجراءات صارمة بإغلاق المدن»، عادّاً قرار استئناف كرة القدم في إيران «خاطئاً».


مقالات ذات صلة

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل يرتدي كمامة ويركب دراجة في مقاطعة هوبي بوسط الصين (أ.ف.ب)

الصين ترفض ادعاءات «الصحة العالمية» بعدم التعاون لتوضيح أصل «كورونا»

رفضت الصين ادعاءات منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها بعدم التعاون الكامل لتوضيح أصل فيروس «كورونا» بعد 5 سنوات من تفشي الوباء.

«الشرق الأوسط» (بكين)
آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام تحمل اسم شركة «بيونتيك» خارج مقرها بمدينة ماينتس الألمانية (د.ب.أ)

«بيونتيك» تتوصل إلى تسويتين بشأن حقوق ملكية لقاح «كوفيد»

قالت شركة «بيونتيك»، الجمعة، إنها عقدت اتفاقيتيْ تسوية منفصلتين مع معاهد الصحة الوطنية الأميركية وجامعة بنسلفانيا بشأن دفع رسوم حقوق ملكية للقاح «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

الجيش الإسرائيلي يتأهب لهجوم إيراني «محتمل»

صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025
صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025
TT

الجيش الإسرائيلي يتأهب لهجوم إيراني «محتمل»

صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025
صورة وزعتها وزارة الدفاع الإسرائيلية لرئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي، أثناء تفقد قاعدة جوية تحت الأرض 2 يناير 2025

وجه رئيس الأركان الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، أوامر برفع مستوى التأهب إلى «أقصى حد»؛ تحسباً لهجوم إيراني «مفاجئ»، والتعامل مع أي تطورات محتملة. وتؤكد القيادات الأمنية في تل أبيب أن احتمال الهجوم ضعيف، لكن هاليفي أمر باتخاذ تدابير احترازية، بما في ذلك رفع جاهزية سلاح الجو والدفاع الجوي.

ويعتقد المحللون الإسرائيليون أن تدهور الأوضاع في إيران، بما في ذلك انخفاض قيمة الريال والانتقادات الداخلية والمظاهرات المحتملة، قد يدفع طهران لاتخاذ خطوات متطرفة ضد إسرائيل، خاصة مع دخول ترمب البيت الأبيض.

وأفادت مصادر أمنية بقلق في إسرائيل والولايات المتحدة من احتمال أن تطور إيران سلاحاً نووياً، رداً على الضربات التي تلقتها أو قد تتلقاها مستقبلاً، وترى تل أبيب وواشنطن أنهما مضطرتان للتدخل بالقوة لمنع ذلك.