عراقيل تواجه التعاون الفلسطيني الإسرائيلي لمواجهة تفشي «كورونا»

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (د.ب.أ)
TT

عراقيل تواجه التعاون الفلسطيني الإسرائيلي لمواجهة تفشي «كورونا»

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية (د.ب.أ)

مع بداية انتشار فيروس كورونا المستجد في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، حصل تعاون فلسطيني إسرائيلي من أجل تنسيق المواجهة وكيفية التعامل مع الأزمة، لكن يوماً بعد يوم، تعود التوترات للظهور بين سلطات الطرفين، لا سيما فيما يتعلق بوضع العمال الفلسطينيين في إسرائيل والمستوطنات، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي وقت يرتفع عدد الإصابات الإسرائيلية، تخشى السلطات الفلسطينية أن يعود العمال الفلسطينيون من الأراضي الإسرائيلية حاملين الفيروس. في الوقت نفسه، تبقى حدة الصراع السياسي المزمن بين الطرفين قائمة رغم الأزمة.
وحصل تنسيق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل حول كيفية مواجهة الفيروس مع الإعلان عن تسجيل أول حالات إصابة بالفيروس في مدينة بيت لحم، وعمل الجانبان على إخراج سياح أجانب من المدينة قبل إغلاقها، كما تبادلا معلومات بشأن فلسطينيين وصلوا إلى مطار اللد.
وأكد الجانبان أنهما يقومان بالتنسيق وبتدريبات طبية مشتركة لمواجهة الفيروس، بحسب المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم ومتحدث باسم الهيئة المختصة في وزارة الدفاع الإسرائيلية يوتام شيفر.
لكن هذا التنسيق على ما يبدو يواجه عقبات.
فبعد تسجيل إصابة 15 فلسطينياً بفيروس كورونا من العمّال في إحدى المستوطنات الإسرائيلية، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية أن «الثغرة الحقيقية في معركتنا ضد تفشي فيروس كورونا هي الاحتلال ومستوطناته وحواجزه وكل إجراءاته».
واتهم الاحتلال الإسرائيلي بـ«إفشال جهودنا لحماية أبناء شعبنا ووقف تفشي الوباء».
وأكد أشتيه أن «استمرار تنقل العمّال، بتسهيلات إسرائيلية، بين مدنهم وقراهم وأماكن عملهم، يشكّل ضربة لكل جهودنا التي اتخذناها بشكل مبكر لوقف انتشار المرض. ونرى في السماح للعمّال بالتنقل محاولة لحماية الاقتصاد الإسرائيلي على حساب أرواح العمّال».
وقال: «اقتصاد إسرائيل ليس أغلى من أرواح أبنائنا».
وسجلت إسرائيل 6092 إصابة و25 وفاة مقابل 134 إصابة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ووفاة واحدة.
وأعلنت السلطة الفلسطينية وإسرائيل حالة الطوارئ لمواجهة الفيروس.
وطلب أشتيه من العمال العودة إلى منازلهم، وكرر ذلك مرات عدة. وقال: «إننا ندرك أن لقمة عيش الإنسان مهمة، لكن حياتكم وحياة الآخرين أهم. لذلك المطلوب الالتزام بالحجر المنزلي بجدية عالية».
وتصاعد التوتر بعد وفاة أول فلسطينية جراء الفيروس، وهي امرأة خالطت ابنها الذي يعمل في مستوطنة إسرائيلية نقل لها ولعائلته الفيروس.
في البداية، أمهل أشتيه العمال الفلسطينيين مدة ثلاثة أيام لترتيب أوضاعهم مع مشغليهم بحيث يبقون داخل إسرائيل ويتحمل المشغل مسؤوليتهم، غير أن هذا الحل لم يلق تجاوباً.
ويفضل الكثير من العمال مثل فرج عودة (26 عاماً) المبيت بالقرب من عمله داخل إسرائيل. وقال عبر الهاتف لوكالة الصحافة الفرنسية: «فضلت البقاء مكان عملي تجنباً لإجراءات العزل والانتظار عند الحواجز، بعد أن شاهدت مناظر مؤلمة عند الحواجز الإسرائيلية».
وأثار مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ويظهر عاملاً فلسطينياً منهكاً تركه صاحب العمل الإسرائيلي عند حاجز عسكري قرب الحدود وبقي هناك ساعات، ظناً منه أنه يحمل فيروس كورونا، غضباً كبيراً بين الفلسطينيين.
وندد أشتيه بـ«معاملة عنصرية».
لكن الشرطة الإسرائيلية قالت إن هذا العامل لم يكن يملك تصريح عمل في إسرائيل وتقدم إلى مستشفى للحصول على علاج. ورافقته الشرطة إلى نقطة العبور بعد أن تبين أن فحصه المتعلق بفيروس كورونا، سلبي.
وعاد قبل أسبوع إلى مدينة أريحا مئات العمال قادمين من إسرائيل خوفاً من الفيروس.
وتوقع أشتيه عودة نحو 35 ألف عامل من إسرائيل مع بداية الفصح اليهودي الأسبوع المقبل، مؤكداً: «قد يكون الوضع الأصعب عند عودة العمال. وهذه الثغرة يجب إغلاقها».
وطلب أشتية أمس (الأربعاء) من منظمة الصحة العالمية «أن يقوم الاحتلال بإخضاع العمال للفحوصات الخاصة بفيروس كورونا قبل عودتهم إلى منازلهم».
ويبلغ عدد العمال الفلسطينيين في إسرائيل نحو سبعين ألفاً، غير الذين يعملون من دون تصريحات.
بالنسبة إلى العديد من الفلسطينيين، لم تغير إسرائيل أي شيء من سياساتها رغم خطر فيروس كورونا المستجد.
فقد قامت القوات الخاصة الإسرائيلية باقتحام مدينة رام الله ليل الاثنين الثلاثاء. وقال الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية: «تم اعتقال مطلوبين في مدينة رام الله وإحالتهما إلى التحقيق».
وأضاف الناطق: «عند خروج أفراد القوة الأمنية من المدينة، قام المئات من سكان رام الله برشق الحجارة والزجاجات الحارقة نحو أفراد القوة الذين ردوا بتفريق المظاهرة».
وخلال ثلاثة أسابيع، قتل ثلاثة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية. وهدمت إسرائيل منزلين لفلسطينيين اتهمتهما بتنفيذ هجمات ضدها.
ويقول مسؤول الملف الاستيطاني وليد عساف: «الإسرائيليون يستغلون انتشار الفيروس لخلق وقائع جديدة على الأرض»، مذكراً بأنه خلال الشهرين الماضيين فقط أعلن عن بناء 20 ألف وحدة استيطانية جديدة، في رقم هو الأعلى منذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام 1967.
وقال أشتية: «هذا الاحتلال لا يعرف الإنسانية بشيء، ويجب على العالم لجمه».
ويقول المحلّل في مجموعة الأزمات الدولية عوفر زالزبرغ: «رغم التوترات، فإن التعاون ضروري بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية من أجل المصلحة الذاتية في كبح فيروس كورونا».


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

ملك الأردن يدعو إلى وقف عنف المستوطنين المتطرفين بحق الفلسطينيين فوراً

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أ.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أ.ب)
TT

ملك الأردن يدعو إلى وقف عنف المستوطنين المتطرفين بحق الفلسطينيين فوراً

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أ.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني (أ.ب)

دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الأربعاء، إلى وقف «عنف المستوطنين المتطرفين» بحق الفلسطينيين ووضع حد للانتهاكات بحق المقدسات في القدس فوراً.

وذكر التلفزيون الأردني أن الملك عبد الله جدد «التأكيد على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة والدفع باتجاه إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وضمان نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة».

وقال التلفزيون إن عاهل الأردن التقى في واشنطن مع رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، وزعيم الأقلية حكيم جيفريز، ورؤساء وأعضاء عدد من لجان مجلس النواب.

ودعا الملك إلى تعزيز الاستجابة الدولية الإنسانية بغزة «للحد من الكارثة»، وشدد على ضرورة التحرك بشكل فوري للضغط على إسرائيل لضمان دخول المساعدات الإغاثية والطبية بشكل كاف ومستدام.

ومن ناحية أخرى، حث العاهل الأردني على بذل جهود لضمان نجاح وقف إطلاق النار في لبنان، وأكد رفض الأردن لكل ما يهدد أمن واستقرار سوريا.