لم يكن عيد الفصح، أمس، في لبنان للطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، كعادته، ولم تخرج العائلات التي تتبع التقويم الشرقي مع أطفالها إلى الكنائس لتحتفل بأحد الشعانين. وكالملايين حول العالم الذين لزموا بيوتهم اتقاءً لفيروس «كورونا» الذي يجتاح الأرض، بقي مسيحيو لبنان في منازلهم، واقتصرت سفرة العيد على العدد القليل من أفراد العائلة الذين يعيشون تحت سقف واحد، اتقاءً لاختلاط قاتل. واستُبدلت بالمعايدات الرسائل الإلكترونية. وأقيمت القداديس احتفاءً بالمناسبة في غياب المحتفلين، الذين اكتفوا بمتابعة كل الطقوس الدينية عبر البث التلفزيوني.
وزاد من حدة الحجْر قرار رسمي اتُّخذ بمنع تجوال السيارات كلياً في لبنان، باستثناء سيارات الأجرة التي يمكنها نقل راكب واحد عند الضرورة. وهو إجراء يشهده لبنان للمرة الأولى، خشية خروج الناس للالتقاء بسبب العيد.
ولما للمناسبة من أهمية عند المسيحيين حرصت العائلات على أن تقيم الصلوات في بيوتها بدلاً من الذهاب إلى الكنائس. واجتمعت، ظهر أمس، العائلات الصغيرة التي تسكن في بيت واحد، على مآدب أرادت أن تعوض عن العزلة بشيء من الحيوية والبهجة. وجاءت المعايدات مقرونةً بالتمنيات بالفرج وخلاص العالم من أحزانه ومحنته.
ولعبت اتصالات الفيديو دوراً رئيساً في لمّ شمل العائلات الموجودة في أكثر من منزل لتشارك الغداء. ولعل أشدّ ما حرص عليه المحتفلون في هذا اليوم رغم الحجر، هو تفقيس البيض، العادة التي ترافق العيد، كما وُجد المعمول للتحلية، وللإحساس بأنّ هناك ما بقي ثابتاً رغم كل التغيرات التي تعصف بالناس، في كل مكان.
وبدا أنّ إجراء منع السيارات من التجول قد شكّل أكبر أشكال الحظر بالنسبة للبنانيين. وربما كان عيد الفصح، أمس، أكثر الأيام هدوءاً وصمتاً، منذ بدء جائحة «كورونا» وانتشار الفيروس إلى اليوم، وهي مفارقة جعلت اللبنانيين يعيشون يوماً تاريخياً، ربما لم يروا شبيهاً له في عيد فصح سابق على الإطلاق.
اللبنانيون تغلبوا على الحجر في الفصح بـ«مكالمات الفيديو»
اللبنانيون تغلبوا على الحجر في الفصح بـ«مكالمات الفيديو»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة