لم يردع وباء «كورونا» إيران وتركيا وإسرائيل لوقف سياساتها التوسعية أو المزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وكأنها لم تسمع بنداءات أممية ودعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لهدنة إنسانية في العالم.
وكرر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في الأيام الأخيرة، أن طبيعة التغير في العالم بسبب الفيروس، تفتح «نوافذ جديدة وفرصاً كبيرة» أمام بلاده. وبدا أن تركيا تسعى لاستغلال هذه الفترة في «تثبيت بعض الحقائق على الأرض» لا سيما فيما يتعلق بتمددها الإقليمي في الشرق الأوسط والبحر المتوسط. ولم يغب أيضاً الجانب الدعائي عن هذه التحركات، في محاولة لاستعادة شعبيته التي تأثرت بسبب الانتشار السريع لـ«كورونا».
وعندما أطل «كورونا» من الصين، كان التوتر على أشده بين إيران والولايات المتحدة، إثر مقتل قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري»، قاسم سليماني، بضربة جوية في بغداد، والرد الإيراني بإطلاق صواريخ على قاعدتين تضمان القوات الأميركية في العراق. وركز «الحرس الثوري» على إعادة ترتيب أوراق ذراعه الإقليمية «فيلق القدس» وتهيئة الأمر لخليفة سليماني، إسماعيل قاآني، بموازاة موجة غضب انفجرت في الشارع، في أعقاب اعتراف الحرس بإسقاط الطائرة الأوكرانية. ومع تحول إيران إلى بؤرة إقليمية للوباء، ظهرت بوادر توتر جديدة في المنطقة، حيث أضافت طهران إلى قائمة التصعيد المعتادة، مواد جديدة بينها إطلاق قمر صناعي عسكري وتحرشات بالأميركيين في مياه الخليج.
أما بالنسبة إلى إسرائيل، فجاءها «كورونا» وهي تعاني من أكبر أزمة سياسية في تاريخها. لكن إلى جانب خسائر الموتى والإصابات والاقتصاد، حققت إسرائيل مكاسب ورفعت سقف مطالبها بـ«إخراج إيران من سوريا». وكان بإمكانها أن تحقق مكاسب استراتيجية، لكن لم تفعل لأن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يدير معركة شخصية ويحتفظ بـ«صندوق الأرباح» لنفسه.
- إسرائيل تجمع المكاسب... ونتنياهو يحتفظ بـ {الصندوق}
- إردوغان «يعالج» مشاكل الداخل في الخارج
- إيران تضيف قمراً صناعياً وتحرشاً بحرياً إلى «قائمة التصعيد» في المنطقة