كاميرات شعبية صغيرة وخفيفة الوزن بسمات متميزة

تصمم للمحترفين والهواة

كاميرات شعبية صغيرة وخفيفة الوزن بسمات متميزة
TT

كاميرات شعبية صغيرة وخفيفة الوزن بسمات متميزة

كاميرات شعبية صغيرة وخفيفة الوزن بسمات متميزة

قامت شركة «غورو» بالترويج الشعبي للكاميرات الصغيرة الخفيفة الوزن الجاهزة للعمل فورا ذات الصفات المثيرة.. لكنها نظرا للمنافسة الجديدة ذات التكلفة المنخفضة، يبدو أن كاميراتها «غو برو» باتت تعتبر الأكثر احترافا بالنسبة لغالبية المستهلكين.
وكانت الشركة قد أعلنت أخيرا عن 3 طرز جديدة، هي كاميرا على مستوى ابتدائي تدعى «هيرو»Hero بسعر 131 دولارا، و«هيرو سيلفر» Hero4 Silver بسعر 400 دولار، و«هيرو بلاك» Hero4 Black بسعر 500 دولار. وعلى الرغم من القبول الواسع التي حظي به الطراز الابتدائي «هيرو»، فإنه بات من الواضح أن التركيز شرع ينصب حاليا على الطرز العالية الأسعار ومميزاتها الكثيرة.
وتقوم كاميرات «غو برو» بالتقاط الفيديو بصورة عالية الوضوح، وحتى بتحديد «4 كيه»؛ إذ بمقدور كاميرا «هيرو4 بلاك» بشكل خاص تصوير فيديوهات بنوعية سينمائية حقيقية، لكنها قادرة جميعها على التقاط صور ساكنة عالية التحديد، وبالتالي توفير أدوات تحكم يدوية متعددة لضبط اللون والتعرض للضوء. ومع هذه الكاميرات يمكن أيضا تأطير الفيديوهات، أو الصور، ضمن زاوية واسعة، أو حتى اختيار زوايا ضيقة بدلا من ذلك.

كاميرات متميزة

وبإيجاز، فإن منتجي الأفلام والمصورين متحمسون للغاية حول كاميرات «غو برو» الجديدة هذه، كذلك الأمر ولو بدرجة أقل بالنسبة إلى الأفراد الآخرين. بيد أن المنافسة الشديدة مصدرها خيارات أخرى أساسية، فقد قضيت بعض الوقت أخيرا في مقارنة «غو برو هيرو4 سيلفر» مع كاميرا الفيديو الجديدة من إنتاج «بولارد» وتدعى «كيوب» Cube. وهي تبدو من الوهلة الأولى، كما لو أنها تشكل منافسة غير عادلة. فـ«كيوب» تكلف 100 دولار، وهي صغيرة الحجم على شاكلة علبة ملونة براقة، مع زر واحد في الأعلى للتشغيل، وهي قريبة في الفكرة من طراز «هيرو» الأساسي.
ولتبرير الدولارات الـ300 الإضافية في سعر كاميرا «هيرو4 سيلفر» ينبغي استخدام الكثير من المميزات والسمات المتطورة، والواقع أن غالبية الأشخاص يفضلون ربما الالتزام بالخيارات الأساسية الأولية، فإجمالا لا يوجد فرق كبير بينها وبين «كيوب».
ومن بين المميزات المتطورة في كاميرا «هيرو4 سيلفر» وجود شاشة من البلور السائل (إل سي دي) في ظهر الجهاز. وهذا ما يجعل تشغيل الكثير من ضوابط الكاميرا وتجهيزاتها أكثر سهولة، نظرا إلى أن التعامل معها عن طريق استخدام أزرار الكاميرا الطبيعية صعب للغاية.
يذكر أنه يمكن التأشير على مواقع معينة عن طريق النقر على زر جديد لعمليات الضبط والإعداد في الجانب الأيمن من الكاميرا، أو عن طريق استخدام أداة للتحكم من بعيد، كما ذكرت الشركة أخيرا.
وتقدم كاميرات «غو برو» أيضا تطبيقا مجانيا للهاتف يدعم أجهزة «آبل» و«آندرويد»، ليمكن استخدامها في التحكم بكاميرا «هيرو4»، والتأشير على المهم منها. وهذا جيد للتحكم بضوابط الكاميرا وتجهيزاتها، لكنني غالبا ما وجدت انقطاعا في التواصل هنا مع الكاميرا، فضلا عن استنزاف البطارية بسرعة لدى إعادة التواصل. كما أنه من غير العملي استخدام الهاتف للتحكم بالكاميرا إذا كنت تمارس رياضة ركوب الأمواج، أو القوارب في التيارات السريعة. لكن هذه الميزة أفضل، إذا كانت كاميرا «غو برو» مركبة على طائرة من دون طيار، أو على عنق كلب يلهو هنا وهناك ويداك طليقتان.
ومثل هذا التجهيز الذي يدار عن بعد هو الأفضل لدى وضع العلامات على الفيديو، لكن هذا ليس ممكنا دائما، إذا كنت أنت من تقود الدراجة، أو تمتطي حصانا، أو تقفز وتلهو. كما أن هذه العلامات غير مرئية في أي برنامج لتحرير الصور، باستثناء تطبيق «غو برو استوديو». ويبدو أن الشركة شرعت تتحول من صنع أجهزة الكاميرات وعتادها حصريا، إلى التركيز على توزيع الصور والوسائط الإعلامية المتعددة التي تنتجها. ورغم وجود برنامج التحرير المجاني الذي هو إحدى الفوائد التي تحصل عليها مع «غو برو»، فإنه معقد أيضا. وعلى الرغم من أن التطبيق يقوم بعمل جيد عندما يصطحبك في الخطوات الأساسية، فإنه ليس سهلا كسهولة تطبيق «آي موفي» من «آبل» مثلا.
بيد أن تشغيل الكاميرا سهل نسبيا؛ إذ يوجد زر في الواجهة للتشغيل والإقفال واختيار النمط المطلوب، فضلا عن زر للتسجيل في الأعلى لالتقاط الصور أو الشروع في التسجيل.

أجهزة متينة

وطبعا، فإن كاميرا «هيرو4» متينة للغاية، فقد قمت بإسقاط كاميرات «غو برو» والسير عليها، وتسخينها، مع إساءة معاملتها من دون أي تأثير عليها. ولكن مع ظهور كل طراز جديد من كاميرات «غو برو» يصبح هذا أكثر تعقيدا، من دون ذكر سعره المرتفع. كما أن حياة البطارية في الطرز الجديدة ليست طويلة، بل تدوم ساعتين فقط في أفضل الحالات.
وإذا لم تكن رياضيا شبه محترف، فإن كاميرات «غو برو» توفر ببساطة لأي شخص من هذا النوع، لديه الكثير من الوقت لتحرير الفيديوهات لنشرها على «يو تيوب»، أكثر مما يحتاجه. لكن إذا كان الهدف الحصول على كاميرا سهلة الاستخدام، فإنه من الجدير إلقاء نظرة على بعض البدائل البسيطة المتوفرة في الأسواق، أو التي قد تطرح قريبا. فشركة «إتش تي سي» مثلا، عرضت كاميرا جديدة تدعى «ري»، فهي كاميرا تحمل باليد بسعر 200 دولار سهلة التشغيل، وتفتقر حتى إلى زر طاقة للتشغيل والتوقيف، فهي تنشط للعمل لحظة حملها عن طريق المستشعر الحساس للمس، الموجود على ظهرها. غير أن الفيديو هنا ليس عالي النوعية، كما ذلك الموجود على كاميرات «غو برو»، لكنه أفضل مما هو متوفر في غالبية الهواتف. وتأتي الكاميرا مع تطبيق يتيح التحكم بها عن طريق جهاز بنظام «آندرويد» أو «آي أو إس».
ثم هنالك كاميرا «بولارويد كيوب» التي أطلقت في سبتمبر (أيلول) الماضي، التي وصفت بأنها كاميرا الفعاليات والنشاطات وتسجيل نمط الحياة بتصميم يدعو للتسلية. وتأتي هذه الكاميرا مخططة بألوان الأحمر، أو الأزرق، أو الأسود، وهي مقاومة للمياه حتى عمق 6 أقدام. كما أنها متينة يجري تشغيلها عن طريق الكبس على زر في أعلاها. اكبس على الزر مرة واحدة لالتقاط الصور العادية، ومرتين لالتقاط الفيديوهات. وهي تفتقر إلى شاشة عرض، لكن زاوية المشاهدة الواسعة جدا تجعل الأمور جيدة. بيد أن جودة الفيديو هنا أقل من تلك التي تلتقطها كاميرات «غو برو»، وإن كانت من نوعية التحديد العالي. وهي تلتقط الصور الساكنة بتحديد 6 ميغابيكسل الذي ليس كبيرا، وإن كان أفضل قليلا من صور كاميرات «هيرو»، و«غو برو» من الطرز البسيطة الابتدائية التي هي بتحديد 5 ميغابيكسل. كما أن حياة بطاريتها أفضل من حياة بطارية «غو برو».

* خدمة «نيويورك تايمز»



رئيس «مايكروسوفت»: السعودية تنتقل من تصدير النفط إلى تصدير الذكاء الاصطناعي

تشهد السعودية لحظة تحول تاريخية تقود فيها المنطقة نحو عصر الذكاء الاصطناعي بفضل رؤية 2030 والإرادة السياسية الواضحة (شاترستوك)
تشهد السعودية لحظة تحول تاريخية تقود فيها المنطقة نحو عصر الذكاء الاصطناعي بفضل رؤية 2030 والإرادة السياسية الواضحة (شاترستوك)
TT

رئيس «مايكروسوفت»: السعودية تنتقل من تصدير النفط إلى تصدير الذكاء الاصطناعي

تشهد السعودية لحظة تحول تاريخية تقود فيها المنطقة نحو عصر الذكاء الاصطناعي بفضل رؤية 2030 والإرادة السياسية الواضحة (شاترستوك)
تشهد السعودية لحظة تحول تاريخية تقود فيها المنطقة نحو عصر الذكاء الاصطناعي بفضل رؤية 2030 والإرادة السياسية الواضحة (شاترستوك)

بينما تُسرّع السعودية مسيرة تحولها الوطني تحت مظلة «رؤية 2030»، يشهد المشهد التقني الإقليمي نقطة انعطاف كبرى. وللمرة الأولى، «لا تشارك المنطقة في تحول عالمي فحسب، بل تتصدره بوضوح»، وفق ما يقول رئيس «مايكروسوفت» لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، نعيم يزبك، خلال لقاء خاص مع «الشرق الأوسط».

يعتبر يزبك أن السعودية تقف اليوم في مقدمة مشهد تقني يُعد «لحظة تحول تاريخية لم نشهد مثلها في المائة عام الماضية»، لحظة تُعرّفها البنى السحابية السيادية والذكاء الاصطناعي وقدرات الابتكار الوطني.

نعيم يزبك رئيس «مايكروسوفت» لمنطقة الشرق الأوسط و أفريقيا (مايكروسوفت)

التحول الوطني السعودي

يرى يزبك أن الإرادة السياسية الواضحة في المملكة تقف وراء هذا التسارع. فالدولة لا تسعى فقط إلى تحديث بنيتها التحتية، بل تنظر إلى الذكاء الاصطناعي بعدّه ركيزة استراتيجية توازي النفط تاريخياً. وإذا كان النفط قد شكّل أساس الاقتصاد لعقود، فإن الذكاء الاصطناعي أصبح المورد الجديد الذي تراهن عليه المملكة في مستقبلها الاقتصادي.

ويذكر يزبك أن زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، مؤخراً إلى الولايات المتحدة حملت دلالة مهمة، إذ جاء ملف الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في مقدمة المحادثات، ما يعكس جدية التوجه السعودي نحو بناء اقتصاد معرفي عالمي التأثير.

هذا التوجه فتح الباب أمام مرحلة جديدة لا تكتفي فيها المملكة باستهلاك تقنيات الذكاء الاصطناعي من الخارج، بل بتطوير قدراتها المحلية وبناء منظومة إنتاج معرفي يمكن تصديره، وهو ما يعزز مبدأ السيادة التقنية ويؤسس لاقتصاد قائم على الابتكار.

مميزات السوق التقنية السعودية

يؤكد يزبك أن المشهد الإقليمي كله يشهد تحولاً فريداً، إذ لم تعد دول الخليج وخصوصاً السعودية، تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي فحسب، بل دخلت مرحلة تطويرها وإعادة تصديرها للأسواق العالمية. وتعمل المملكة على بناء بنى تحتية متقدمة قادرة على تشغيل نماذج ضخمة وتوفير قدرات حوسبة هائلة، ما يجعلها جزءاً من معادلة الابتكار العالمية لأول مرة في تاريخها الحديث، لا مجرد مستورِدة للتقنية.

وينقل يزبك انطباعاً مشتركاً سمعه خلال لقاءاته المتعددة مؤخراً في الرياض مع الوزارات والهيئات التنظيمية والمؤسسات الوطنية والشركات العالمية، وهو أن الجميع «يريد أن يكون في طليعة الذكاء الاصطناعي لا خلفه». ويعد أن الطموحات لم تعد شعارات، بل تحولت إلى قرارات تنفيذية واضحة تتجلى في إعادة ترتيب الميزانيات ورفع سقف التوقعات وتسريع الجداول الزمنية للمشاريع.

كما يشير يزبك إلى أن المؤسسات السعودية باتت تطالب الشركات التقنية بضمان أعلى مستويات سيادة البيانات، خصوصاً مع حساسية القطاعات المالية والصحية والتعليمية. وفي الوقت نفسه، تتطور البنية التشريعية بسرعة كبيرة لتواكب هذا التحول، إذ قامت المملكة بتحديث أنظمة الأمن السيبراني وحوكمة البيانات والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع من دول عدة حول العالم، ما جعل القدرة على تعديل التشريعات بمرونة عالية ميزة تنافسية مهمة. ويفيد يزبك بأن نجاح المؤسسات لا يُقاس بعدد مشاريع الذكاء الاصطناعي التي تنفذها، بل بمدى ارتباط هذه المشاريع بالتحديات الوطنية الكبرى، إذ يجب أن يكون الذكاء الاصطناعي في صميم ملفات الإنتاجية والرعاية الصحية والتعليم والأمن السيبراني، لا في مبادرات صغيرة هدفها الظهور الإعلامي.

تُعد السعودية من أوائل الدول التي تبني بنى تحتية سحابية وسيادية متقدمة ما يمكّنها من تطوير وابتكار تقنيات جديدة وليس فقط استهلاكها (غيتي)

معادلة العائد على الاستثمار

يشير يزبك إلى أن بناء اقتصاد قائم على الذكاء الاصطناعي يتطلب أكثر من مراكز بيانات متقدمة، فهو يبدأ من التخطيط لعقود مقبلة في إنتاج الطاقة وتوسيع شبكات الاتصال. فالتشغيل الفعلي للنماذج الضخمة يحتاج إلى قدرة كهربائية هائلة واستقرار طويل الأمد، وهو ما تعمل عليه المملكة عبر استثمارات استراتيجية في الطاقة المتجددة والبنية الاتصالية. هذه الخطوات تعزز موقع السعودية بوصفها دولة قادرة على استضافة عمليات حوسبة عالمية متقدمة على مدار السنوات المقبلة.

يشرح يزبك أن سؤال العائد على الاستثمار أصبح من أكثر الأسئلة أهمية في هذه المرحلة. فعلى المستوى الوطني، يُقاس العائد بالازدهار الاقتصادي المباشر وزيادة الناتج المحلي وخلق وظائف جديدة وتعزيز القدرة على الابتكار ورفع الإنتاجية وترسيخ المكانة العالمية للمملكة. أما على مستوى المؤسسات، فقد بدأت النتائج بالظهور بالفعل. فمع استخدام أدوات مثل «كوبايلوت»، أصبح الموظفون قادرين على أداء مهامهم بسرعة أكبر وجودة أعلى والتخلص من الأعمال الروتينية وتخصيص وقت للابتكار. وينوه يزبك بأن المرحلة المقبلة ستشهد توسعاً في المكاسب لتشمل تطوير نماذج أعمال جديدة وتحسين تجربة العملاء وتبسيط العمليات التشغيلية ورفع الكفاءة في مختلف القطاعات.

تبدأ «مايكروسوفت» تشغيل المنطقة السحابية الجديدة في الدمام عام 2026 ما يشكل تحولاً كبيراً في القطاعات الصحية والمالية والحكومية ( مايكروسوفت)

2026... نقطة التحول الكبرى

تستعد «مايكروسوفت» لبدء تشغيل منطقة سحابية جديدة في الدمّام خلال النصف الثاني من عام 2026 واستضافة كامل خدماتها السحابية بما في ذلك «Azure» و«Microsoft 365» و«Dynamics وPower Platform» وخدمات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وحلول «كوبايلوت». ويُعد هذا المشروع واحداً من أضخم وأحدث مراكز البيانات في المنطقة، وقد اكتمل البناء بالفعل بينما تجري حالياً الاختبارات ونشر الخدمات تدريجياً استعداداً للإطلاق. ويؤكد يزبك أن الطلب على هذه السحابة ضخم للغاية، ليس فقط من المؤسسات الوطنية، بل أيضاً من شركات عالمية ترغب بتشغيل خدماتها داخل المملكة، وهو ما لم يكن ممكناً سابقاً بهذه السعة.

وسيكون لهذه السحابة أثر فوري على القطاعات المنظمة مثل الصحة والمالية، التي ستتمكن للمرة الأولى من استخدام خدمات سحابية وذكاء اصطناعي محلية متوافقة مع الأنظمة السعودية. ويشير يزبك إلى أن خدمات«أزور» و «كوبايلوت» ستصبح متاحة على نطاق واسع لجميع المؤسسات من الشركات الصغيرة إلى أكبر الكيانات الاقتصادية، وأن جاهزية المؤسسات البشرية والتقنية ستكون العامل الحاسم في سرعة الاستفادة من هذه النقلة النوعية.

قيمة تتجاوز البنية التحتية

يؤكد يزبك أن تشغيل السحابة الوطنية لا يوفر قدرات تقنية فقط، بل يفتح الباب أمام دخول منظومة شركاء «مايكروسوفت» العالمية إلى داخل المملكة. وهذا يعني أن آلاف الحلول المتقدمة، من برمجيات الأعمال إلى تقنيات الأمن وتحليل البيانات، ستصبح متاحة مباشرة للمؤسسات السعودية. ويعدّ يزبك هذه المنظومة المتكاملة هي العامل الأكثر تأثيراً في تسريع الابتكار وبناء خدمات جديدة، إذ تتجاوز قيمته قيمة البنية التحتية نفسها.

تمثل البيانات النظيفة والضخمة ركيزة أساسية لنجاح مشاريع الذكاء الاصطناعي وتعمل المملكة على تطوير منظومات بيانات وطنية متقدمة (غيتي)

السيادة والأمن

يصرح يزبك لـ«الشرق الأوسط» بأن مفهوم السيادة الرقمية أصبح عنصراً لا يمكن الاستغناء عنه في أي بنية تقنية وطنية. فالمملكة تفرض على مقدمي الخدمات السحابية الالتزام بأعلى درجات الاعتماد لاستضافة البنى الوطنية الحساسة، وهو ما تعمل «مايكروسوفت» على تحقيقه قبل الإطلاق. ومع بدء تشغيل المراكز السحابية في الدمام، ستصبح فعلياً جزءاً من البنية السيادية للمملكة، ما يستلزم أعلى مستويات الحماية. وتستثمر الشركة مليارات الدولارات سنوياً في الأمن السيبراني، وقد تمكنت من صدّ هجمات إلكترونية غير مسبوقة، ما يعكس مستوى التهديدات الذي تواجهه البنى الوطنية اليوم. وتقدم الشركة منظومة واسعة تشمل حوكمة البيانات والحلول السحابية السيادية وأدوات تصنيف البيانات وخيارات هجينة تمنح المؤسسات مرونة في التشغيل والتوسع. ويؤكد يزبك أن السيادة ليست مفهوماً واحداً بل طيف من المتطلبات يشمل حماية البيانات والتحكم التشريعي ووجود البنى داخل الحدود الوطنية.

البيانات... مصدر التفوق المقبل

يعدّ يزبك أن البيانات هي العامل الحاسم لنجاح الذكاء الاصطناعي، وأن أي نموذج ذكاء اصطناعي لا يستند إلى بيانات نظيفة يتحول إلى مصدر للهلوسة. ولذلك تبدأ أي مناقشة وطنية استراتيجية بسؤال حول مدى جاهزية البيانات الوطنية. وتعمل المملكة اليوم بالشراكة مع «سدايا» ووزارة الاتصالات وشركات وطنية على بناء منظومة بيانات ضخمة ومنظمة وفق أعلى المعايير، ما يجعلها ركيزة رئيسية لتطوير نماذج لغوية عربية قادرة على المنافسة عالمياً. ويقول يزبك إن النهج الأكثر فاعلية هو الاعتماد على الضبط الدقيق للنماذج العالمية باستخدام بيانات محلية تعكس اللهجات والسياقات الثقافية والصناعية، بدلاً من بناء نماذج جديدة من الصفر، وهو ما يجعل العملية أكثر استدامة ودقة. كما يدعو يزبك إلى تبنّي إطار واضح للذكاء الاصطناعي المسؤول، مؤكداً أن السرعة وحدها لا تكفي، وأن الاستخدام الآمن والموثوق للتقنية يجب أن يُبنى منذ اللحظة الأولى. وتعمل «مايكروسوفت» مع الهيئات الوطنية على تطوير سياسات تمنع سوء الاستخدام وتضمن حماية البيانات وبناء نماذج عادلة وشفافة. ويعتبر أن هذه الأسس ستحدد مستقبل الثقة بين المواطنين والتقنيات الجديدة.

تعدّ المهارات البشرية الشابة العنصر الأكثر حسماً في تحويل الاستثمارات التقنية إلى قدرة وطنية مستدامة (شاترستوك)

تدريب المهارات... ميزة وطنية

يشدد يزبك على أن المهارات البشرية هي المحرك الحقيقي للقدرة الوطنية. فامتلاك المملكة لبنية تحتية قوية لا يكفي دون وجود مهارات قادرة على تشغيلها وتطويرها. ويرى أن الشباب السعودي يمثل الميزة التنافسية الكبرى للمملكة، إذ إن الجيل الجديد وُلد في عالم رقمي يتعامل مع التقنيات الحديثة بعفوية ومرونة. وقد درّبت «مايكروسوفت» أكثر من مليون سعودي خلال العامين الماضيين عبر برامج مشتركة مع «سدايا» ووزارة الاتصالات ووزارة التعليم ومؤسسة «مسك»، كما خرّجت أكاديمية الذكاء الاصطناعي المشتركة آلاف الطلاب من أكثر من أربعين جامعة، ووفرت برامج موسعة لتدريب المعلمين على أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم. وتقوم الرؤية على أن تنمية المهارات هي ما يحول البنية الرقمية إلى قدرة وطنية تُترجم إلى ابتكار وإنتاجية.

من التبني إلى الريادة

يؤكد يزبك أن «مايكروسوفت» تجري تقييمات دقيقة لأثر السحابة الوطنية في الدول التي تعمل فيها، وتشمل هذه التقييمات خلق الوظائف والمساهمة في الناتج المحلي ونمو الشركات الناشئة وتوسع منظومة الشركاء وزيادة الإنتاج المعرفي. وعندما ترتفع هذه المؤشرات بالتزامن مع انتشار التطبيقات المحلية للذكاء الاصطناعي، تعدّ الشركة أن الدولة قد انتقلت من مرحلة التبني إلى مرحلة الريادة. وتشير التوجهات إلى أن الشركات الناشئة السعودية تتجه بسرعة نحو بناء حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مستفيدة من منح سحابية ومن دعم تقني يتيح لها تطوير منتجاتها بسرعة أكبر. ومع توفر قدرات الذكاء الاصطناعي محلياً ستتمكن هذه الشركات من دخول السوق بوتيرة أسرع وإطلاق منتجات تتوافق بالكامل مع الأنظمة الوطنية.


ماسك ينفي تقارير عن تقييم «سبيس إكس» بمبلغ 800 مليار دولار

ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
TT

ماسك ينفي تقارير عن تقييم «سبيس إكس» بمبلغ 800 مليار دولار

ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)

نفى الملياردير ورائد الأعمال الأميركي إيلون ماسك، السبت، صحة تقارير إعلامية أفادت بأن شركة «سبيس إكس» للفضاء ستبدأ بيع أسهم ثانوية من شأنها أن تقدر قيمة الشركة بنحو 800 مليار دولار، واصفاً إياها بأنها غير دقيقة.

وأضاف ماسك على منصة «إكس»: «لقد كانت تدفقات (سبيس إكس) النقدية إيجابية لسنوات عديدة وتقوم بعمليات إعادة شراء أسهم دورية مرتين في السنة لتوفير السيولة للموظفين والمستثمرين».


بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».