ارتفاع منحنى الإصابات في فلسطين... وتخفيف مرتقب عن بيت لحم

السلطة ماضية في إدخال تعديلات على خطتها

السلطة الفلسطينية تراجع القيود المفروضة في بيت لحم (إ.ب.أ)
السلطة الفلسطينية تراجع القيود المفروضة في بيت لحم (إ.ب.أ)
TT

ارتفاع منحنى الإصابات في فلسطين... وتخفيف مرتقب عن بيت لحم

السلطة الفلسطينية تراجع القيود المفروضة في بيت لحم (إ.ب.أ)
السلطة الفلسطينية تراجع القيود المفروضة في بيت لحم (إ.ب.أ)

ارتفع منحنى الإصابات مرة أخرى في فلسطين، بعد تسجيل 10 إصابات مرة واحدة في الصباح، فيما أدخلت السلطة تعديلات على إجراءات مواجهة فيروس كورونا المستجد.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية، إبراهيم ملحم، إنه تم تسجيل 10 إصابات جديدة بفيروس «كورونا»، ما يرفع عدد المصابين إلى 284 مصاباً، إضافة إلى 36 إصابة في مدينة القدس المحتلة.
وأضاف ملحم، خلال الإيجاز الصباحي اليومي حول مستجدات فيروس «كورونا» في فلسطين، أن غالبية الإصابات الجديدة سجّلت في صفوف العمال العائدين من داخل أراضي الـ48، ومخالطين لهم من عائلاتهم وأصدقائهم.
وأكد مدير عام الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة، كمال الشخرة، أن الحالات الـ10 الجديدة سجلت في بلدة العيزرية شرق القدس المحتلة (5 حالات)، و3 حالات في قرية رافات شمال غربي القدس المحتلة، وحالة في جنين، وحالة في الخليل. وأضاف أن الحالات الخمس في العيزرية تعود لعائلة انتقلت لها العدوى من ابنتهم التي أصيبت بالفيروس في أثناء عملها بالقدس، والحالتين في جنين والخليل لعاملين عائدين من داخل أراضي الـ48، وحالات رافات الثلاث لمخالطين مع مصابين.
وقال الشخرة إن منحنى الإصابات عاد للارتفاع مرة أخرى، بعدما سجل تدنياً واستقراراً خلال الفترة الماضية.
ارتفاع الإصابات جاء بعد يوم من إدخال الحكومة بعض التغييرات على الإجراءات المتبعة في الأراضي الفلسطينية لمواجهة فيروس كورونا، من بينها السماح لبعض المصانع بالعمل.
وبدوره، قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتيه، إنه سيسمح بالعمل لبعض المصانع التي تثبت أنها قادرة على الحفاظ على سلامة عمالها وموظفيها، والالتزام بذلك، وترتيب شأن تنقلهم والتباعد فيما بينهم في أثناء العمل، وبتصريح من المحافظ، وتزكية من وزارة الاقتصاد. وتابع: «على أن تتمتع (المصانع) بكامل إجراءات السلامة الصحية، ويكون العمال من داخل المحافظة، ووفق معايير توافق عليها وزارتا الاقتصاد والصحة».
وخلال الأيام القليلة الماضية، سمحت الحكومة الفلسطينية للمتاجر الكبيرة بفتح أبوابها من الساعة العاشرة صباحاً حتى الخامسة مساء، كما تواصل المخابز والصيدليات عملها، فيما تعطلت باقي قطاعات الصناعة. ومنعت الحكومة التنقل بين المحافظات في الضفة الغربية المحتلة، بينما سمحت بنقل البضائع والمنتجات الزراعية.
وأوضح أشتية أنه سيتم السماح بفتح المكتبات ومتاجر الكتب ومحلات غسيل وكي الملابس والخياطة ومحلات اللوازم الكهربائية واللوازم الصحية أيام الجمع من الساعة العاشرة حتى الخامسة، على أن تُغلق محلات بيع الأغذية والمتاجر الكبيرة في اليوم ذاته.
وأعلن أنه سيتم تقييم الإجراءات في محافظة بيت لحم التي دخلت أمس يومها الأربعين على الإغلاق بسبب كورونا.
وأغلقت السلطة المدينة في الخامس من مارس (آذار) الماضي، وحجرت مدنها ومخيماتها وقراها. وقال أشتيه إنه سيجري تقييم الوضع عقب الأعياد المجيدة.
وأكد ملحم أنه سيكون هناك إجراءات لجهة تخفيف القيود على مدينة بيت لحم سيجري بحثها خلال الفترة المقبلة بسبب أن التزام أهل المدينة آتى أكله، بعدم زيادة الحالات فيها، أو انتقال العدوى منها لمحافظات أخرى.


مقالات ذات صلة

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».