توقف ورش البناء في الجزائر يضاعف متاعب مهاجري جنوب الصحراء

توقف ورش البناء في الجزائر يضاعف متاعب مهاجري جنوب الصحراء
TT

توقف ورش البناء في الجزائر يضاعف متاعب مهاجري جنوب الصحراء

توقف ورش البناء في الجزائر يضاعف متاعب مهاجري جنوب الصحراء

خليل مواطن من النيجر دخل إلى الجزائر عبر حدودها الجنوبية بطريقة سرية منذ عام، التقته «الشرق الأوسط» في ورشة للبناء بـ«جنان سفاري»، بالضاحية الجنوبية للعاصمة. الأشغال بالورشة توقّفت منذ تفشي فيروس كورونا، فانعكس الوضع عليه، وعلى المئات من رعايا دول جنوب الصحراء، ممن يتخذون من الجزائر محطة عبور يجمعون فيها مالاً، لاستكمال طريقهم إلى الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.
يبيت خليل، الشاب العشريني، مع 10 مهاجرين سريين، ينحدرون من 3 دول أفريقية، في الورشة، وهي مشروع بناء إقامة تابعة لوزير سابق. وهم مضطرون، كبقية الجزائريين، لإخلاء الشوارع بدءاً من الثالثة بعد الظهر، موعد حظر التجوال.
يقول المهاجر النيجري عن حالته: «منذ أن أبلغنا صاحب المشروع بأنه قرر توقيفه حتى نهاية الوباء، اضطررنا للإنفاق من مدخراتنا التي خصصناها للسفر إلى إيطاليا. أملنا الوحيد حالياً هو أن تنخفض الإصابات بهذا الفيروس اللعين بسرعة حتى نعود إلى العمل، لنجمع المال من جديد لتحقيق الهدف الذي غامرنا من أجله بحياتنا».
وفي ورشة أخرى قريبة، كان بعض العمال المهاجرين مُنكبّين على إكمال بناء «فيلا» بدت الأشغال بها على وشك الانتهاء. وهم ينتظرون، حسب أحدهم، وهو مواطن غيني، قدوم صاحب المشروع ليسلّمهم الأجرة اليومية التي تساوي 10 دولارات بالعملة المحلية.
ويذكر المهاجر الغيني أنه قلق على مصيره في هذه الأزمة «فعندما أنتهي من بناء الفيلا، سأكون مجبراً على مغادرة المكان بحثاً عن شغل، لكن فرص العمل في ورش أخرى شبه منعدمة، فغالبيتها متوقفة بسبب إغلاق مستودعات بيع مواد البناء».
وكان لافتاً في ورشتي «جنان سفاري» انعدام وسائل الوقاية، وعدم احترام مسافة التباعد التي توصي بها وزارة الصحة يومياً. وقال مصدر من وزارة الداخلية إن نحو ألفي مواطن من جنوب الصحراء منتشرون حالياً بالعاصمة، بعضهم يشتغل بالتجارة في الأسواق العشوائية التي منعتها السلطات في الأزمة الصحية، وبعضهم يمارس مهنة البناء في ورش تابعة للحكومة، وأخرى خاصة. كما يوجد منهم من يشتغلون في بيوت مواطنين بأحياء راقية بالعاصمة؛ وهؤلاء طلب منهم أصحاب البيوت مغادرتها مع تفشي الوباء، فوجدوا أنفسهم في العراء.
وبحسب المصدر نفسه، تم توقيف عمليات ترحيل المهاجرين السريين إلى الحدود الجنوبية، في سياق الإجراءات المتخذة لمواجهة الجائحة، ومنها تقليص التنقلات بين المناطق إلى أقصى حد. وتم منذ عام ونصف ترحيل أكثر من 10 آلاف مهاجر، بناء على اتفاق مع بلدانهم، حسب المصدر نفسه.


مقالات ذات صلة

علماء ألمان يتحققون من أدلة استخباراتية حول نشأة فيروس كورونا في مختبر صيني

العالم ألمانيا تطلب من علماء التحقق من الأدلة التي قدمها جهاز الاستخبارات بشأن نشأة فيروس كورونا في مختبر صيني (أ.ب)

علماء ألمان يتحققون من أدلة استخباراتية حول نشأة فيروس كورونا في مختبر صيني

كشفت تقارير إعلامية أن ديوان المستشارية الألمانية طلب من علماء التحقق من الأدلة التي قدمها جهاز الاستخبارات بشأن نشأة فيروس كورونا بمختبر بمدينة ووهان الصينية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
علوم 400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

عدواه أدت إلى تغييرات دائمة وغير مرئية في أجزاء مختلفة من الجسم.

داني بلوم (نيويورك) أليس كالاهان (نيويورك)
آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».