مصر تمدد حظر التنقل المؤقت... وتوسّع أماكن العزل

تقليص محدود لساعات منع التجول لتجنب الزحام

اجتماع الحكومة المصرية أمس بتقنية «الفيديو كونفرانس» (مجلس الوزراء المصري)
اجتماع الحكومة المصرية أمس بتقنية «الفيديو كونفرانس» (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تمدد حظر التنقل المؤقت... وتوسّع أماكن العزل

اجتماع الحكومة المصرية أمس بتقنية «الفيديو كونفرانس» (مجلس الوزراء المصري)
اجتماع الحكومة المصرية أمس بتقنية «الفيديو كونفرانس» (مجلس الوزراء المصري)

مددت الحكومة المصرية، أمس، تدابيرها الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، ومنها الحظر المؤقت على التنقل، والذي كانت فرضته يوم 25 مارس (آذار) الماضي، وأعلن رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، استمرار الإجراءات نفسها حتى 23 من أبريل (نيسان) الحالي.
غير أن الإجراءات التي من بينها وقف حركة الطيران من وإلى البلاد، تضمنت تقليصاً محدوداً لمدة ساعة بفترة حظر التنقل والتي أصحبت راهناً تبدأ من الثامنة مساءً بدلاً من السابعة مساءً، وذلك «لتخفيف التكدس والزحام في ساعة ما قبل فرض الحظر»، بحسب رئيس الحكومة المصرية.
من جانبه، أوضح المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، أن «القرارات تتضمن حظر انتقال أو تحرك المواطنين، واستمرار إغلاق جميع المقاهي وما يماثلها من المحال والمنشآت، وإغلاق جميع المطاعم أمام الجمهور وما يماثلها على أن يقتصر العمل بها على خدمة توصيل الطلبات للمنازل على مدار اليوم، فضلاً عن إغلاق جميع الحدائق العامة والمتنزهات والشواطئ».
وأعلنت مصر، مساء أول من أمس، تسجيل 128 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليكون مجمل الإصابات 1450 حالة، من ضمنهم 276 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و94 حالة وفاة.
ورغم أن مدبولي، قال، أمس، إن «مصر ما زالت في إطار الحدود الآمنة للسيطرة على (كورونا)، فإنه شدد على أن «التزام المواطنين بتطبيق قرارات الحكومة هو المعيار المهم لمواجهة العدوى وأن الاستخفاف والاستهانة بالأرقام سيجعلنا نكرر الكوارث التي تواجهها دول كثيرة».
كما أفاد رئيس الحكومة، أن معدل الإصابات اليومي الراهن كان ضمن توقعات الحكومة، ونوه كذلك بأنه «من المتوقع زيادة الحالات، لكن الخوف من وصول العدد لـ300 إصابة يومياً».
وفيما يعد استعداداً مبكراً، وسّعت الحكومة المصرية نطاق أماكن العزل الطبي للمصابين بـ«كورونا»، ممن لا يعانون من أعراض تحتاج للرعاية الصحية، وبدأت وزارة «الشباب والرياضة» تجهيز مدن ونُـزل الشباب التابعة لها بالمحافظات كافة لاستقبال الحالات التي سيتم تحويلها إليها من جانب وزارة الصحة والسكان.
وكذلك فإن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بدأت تجهيز المدن الجامعية التابعة لوزارة التعليم العالي لحجز الحالات المستقرة المصابة بـ«كوفيد - 19». وفي وقت سابق قالت وزيرة الصحة، هالة زايد، إن «85 في المائة من الحالات المصابة بـ(كورونا) المستجد تقريباً، وخصوصاً من لا يعانون أمراضاً مزمنة، ودون الخمسين عاماً لا يحتاجون للعزل بالمستشفيات».
وفي سياق تلافي الآثار الاجتماعية للمضارين بالحظر المؤقت من العمالة غير المنظمة، أعلن رئيس الوزراء المصري «اقتطاع 20‎‎ في المائة من رواتب رئيس الوزراء والوزراء لمدة 3 أشهر، لدعم المتضررين».
وتنتهي اليوم المهلة التي حددتها الحكومة لتسجيل العمالة غير المنظمة بهدف دعمها بمنحة 500 جنيه مصري (الدولار يساوي 15.7 جنيه مصري)، والتي قالت وزارة القوى العاملة إن 1.5 مليون شخص سجلوا بياناتهم للحصول عليها.
وللمرة الثالثة ترأس مدبولي، عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، اجتماع مجلس الوزراء؛ أمس، والذي ناقش «البدء فوراً في تحويل الحالات الإيجابية المصابة بفيروس (كورونا) المستجد، التي لا تظهر عليها أي أعراض، إلى نُـزل الشباب، والمدن الجامعية، والتي تشهد حالياً استعدادات مكثفة لاستيعاب أي أعداد يتم تحويلها إليها».
كما أجل مجلس الوزراء «سداد وجدولة المديونيات والمستحقات عن مقابل استهلاك الكهرباء والمياه والغاز للمنشآت السياحية والفندقية، وشركات الطيران الخاصة لمدة 6 أشهر، على أن يبدأ السداد اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول) 2020. وأن تتم جدولة سداد المستحقات والمديونيات».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».