أمضى المعارض الليبي عبد الرحيم الكيب، أحد عشر شهراً في السلطة، منذ أن اختاره «المجلس الوطني الانتقالي»، نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011، ليشغل رئاسة أول حكومة انتقالية في البلاد، قبل أن يسلمها طوعاً إلى خلفه علي زيدان.
ولد الكيب، الذي رحل أمس في الولايات المتحدة الأميركية، عن 70 عاماً، متأثراً بنوبة قلبية، ونعاه فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي، بالعاصمة طرابلس، وهو أكاديمي عمل أستاذاً للهندسة بجامعتها، قبل أن يتولى مناصب عدة بجامعات خليجية وأميركية.
وخلال المدة التي قضاها الكيب في منصبه، جرت أول انتخابات لـ«المؤتمر الوطني العام» عام 2012، ليسلم الراحل السلطة إلى علي زيدان، الذي انتخبه المؤتمر رئيساً للوزراء.
وسبق للكيب الذي أعلنت أسرته نبأ وفاته، أمس، أن غادر البلاد عام 1976 لينخرط في معارضة النظام السابق، قبل أن يعود إلى ليبيا مثل غيره، فور اندلاع أحداث فبراير (شباط)، ليتم اختياره بواسطة اقتراع جرى بمقر «المجلس الانتقالي» في العاصمة، حيث نال 26 صوتاً من أصل 51 ناخباً هم أعضاء المجلس آنذاك.
ومن على منصة التتويج قبل قرابة 9 أعوام من الآن، تحدث الكيب باللغة الإنجليزية، متعهداً ببناء «دولة تحترم حقوق الإنسان»، لكن الأمور سارت على نحو مخالف، مع تغوّل الميليشيات المسلحة، و«إهدار قيم حقوق الإنسان»، وفقاً لتقارير أممية عدة. في تلك الأثناء نفذ محمود جبريل، الذي رحل هو الآخر في الخامس من أبريل (نيسان) الحالي، ووري الثرى بالقاهرة، وعداً بالاستقالة، بعد إعلان «تحرير» ليبيا رسمياً، عقب السيطرة على مدينة سرت، مسقط رأس معمر القذافي وقتله.
وبالرغم من التعليقات التي انصبت أمس على الشماتة في الكيب والنيل منه، فقد نعاه رئيس المجلس الرئاسي، المعترف به دولياً، في بيان منفرد، وقال: «لقد فقد الوطن أحد أبنائه الأوفياء المخلصين، وبغيابه خسرت بلادنا مثالاً في تحمل المسؤولية، والالتزام بمصلحة الوطن وقضاياه».
وأضاف البيان موضحاً أن الكيب «كان نقياً ودوداً وشفافاً، لا يحمل قلبه حقداً أو ضغينة، صريحاً واضحاً في مواقفه، ولم يقصر في خدمة مواطنيه»، كما أنه «مثّل قيمة إنسانية وسياسية وعلمية كبيرة». وانتهى السراج إلى أن الراحل «انحاز عن حق إلى مسار التوافق والمصالحة الوطنية، وكان متطلعاً بثقة وتفاؤل لقيام الدولة المدنية الديمقراطية».
رحيل الكيب... رئيس أول حكومة انتقالية في ليبيا
رحيل الكيب... رئيس أول حكومة انتقالية في ليبيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة