نشطاء «الحراك» في الجزائر يرحبون بتبرئة ناشط

TT

نشطاء «الحراك» في الجزائر يرحبون بتبرئة ناشط

عاد الأمل إلى نشطاء الحراك الشعبي بخصوص احتمال أن تخفف قوات الأمن قبضتها عليهم، بعد أن أُفرج، أول من أمس، عن إبراهيم لعلامي، أحد أبرز رموز المظاهرات، الذي نال البراءة بعد أن قضى خمسة أشهر في الحبس الاحتياطي. وفي غضون ذلك، طالب تنظيم نقابي جزائري، يدافع عن الصحافيين، بالإفراج عن خالد درارني، مراقب «مراسلون بلا حدود»، ورفع الرقابة القضائية عن ثلاثة آخرين.
ونشر «المجلس الوطني للصحافيين»، أمس، رسالة إلى وزيرَي الإعلام والعدل، تناول فيها أوضاعاً سيئة يعيشها معظم الصحافيين، قطاع منهم كان عُرضة للسجن والملاحقات القضائية، وآخرون توقف صب أجورهم قبل جائحة «كورونا» بسبب مشكلات مالية تتخبط فيها مؤسساتهم، وزادت حالتهم سوءاً خلال الأزمة الصحية بتوقف صدور الكثير من الصحف، وتراجع الإعلانات الحكومية والخاصة، التي تعد مصدر الدخل الأساسي لوسائل الإعلام. وتناولت الرسالة قضية الصحافي درارني، مراسل الفضائية الفرنسية «تي في 5»، الذي يوجد بالسجن الاحتياطي منذ 27 من الشهر الماضي، والمتهم بـ«التحريض على التجمهر من دون رخصة»، و«المس بالوحدة الوطنية». وكان درارني بصدد تغطية أحداث مظاهرة بالعاصمة، عندما اعتقلته قوات الأمن مع متظاهرين، ووضعه قاضي التحقيق في الرقابة القضائية، وبعد استئناف النيابة تم إيداعه الحبس الاحتياطي. كما تناولت الرسالة حالة ثلاثة صحافيين من جريدة «الصوت الآخر»، وضعهم القضاء في الرقابة القضائية مطلع الشهر الجاري، بسبب مقال شكك في صحة التحاليل التي يجريها «معهد باستور» الطبي بخصوص مشتبهين بالإصابة بفيروس «كورونا». وطالبت النقابة بإطلاق سراح درارني في انتظار تحديد تاريخ محاكمته، ورفع الرقابة القضائية عن صحافيي «الصوت الآخر».
وكانت محكمة الجنح بالعاصمة قد أدانت الصحافي سفيان مراكشي، مراسل فضائية لبنانية، بـثمانية أشهر سجناً نافذاً، بتهمة «إدخال سلعة عبر الحدود دون المرور على الجمارك»، وتتمثل في عتاد للبث التلفزيوني المباشر، قال الصحافي إنه اشتراه بالجزائر، وإن الكثير من المراسلين يستعملونه في تغطياتهم للأحداث. وتنتهي عقوبة مراكشي الشهر المقبل.
كما دعت النقابة في رسالتها إلى «تجسيد المعاني السامية لروح الدستور الجزائري، ونصوصه المتعلقة بحماية حرية الصحافة، ومعالجة جنح الصحافيين في إطار قانون الإعلام، ومنع العقوبات السالبة للحرية ضد الصحافيين، وترقية هذا المكسب في دستور البلاد الجديد». وتحدثت عن «الضغوط النفسية والاجتماعية»، التي يعاني منها الكثير من الصحافيين، ممن لم يتقاضوا أجورهم منذ شهور طويلة.
وقبل أسبوع حجبت الحكومة صحيفة إلكترونية وراديو تابعاً لها يبث على الإنترنت، بحجة أن المؤسسة «تتلقى تمويلاً من الخارج»، وهو ما نفاه مديرها الصحافي قاضي إحسان. ويواجه صحافيو وعمال «مجمع الوقت الجديد»، الذي يضم صحيفتين وفضائيتين، مشكلات كبيرة مع إدارته، منذ توقف أجورهم قبل ثمانية أشهر. ويملك المجمع رجل الأعمال علي حداد، الذي سجنته السلطات بتهم فساد، بعد خلع الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة منذ عام. وبدأت مشكلات الصحافيين مع الإدارة قبل سجن حداد، وقد استقال العديد دون أخذ مستحقاتهم، فيما بقي آخرون يشتغلون على أمل أن تحلّ السلطات المشكلة، وترقب ما ستسفر عنه عملية تصفية أملاك رجل الأعمال وهي ضخمة.
إلى ذلك، توقع قطاع من نشطاء الحراك أن تخفف السلطات من شدة تعاملها مع المتظاهرين، بعد أن برّأت محكمة برج بوعريريج (شرق) أول من أمس، أيقونة الحراك بالمنطقة إبراهيم لعلامي و14 متظاهراً، جرى اعتقالهم منذ 5 أشهر بعد احتجاجات كبيرة ضد السلطات المحلية، قادها الشاب لعلامي الذي ظهر في صور فيديو، وهو يواجه مسؤولاً محلياً بحدة حول «حقوق المواطنين وحرياتهم».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.