ليبيون يتوعدون بـ«إسقاط قوات تركيا» في طرابلس

جانب من احتفالات الليبيين بذكرى انتصار أجدادهم على الإيطاليين في معركة القرضابية (بلدية سرت)
جانب من احتفالات الليبيين بذكرى انتصار أجدادهم على الإيطاليين في معركة القرضابية (بلدية سرت)
TT

ليبيون يتوعدون بـ«إسقاط قوات تركيا» في طرابلس

جانب من احتفالات الليبيين بذكرى انتصار أجدادهم على الإيطاليين في معركة القرضابية (بلدية سرت)
جانب من احتفالات الليبيين بذكرى انتصار أجدادهم على الإيطاليين في معركة القرضابية (بلدية سرت)

على وقع هدوء نسبي للحرب الدائرة في العاصمة طرابلس، احتفلت جموع الليبيين بمرور 105 أعوام على انتصار أجدادهم على الاستعمار الإيطالي في معركة شهيرة عرفت باسم «القرضابية»، مسقط رأس الرئيس الراحل معمر القذافي، في أجواء لم تخلُ من توعد للرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وتوافد مئات المواطنين مساء أول من أمس على منطقة القرضابية بمدينة سرت، التي شهدت المعركة عام 1915، للاحتفال، وتذكّر تاريخ أجدادهم في حربهم ضد «الغزاة الإيطاليين».
وقال رئيس المجلس التسييري لبلدية سرت، سالم عامر سالم، خلال الاحتفال: «اليوم نحيي ذكرى معركة كل الليبيين، معركة اللُحمة الوطنية، ونجدد العهد من سرت، من مكان معركة القرضابية للقوات المسلحة العربية. كما نحذر كل من تسول له نفسه ومن تبعه من العملاء والخونة، بأن ليبيا وكما كانت عصية يوم القرضابية على الإيطاليين، فإنها ستظل عصية على الأتراك أيضاً».
وكان الدافع وراء معركة القرضابية هزيمة الجيش الإيطالي والمساندين له من الليبيين في فزان بالجنوب الليبي، في العاشر من ديسمبر (كانون الأول) 1914، فعملوا على استردادها بتجهيز جيشين: الأول ينطلق من طرابلس؛ لكنه هزم على أيدي قبائل الزنتان في المعركة التي عرفت بـاسم «مرسيط»، أما الجيش الثاني فقد تحرك من سرت التي سبق واحتلها في أوائل عام 1913؛ لكنه قبل أن يتحرك باتجاه فزان زحف عليه المجاهدون الذين احتشدوا جنوب سرت، بقيادة أحمد سيف النصر، في منطقة القرضابية التي تسمَّت بها هذه المعركة، وبحلول الظهر كان الجيش قد هُزم، فلاذ بالفرار داخل سرت وفقاً للمؤرخين، وأمعن في أهلها تعذيباً وقتلاً مدة ثلاثة أيام.
وفي سرت التي اقتنصها «الجيش الوطني» من قبضة قوات «الوفاق»، طغت على الاحتفالات أجواء تذكّر بالأجداد المحاربين بإلقاء الأشعار والأهازيج، وسط تجمع مئات المواطنين من أعمار مختلفة.
كما تطرق حديث القيادات المحلية عن دور «الجيش الوطني» في حربه بطرابلس؛ حيث جدد المجلس التسييري لبلدية سرت العهد والتفويض للقيادة العسكرية، وعلى رأسها المشير خليفة حفتر «لقيادة البلاد، و(تحرير) بقية المدن الليبية، وإعادتها إلى حضن الوطن الغالي»، متعهداً بـ«إسقاط القوات التي يدفع بها الرئيس التركي إلى طرابلس».
وأكد محمد غيت، المنسق الاجتماعي العام للقيادة العامة بسرت، في كلمته على «أهمية هذه المعركة في دحر المستعمر الإيطالي»، رابطاً بين معركة القرضابية وحرب طرابلس التي دفعت فيها أنقرة بجنودها للقتال ضد «الجيش الوطني».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».