بيل غيتس: كورونا لا يعرف الحدود... وقد يضرب الدول الغنية مجدداً

قال إن 8 لقاحات محتملة لـ«كوفيد 19» قيد التطوير

بيل غيتس مؤسس إمبراطورية «مايكروسوفت» - أرشيف (أ.ب)
بيل غيتس مؤسس إمبراطورية «مايكروسوفت» - أرشيف (أ.ب)
TT

بيل غيتس: كورونا لا يعرف الحدود... وقد يضرب الدول الغنية مجدداً

بيل غيتس مؤسس إمبراطورية «مايكروسوفت» - أرشيف (أ.ب)
بيل غيتس مؤسس إمبراطورية «مايكروسوفت» - أرشيف (أ.ب)

قال بيل غيتس رجل الأعمال الأميركي ومؤسس إمبراطورية «مايكروسوفت» لبرمجيات الكومبيوتر، إن فيروس كورونا «لا يكترث بالحدود»، معتبراً أن الدول الغنية «حتى لو نجحت في إبطاء انتشار كورونا خلال الأشهر القليلة المقبلة، فقد تعود الإصابة بالمرض إذا ظل الوباء حاداً بما يكفي في أماكن أخرى».
وكتب غيتس مقالاً نشر اليوم (الأحد) في صحيفة «الصنداي تلغراف»، دعا فيه إلى «نهج عالمي» لمكافحة المرض، ومحذراً من ترك الفيروس للانتشار في الدول النامية دون عوائق، معتبراً أن الفيروس ينتعش ويضرب الدول الغنية في موجات لاحقة.
ودعا غيتس - الذي حذر منذ فترة طويلة من انتشار جائحة - قادة العالم إلى الانعقاد والاتفاق على إجراءات ذات أولوية؛ أولها «التأكد من تخصيص الموارد العالمية لمكافحة هذا الوباء بشكل فعال، وتوفر الأقنعة والقفازات والاختبارات التشخيصية».
وأصدر مؤسس شركة مايكروسوفت دعوة عاجلة لقادة العالم للعمل معاً لمحاربة «كوفيد-19» وضمان توزيع المعدات الوقائية والعلاجات الجديدة واللقاحات بشكل عادل. وأردف: «أنا من أشد المؤمنين بالرأسمالية... ولكن بعض الأسواق ببساطة لا تعمل بشكل صحيح في ظل الجائحة، وسوق الإمدادات الطبية المنقذة للحياة مثال واضح».
وعن اللقاحات، يقول غيتس إن هناك «ما لا يقل عن 8 لقاحات محتملة لـ(كوفيد 19)» قيد التطوير، ولكن هناك حاجة إلى ملياري دولار إضافية إذا تم تسليمها في غضون 18 شهراً.
وفي سياق متصل، اعتبر غيتس أن عدداً قليلاً من الدول سوف تحرز تقدماً في التعامل مع فيروس كورونا المستجد، موضحاً في كلمة متلفزة لهيئة الإذاعة البريطانية اليوم (الأحد)، أن هناك دولاً كثيرة لم تشهد التدريب والإعداد الكافي لمواجهة الأوبئة من قبل، وأن ليس كل الدول ستحصل على «الدرجة الأولى» في مواجهة كورونا. وتابع: «إننا في (منطقة مجهولة) بسبب نقص الاستثمار والإعداد لمثل هذا الوباء... سننظر خلفنا ونتمنى لو أننا استثمرنا المزيد ليكون باستطاعتنا أن نحصل على العلاجات واللقاحات بشكل أسرع. لقد قللنا الاستثمار في ذلك... كان هدفي أن يحدث هذا مبكراً».
وأشار غيتس إلى الجهود التي يقوم بها «تحالف ابتكارات التأهب للأوبئة (CEPI)» الذي شاركت مؤسسة بيل غيتس وزوجته ملندا في تأسيسه، لكنه اعتبر أن جهود التحالف ضمن المحاولات العالمية لإنتاج اللقاح لا تتعدى 5 في المائة.
وتأسس «تحالف ابتكارات التأهب للأوبئة» عام 2017 عقب تفشي وباء «إيبولا» الفتّاك في غرب أفريقيا بين عامي 2014 و2015، لتسريع وتيرة العمل على ابتكار لقاحات للأمراض المُعدية الجديدة. وهذا التحالف منظمة عالمية تُضفّر جهود الهيئات العامة والخاصة والخيرية، ومنظمات المجتمع المدني، لمحاربة الأوبئة العابرة للحدود.
وتأتي دعوات غيتس وسط مخاوف من أن الوباء سوف يزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية بشكل كبير، بعد أن أودى كورونا بحياة ما يقارب 109 آلاف شخص، وتقترب الإصابات من المليون و800 ألف حالة حتى صباح اليوم (الأحد).


مقالات ذات صلة

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
TT

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)

أذهلت حقيقة ما يكمُن داخل محيطاتنا، الناس منذ الأزل؛ لذا ليس مستغرباً تكاثُر الخرافات حول الأعماق المائية. ولكن بصرف النظر عن قارة أتلانتيس الغارقة، فقد اكتشف العلماء «مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج، تعجُّ بالحياة.

وذكرت «إندبندنت» أنّ المناظر الطبيعية الصخرية الشاهقة تقع غرب سلسلة جبال وسط الأطلسي، على عمق مئات الأمتار تحت سطح المحيط، وتتألّف من جدران وأعمدة وصخور ضخمة تمتدّ على طول أكثر من 60 متراً. للتوضيح، فهي ليست موطناً لإحدى الحضارات الإنسانية المنسيّة منذ مدّة طويلة؛ لكنَّ ذلك لا يقلِّل أهمية وجودها.

يُعدُّ الحقل الحراري المائي، الذي أُطلق عليه اسم «المدينة المفقودة» لدى اكتشافه عام 2000، أطول بيئة تنفُّس في المحيطات، وفق موقع «ساينس أليرت ريبورتس». وإذ لم يُعثَر على شيء آخر مثله على الأرض، يعتقد الخبراء بإمكان أن يقدّم نظرة ثاقبة على النُّظم البيئية التي يمكن أن توجد في مكان آخر في الكون.

«مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج (مختبر «أميز»)

ولأكثر من 120 ألف عام، تغذَّت الحلزونات والقشريات والمجتمعات الميكروبية على الفتحات الموجودة في الحقل، التي تُطلق الهيدروجين والميثان والغازات الذائبة الأخرى في المياه المحيطة.

ورغم عدم وجود الأكسجين هناك، فإنّ حيوانات أكبر تعيش أيضاً في هذه البيئة القاسية، بما فيها السرطانات والجمبري والثعابين البحرية؛ وإنْ ندُرَت.

لم تنشأ الهيدروكربونات التي تُنتجها الفتحات من ضوء الشمس أو ثاني أكسيد الكربون، وإنما بتفاعلات كيميائية في قاع البحر. سُمِّيت أطول سهول «المدينة المفقودة»، «بوسيدون»، على اسم إله البحر الإغريقي، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 60 متراً. في الوقت عينه، إلى الشمال الشرقي من البرج، ثمة جرفٌ حيث تنضح الفتحات بالسوائل، مما ينتج «مجموعات من الزوائد الكربونية الدقيقة متعدّدة الأطراف تمتدّ إلى الخارج مثل أصابع الأيدي المقلوبة»، وفق الباحثين في «جامعة واشنطن».

هناك الآن دعوات لإدراج «المدينة المفقودة» ضمن مواقع التراث العالمي لحماية الظاهرة الطبيعية، خصوصاً في ضوء مَيْل البشر إلى تدمير النُّظم البيئية الثمينة.

وفي عام 2018، جرى تأكيد أنّ بولندا نالت حقوق التنقيب في أعماق البحار حول الحقل الحراري. وفي حين أنّ «المدينة المفقودة»، نظرياً، لن تتأثّر بمثل هذه الأعمال، فإنّ تدمير محيطها قد تكون له عواقب غير مقصودة.