قلصت «أوبك» مجدداً، أول من أمس (الأربعاء)، توقعاتها للطلب العالمي على النفط، هذا العام، إذ يتسبب تفشي فيروس «كورونا»، في ركود عالمي، لكنها قالت إن التخفيضات غير المسبوقة في الإمداد التي تنفذها المنظمة ومنتجون آخرون تساعد بالفعل في إعادة التوازن للسوق. وتوقّعت «أوبك»، في تقريرها، تراجع إنتاج دول خارج «أوبك»، 3.5 مليون برميل يوميًا. وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول في تقريرها الشهري إنها أصبحت تتوقع انكماش الطلب العالمي 9.07 مليون برميل يومياً، أي بما يعادل 9.1 في المائة، في 2020. وفي الشهر الماضي، توقعت «أوبك» انكماشاً بمقدار 6.85 مليون برميل يومياً. بدأت «أوبك» وحلفاء، في إطار ما يعرف بمجموعة «أوبك+»، في أول مايو (أيار) تخفيضات إنتاج لم يسبق لها مثيل لمواجهة تخمة في المعروض، وقال منتجون آخرون، من بينهم الولايات المتحدة، إنهم سيضخّون كميات أقل. وقالت «أوبك» إن التخفيضات تؤتي ثمارها. وقالت «أوبك» في التقرير: «الضبط السريع للإمداد للتعامل مع الاختلال الحاد الراهن في سوق النفط العالمية بدأ بالفعل يظهر نتائج إيجابية، إذ من المتوقع أن تتسارع وتيرة التوازن في أرباع السنة المقبلة». وفي غضون ذلك، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأربعاء إن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام تراجع، الأسبوع الماضي، إلى أدنى مستوياته على الإطلاق. وأظهرت البيانات انخفاض صافي الواردات إلى نحو 1.87 مليون برميل يومياً. وتراجع إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة 300 ألف برميل يومياً إلى 11.6 مليون برميل يومياً، أقل مستوى له منذ ديسمبر (كانون الأول) 2018.كما قالت الإدارة إن مخزونات الخام بالولايات المتحدة تراجعت على غير المتوقع في أحدث أسبوع، إلى جانب مخزونات البنزين، بينما زاد مخزون نواتج التقطير. وهبط مخزون الخام 745 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في الثامن من مايو إلى 531.5 مليون برميل، في حين توقع المحللون في استطلاع أجرته «رويترز» زيادة قدرها 4.1 مليون برميل. وانخفضت مخزونات الخام بنقطة التسليم في كاشينغ بولاية أوكلاهوما ثلاثة ملايين برميل في أحدث أسبوع، بحسب الإدارة. وتراجع معدل استهلاك الخام بمصافي التكرير 593 ألف برميل يومياً، الأسبوع الماضي، وانخفض معدل استغلال طاقة المصافي 2.6 نقطة مئوية.
وتراجعت مخزونات البنزين الأميركية 3.5 مليون برميل على مدار الأسبوع إلى 252.9 مليون برميل، وفقاً لإدارة المعلومات، وذلك مقارنة مع انخفاض 2.2 مليون برميل توقعه المحللون في استطلاع «رويترز». وارتفعت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة 3.5 مليون برميل إلى 155 مليون برميل، في حين كان المتوقَّع ارتفاعها 2.9 مليون برميل. وتراجع صافي واردات الولايات المتحدة من الخام 300 ألف برميل يومياً، الأسبوع الماضي. ومن جهة أخرى، أفادت وكالة «بلومبرغ» بأن روسيا تقترب من تحقيق الخفض المستهدف لإنتاجها بموجب اتفاق «أوبك بلس»، وذلك بعد أن خفضت الشركات الإنتاج من الحقول القديمة في عدد من المناطق. ووفقاً للبيانات التي رصدتها «بلومبرغ»، فإنه منذ دخول اتفاق خفض الإنتاج حيز التنفيذ هذا الشهر، خفضت روسيا الإنتاج خلال الـ11 يوما الأولى من الشهر إلى 9.451 مليون برميل يومياً، وهو أقل بنسبة 16 في المائة عن مستوى إنتاج فبراير (شباط) عندما كان الإنتاج 11.301 مليون برميل. وروسيا مطالَبة بخفض الإنتاج إلى 8.5 مليون برميل في اليوم في مايو (أيار) الحالي، ويونيو (حزيران) المقبل، في إطار اتفاق «أوبك بلس».
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «أو إم في» النمساوية للطاقة إن المجموعة ترى مؤشراً إيجابياً على تعافي أسعار النفط في النصف الثاني من 2020 بدعم من زيادة الطلب على الوقود وتخفيضات الإنتاج التي يطبقها منتجون مثل السعودية. وأضر تفشي فيروس «كورونا» بشدة بالطلب العالمي وأثر على أسعار الخام وأرباح شركات النفط. لكن راينر زيله الرئيس التنفيذي لـ«أو إم في» قال إن رغبة منتجين مثل السعودية والنرويج في خفض الإنتاج بشدة تظهر أن هناك فرصة لعودة أسعار النفط إلى مستوى معقول. وقال في مقابلة مع «رويترز»: «لذلك نتوقع تعافي أسعار النفط تدريجياً في النصف الثاني وأن تسجل في المتوسط 40 دولاراً هذا العام». وأضاف أن استهلاك البنزين والديزل في النمسا انخفض إلى النصف في أبريل (نيسان)، لكنه عاد إلى 60 في المائة بعدما سُمح لجميع المتاجر بالفتح من جديد، في مطلع مايو، ووصل إلى 65 في المائة في الأيام الماضية.
وأضاف أن «أو إم في» تخفض إنتاجها من النفط في الإمارات والنرويج للالتزام بالحصص المتفق عليها لكنها لا تتوقع أي توقف في الإنتاج. وقال: «لا أرى أي انقطاع كبير في الإنتاج في قطاع التكرير التابع لنا».
«أوبك» تقلّص توقعاتها للطلب وترجح تسارع وتيرة التوازن
«أوبك» تقلّص توقعاتها للطلب وترجح تسارع وتيرة التوازن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة