مثلث الرعب في الساحل الأفريقي: «كورونا» و«داعش» والجوع

مثلث الرعب في الساحل الأفريقي: «كورونا» و«داعش» والجوع
TT

مثلث الرعب في الساحل الأفريقي: «كورونا» و«داعش» والجوع

مثلث الرعب في الساحل الأفريقي: «كورونا» و«داعش» والجوع

جاءت جائحة «كورونا» لتصب الزيت على نار الإرهاب المشتعلة في أفريقيا، وبشكل خاص في منطقة الساحل التي تعد بؤرة «القاعدة» و«داعش» في القارة السمراء.
وفي حين زادت التنظيمات الإرهابية من هجماتها في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، يُلاحظ أن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دول المنطقة لمنع انتشار فيروس «كورونا»، أدت هي الأخرى إلى شل الحرب على الإرهاب، فإغلاق الحدود بين موريتانيا ومالي، على سبيل المثال، تسبب في توقف دوريات القوة العسكرية المشتركة لدول الساحل الخمس على الحدود لملاحقة الإرهابيين.
كما أن القوات الفرنسية الموجودة في الساحل (5100 جندي) قلصت من نشاطها، منذ إصابة بعض جنودها بـ«كورونا»، بينما تتحدث تقارير إعلامية عن إصابة أكثر من 4 آلاف جندي فرنسي بالفيروس، وهو ما يثير قلق المؤسسة العسكرية الفرنسية ويشغلها عن الحرب الدائرة في عمق الصحراء الكبرى. أما الأمم المتحدة التي تنشر أكثر من 15 ألف جندي في شمال مالي لحفظ السلام، فقد أوقفت العديد من عملياتها بسبب الجائحة، فيما انشغلت الجيوش المحلية بتطبيق حالة الطوارئ الصحية وإغلاق المدن وفرض حظر التجول، ما أعطى الإرهابيين قدرة أكبر على التحرك بحرية.
في غضون ذلك استغلت تنظيمات الإرهاب أجواء الخوف من الفيروس لنشر دعايتها، فقال تنظيم «القاعدة» إن الفيروس «سيضعف عزيمة الدول الأوروبية، وسيفكك تحالفها الموجود في دول الساحل»، بينما ركز «داعش» على المجتمعات المحلية الخائفة ليقوم بعمليات اكتتاب واسعة، وعمل على إذكاء الخلاف الدائر في بعض القرى والمدن حول قرار إغلاق المساجد، خصوصاً في النيجر، حيث خرجت مظاهرات غاضبة أسفرت عن صدامات بين الشرطة وشبان غاضبين.
من جهة أخرى يبقى الأخطر هو الأزمة التي قد تدخلها دول الساحل بسبب جائحة الفيروس، خصوصاً عندما يتراجع الاهتمام بالتنمية المحلية، وقد بدأت هذه الأزمة تلوح في الأفق عندما خفت وتيرة العمل في أكثر من 40 مشروعاً تنموياً ممولة من المجموعة الدولية في مناطق حدودية بدول الساحل، الهدف منها إنقاذ السكان من قبضة الإرهابيين وتحسين ظروف عيشهم، بغلاف مالي وصل إلى أكثر من ملياري يورو. وقد توقفت هذه المشاريع بشكل شبه كامل منذ بداية الجائحة، لتترك ملايين السكان محاصرين في مثلث الرعب: «الإرهاب» و«الجائحة» والخوف من الموت جوعاً.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.